دهس طفلة فور مغادرتها حافلة المدرسة

شهد الشيباني في مستشفى القاسمي قبل وفاتها بدقائق. (تنشر «الإمارات اليوم» الصورة بموافقة عائلة الطفلة)

توفيت صباح أمس، الطالبة اليمنية شهد عبدالرؤوف الشيباني، (ستة أعوام) متأثرة بإصابتها البليغة في حادث دهس تعرضت له ظهر الأربعاء الماضي، في أثناء نزولها من الحافلة المدرسية أمام منزلها في منطقة الفيحاء في الشارقة، من سيارة مسرعة كان يقودها شاب أردني، يبلغ من العمر 23 عاماً.

ويأتي هذا الحادث بعد نحو شهر على وفاة الطفلة هدى علي غزال في رأس الخيمة، وإصابة الطفلة (هند) في دبي بكسر أسفل الجمجمة في حادثين مشابهين كان السبب فيهما «غياب الرقابة على الحافلات المدرسية»، وفق تحقيقات مرورية.

وحمّل والد الطفلة (شهد)، التي كانت تدرس في مدرسة الشارقة الدولية الخاصة في الصف الأول الابتدائي، إدارة المدرسة كامل المسؤولية في وفاة ابنته، مشيراً إلى أن سائق الحافلة توقف في منتصف الشارع، ولم يتوقف بجانب المنزل مباشرة. وأوضح الشيباني أن «ابنته غادرت الحافلة المدرسية قبل إخوتها الثلاثة، وبمفردها ومن دون أي مساعدة من المشرفة الموجودة في الحافلة»، معتبراً أن «إهمال سائق الحافلة، وعدم وقوفه بمحاذاة المنزل، وعدم اهتمام مشرفة الحـافلة بسلامـة الطلاب، كانت أسباباً أدت إلى وفاة (شهد)».

لكن مديرة مدرسة الشارقة الدولية الخاصة، سوسن عبدالفتاح، نفت أي مسؤولية للمدرسة، وأصرت على أن (شهد) لم تغادر الحافلة بمفردها، وأن المشرفة رافقتها وأشقاءها الثلاثة من الحافلة المدرسية أمام المنزل، وأوضحت أن «(شهد) اندفعت وأرادت أن تسبق إخوتها إلى المنزل»، معتبرة أن الوفاة كانت «قضاءً وقدراً».

ونقل الشيباني عن سائق الحافلة تفاصيل الحادث، إذ أشار إلى أن «سائق السيارة كان مسرعاً، وأنه تجاوز مطبين اصطناعيين موجودين في الشارع المؤدي إلى المنزل من دون تخفيف السرعة». وروى أن «السائق تجاوز الحافلة المدرسية من جهة اليسار بشكل سريع، على الرغم من ضيق الشارع الذي بالكاد يتسع لمسربين، ثم سقطت الطفلة بعد صدمها بين الحافلة المدرسية وباب المنزل».

وتواجدت «الإمارات اليوم» ظهر أمس أمام منزل (شهد)، وقت عودة أشقائها الثلاثة من المدرسة، وكانت تقلّهم الحافلة نفسها بسائقها ومشرفتها. وفي حين أوقف السائق الحافلة بمحاذاة المنزل، بقيت المشرفة داخلها، ونزل الأولاد بمفردهم.

ووفقاً لتقرير طبي صادر عن قسم جراحة الأعصاب في مستشفى القاسمي، فإن (شهد) «أُدخلت إلى المستشفى يوم الأربعاء الماضي في حالة غيبوبة عميقة، وكانت لا تستجيب لأي حركة، بالإضافة إلى وجود توسع في حدقة العين»، مشيراً إلى أنها «لم تستجب للمؤثرات الضوئية، وأنها كانت تتنفس تلقائياً، ولكن بشكل ضعيف جداً».

وتابع التقرير الطبي أنه «تم وضع (شهد) على جهاز تنفس اصطناعي، من دون الحاجة لإعطائها أي دواء، وأظهر الكشف الإشعاعي أنها أصيبت بإصابات بالغة في الدماغ».

وأفاد مصدر أمني في شرطة الشارقة بأنه تم التحقيق مع السائق المتسبب في وفاة (شهد)، وتم تحويله صباح أمس إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الشأن.

ومن جانبها، قالت مستشارة وزير التربية والتعليم المتحدثة الرسمية باسم الوزارة، خولة المعلا، لـ«الإمارات اليوم»: «إن وزارة التربية والتعليم تنتظر صدور التقرير الكامل حول طبيعة الحادث من إدارة المنطقة التعليمية»، موضحة أن «الوزارة ستتخذ كل الإجراءات المناسبة، وفق التقرير والتحقيقات التي تجريها إدارة المنطقة التعليمية في الشارقة».

وطالب الشيباني وزارة التربية والتعليم بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المدارس الخاصة التي لا تلتزم بالحفاظ على سلامة الطلاب.

تويتر