مسح طبي في المدارس لتحديد الإصابة بنقص اليود
أبلغ المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية في وزارة الصحة، الدكتور محمود فكري «الإمارات اليوم» أن «الوزارة بدأت اجراء مسح صحي بين طلاب المدارس لتحديد حجم الاصابة باضطرابات نقص اليود»، مشيرا الى ان «المسح يشمل 1140 طالباً في 38 مدرسة في الامارات كافة، وسينتهي في شهر مايو المقبل، وستعلن نتائجه في النصف الثاني من العام الجاري».
واشار الى ان «هذه الدراسة تعد الاولى من نوعها في الدولة، لتحديد المناطق التي تعاني من نقص اليود، وتحديد ما اذا كان الغذاء في الدولة يحتاج الى اضافة هذا العنصر أم لا»، مبينا انه «لا يوجد أي احصاء رسمي يوضح حجم الاصابة بنقص اليود في الدولة».
ولفت الى أن «المسح يهدف إلى حماية الأطفال من نقص عنصر اليود الذي يؤثر سلبا في نمو الاطفال، وتحصيلهم الدراسي، وضعف النمو العقلي، ويتسبب في تضخم الغدة الدرقية».
وتفصيلا، قال فكري إن «الوزارة بدأت تنفيذ مسح سكاني لتحديد مستوى اليود، ومدى كفاية المضاف منه إلى الملح»، مشيرا الى ان «نتائج المسح ستوضح مستوى اليود في الطعام المقدم في الدولة، وهل هناك حاجة لزيادة نسبته في ملح الطعام، وتقييم الحالة الغذائية ونقص اليود لسكان الإمارات، ومتوسط اليود في البول». واشار الى أن «منهجية المسح استندت إلى معايير منظمة الصحة العالمية و«اليونسيف» والمجلس الدولي لمكافحة اضطرابات عوز اليود»، لافتا الى ان «منظمة الصحة والمجلس الدولي لمكافحة اضطرابات عوز اليود اعتمدا برنامج المسح».
واعلن ان «فريق المسح يضم ممثلين لوزارة الصحة والمجلس الدولي لمكافحة اضطرابات عوز اليود للخليج وشمال إفريقيا والمركز الوطني للبحوث في جنوب افريقيا».
وذكر أنه «تم اختيار 38 مدرسة لاجراء المسح موزعة على الإمارات السبع، و تمت مراعاة توزيع الحضر والريف، والذكور والاناث». وأضاف تم «اختيار 30 تلميذاً من كل مدرسة وهم يمثلون أسرهم في المجتمع، وبذلك يكون المسح قد شمل 1140 طالبا وأسرة».
ولفت فكري الى ان المسح «شمل 1123 استمارة استبيان و1125 عينة بول و1118 عينة ملح». واشار الى ان «نتائج الفحوص والتحليل الإحصائي ستنتهي خلال شهر مايو المقبل، والتقرير النهائي في النصف الثاني من العام». وافاد بانه «على ضوء النتائج سيتم اعلان الامارات خالية من اضطرابات عوز اليود». وكانت وزارة الصحة وقعت اتفاقية مع المجلس الدولي لمكافحة عوز اليود، يقوم بموجبها المجلس الدولي بإجراء الدراسات والمسوح الصحية والطبية اللازمة وتقييم الوضع الراهن لاضطرابات عوز اليود في الدولة.
خطر على الدماغ |
قال المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية في وزارة الصحة، الدكتور محمود فكري إن «اليود يعتبر من العناصر البالغة الأهمية لصحة الإنسان، ويحتاج أي فرد لليود، غنياً كان أو فقيراً، لتكوين هرمونات الغدة الدرقية اللازمة للنمو، والقيام بوظائف الدماغ والجهاز العصبي، والحفاظ على حرارة الجسم وحيويته». واشار الى أن «جسم الإنسان البالغ يحتوي على ما يقرب من 15 إلى 20 ملغم من عنصر اليود، ويقدر الاحتياج اليومي للإنسان من هذا العنصر من 150 إلى 250 ميكروغراما يوميا». ودعا المواطنين والمقيمين في الدولة إلى «التأكد من أن ملح الطعام الذي يتناولونه يحتوي على المقادير اللازمة من اليود»، مشيرا إلى أن «عنصر اليود يتوافر في البحار والمحيطات بنسبة كبيرة، اذ يوجد في الأسماك والأطعمة البحرية». ولفت إلى أن «الشعوب التزمت بالعمل على التخلص من الاضطرابات الناتجة عن عوز اليود منذ عام 1990 في أثناء القمة العالمية من أجل الأطفال، وفي عام 1991 ناشدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة جميع الشعوب للتخلص من عوز اليود، وفي عام 1992 تم التعهد ببذل كل الجهود للتحكم وضبط الاعتلالات والاضطرابات الناتجة عن نقص اليود، وكان ذلك خلال انعقاد المؤتمر الدولي حول التغذية». ومن المعروف أن نقص اليود يؤدي إلى حدوث العديد من الاضطرابات في حياة الإنسان، منها «إجهاض الأجنة والقزامة وتضخم الغدة الدرقية، والأثر الأكبر هو ضعف النمو العقلي الذي يؤثر في الأداء والتحصيل المدرسي ومن ثم التنمية البشرية والاقتصادية للدولة». |