عائلة يحاصرها العمى والشلل
تحقق حلم أسرة خميس زايد موسى بامتلاك منزل بمواصفات صحية خاصة، تساعد أفرادها على تجاوز صعوبات الإعاقة التي لم يسلم منها أفرادها الأربعة الذين يعانون أمراضاً وإعاقات مزمنة.
وزارة الأشغال العامة ستشيّد منزلاً للعائلة في منطقة «فلج المعلا» في أم القيوين، لكن الأب الذي يرجّح أن عمره اقترب من 100 عام، وزوجته «ع. م» وهي في العقد السابع من عمرها، يعانيان من ضعف البصر الشديد، منذ نحو 50 عاماً، إثر إصابتهما بضعف في شبكية العين تدريجياً انتهى بهما إلى فقدان البصر كلياً، فيما أصيبت الابنتان الوحيدتان للأسرة بشلل كلي وشبه كلي في الحركة، أقعدهما عن الحركة وألزمهما كرسيّين متحركين.
روى خميس موسى الذي تحدث إلى «الإمارات اليوم» بصعوبة، نظراً للوهن الذي أصابه على مر السنين، قصة معاناة أسرته، وقال إنه «يقطن في منزله الحالي القديم منذ أكثر من 37 عاماً، وإنه طالما حلم ببيت أكبر له ولأسرته، بدل البيت القديم المتهالك الذي يؤويهما منذ أكثر من ثلاثة عقود».
وذكر بسام سعيد، وهو أحد أقارب الأسرة وممن يقدمون لها الدعم باستمرار، أنه عرض موسى وزوجته على كثير من الأطباء المختصين الذين أكدوا أنهما في حاجة إلى إجراء عملية جراحية في شبكية العين لإعادة البصر، لكن الوضع المالي الصعب للعائلة منعهما من متابعة العلاج وإجراء الجراحة.
وأوضح أن الابنة الكبرى للعائلة أصيبت بعجز كامل في الحركة، بسبب سقوطها من سلم المنزل منذ نحو 15 عاماً، مشيراً إلى أن آلاماً مبرحة بدأت تظهر بعد أربع سنوات من الحادثة، التي أصابتها بضعف في العصب والعضل وضمور في العظام.
وأكد سعيد أن السبب الرئيس في عدم استكمال العائلة معالجة الابنة الكبرى في المستشفيات، هو الظروف المالية للأسرة والارتفاع الباهظ في تكاليف العلاج.
أما شقيقتها الصغرى، فشرح سعيد أنها أصيبت بحادث سير قبل ثماني سنوات، أدى إلى إصابتها بكسر في الكتف اليمنى، وبهشاشة وكسر في عظام الساقين، وكسر في ركبة الساق اليسرى، ما أدى إلى إصابتها بشلل نصفي.
وأضاف أن إصابتها بكسر في الساقين وعدم تلقيها العلاج الكافي في المستشفى، فاقما سوء وضعها الصحي، مؤكداً أن «الأطباء أفادوا بإمكانية عودتها إلى حياتها الطبيعية في حال أجريت لها الجراحة المناسبة».
وأشار سعيد إلى أن أفراد عائلة موسى يواجهون صعوبات كثيرة في الحركة والتنقل، حتى داخل المنزل، لأنه غير مجهز لأشخاص لديهم احتياجات خاصة، كما أن وضعهم المالي لا يسمح لهم بتوفير جميع احتياجاتهم اليومية، مشيراً إلى أنها تعتمد بشكل أساسي على الخادمة التي تنظف المنزل، وتساعد الأب والأم والأختين في قضاء شؤون المنزل وحوائجهم الخاصة.
وقال موسى إنه يتلقى مساعدة مالية من وزارة الشؤون الاجتماعية، لكنه أشار إلى أن المبلغ يذهب لدفع فواتير الكهرباء والمياه وشراء الأدوية اللازمة لأفراد العائلة بشكل شهري، مشيراً إلى أن ابنتيه في حاجة إلى كرسيين متحركين، «إذ إن حجم الكرسي الحالي صغير ولا يفي بالغرض المطلوب».
وأعلنت وزارة الأشغال قبل أيام، أنها ستبني منزلاً جديداً لأسرة موسى، ضمن الميزانية التي رصدتها لبناء المساكن الشعبية في المناطق النائية.