ثلث مرضى المستشفيـات يعانون «السكري»
أعلن وزير الصحة حميد القطامي أن «ثلث المرضى الذين يرقدون في مستشفيات الدولة يعانون مرض السكري»، مشيراً إلى أن «كلفة علاج داء السكري ومضاعفاته تصل إلى 735 مليون درهم سنويا».
وقال الوزير الذي اطلق أمس حملة مكافحة السكري، إن «الدراسـات والإحصاءات أظهرت ان معدلات الإصابة بالسكري بلغت 19.6٪عام ،2005 ويتوقع لهذه النسبة الاستمرار في الارتفاع لتصل إلى أكثر من 28٪ بحلول عام 2025 إذا لم تتخذ الإجراءات الوقائية الفعالة للحد منه».
مركز اتحادي لعلاج السكري قال وزير الصحة حميد القطامي ل«الإمارات اليوم» في وقت سابق إن «الوزارة قررت ان يكون العام الجاري عاما لمكافحة مرض السكري»، مشيرا الى ان «هذه الخطوة تهدف إلى التصدي للأعداد المتزايدة من المصابين بهذا المرض المزمن». واضاف ان «الوزارة ستفتتح هذا العام أول مركز اتحادي لعلاج السكري لخدمة المواطنين والمقيمين كافة، تكلّف 20 مليون درهم»، مبيناً ان «المركز هو الاكبر من نوعه على مستوى الدولة، وسيستقبل المرضى من الامارات كافة، والدول المجاورة». واقيم المشروع الجديد في عجمان، ويضم «اقسامً للتشخيص واخرى للعلاج، ومختبرات على اعلى مستوى لفحوص المرضى»، كما يضم «مركزا للابحاث، وآخر تعليمياً اكاديمياً لتدريب الاطباء على احدث علاجات المرض». ومن المقرر ان «يدير المركز طاقم طبي وإداري سويدي او الماني». واشار القطامي إلى أن الوزارة «ستدشن حزمة من المشروعات الصحية، والعيادات والمراكز الطبية المتخصصة في علاج أمراض السكري في مختلف الامارات الشمالية»، موضحا انها «وضعت خطة تضمن وصول العلاج للمرضى في اقرب موقع لهم». |
وصرح للصحافيين ومسؤولي الوزارة بمناسبة اطلاق الحملة انه «سيتم تدريب 500 طبيب و300 ممرضة و20 من اختصاصي التغذية وتأهيلهم لتنفيذ برنامج الرعاية المستمرة لمرض السكري، خلال العام الجاري».
وكشف مدير عام الوزارة، الدكتور علي شكر عن ان «الوزارة قررت إنشاء صندوق مالي خاص بمشروع مكافحة السكري تدعمه المؤسسات الوطنية»، موضحا ان «الصندوق سيدعم أنشطة وبرامج مكافحة المرض».
وفي التفاصيل، اطلق القطامي أمس حملة مكافحة السكري ضمن الخطة الاستراتيجية الوطنية لمواجهة الداء 2009 - 2018 التي أقرها مجلس الوزراء، وتنفيذا لقرار المجلس الوزاري للخدمات باعتبار العـام الجاري عاما للسـكري.
وشرح الوزير أن «الإمارات تعد ثاني دولة في العالم من حيث الإصابة بداء السكري، بعد دولة ناورو التي تعد أصغر دولة في منظمة الأمم المتحدة، وتقع في المحيط الهادي بالقرب من جزر الكناري واستراليا».
واعتبر أن خطورة المرض ليست في حجم الاصابة به، بل «لارتفاع نسبة الإصابة بمضاعفاته المرضية المزمنة مثل أمراض القلب والشرايين والفشل الكلوي والعمى وبتر الأطراف، وما ينتج عن ذلك من عبء المرض على الفرد والأسرة والمجتمع».
وأشار إلى أن «السكري يعد من الأمراض الأكثر إرهاقاً للقطاع الصحي»، مضيفاأن «الكلفة المباشرة لعلاجه ومضاعفاته تصل الى 735 مليون درهم في العام»، كما أن «نحو ثلث المرضى الذين يرقدون في المستشفيات يعانون من السكري أو مضاعفاته».
وقال الوزير إن «الوقاية الأولية من داء السكري وبقية الأمراض غير السارية تعتمد على رصد وعلاج هذه الأمراض، بالإضافة إلى رصد وتقليل عوامل الخطر المرتبطة بها، خصوصا ارتفاع ضغط الدم، والسمنة والتدخين وقلة ممارسة النشاط البدني، وتناول الغذاء غير الصحي».
واعتبر أن «وضع وتنفيذ برامج وطنية فعالة للوقاية الأولية من هذا المرض وبمشاركة المجتمع المحلي والقطاع العام والخاص، من شأنه الحد من الاصابة به، وهو افضل من التركيز على رصد المرض وعلاجه».
وتتعامل وزارة الصحة مع السكري، يضيف القطامي، باعتباره «قضية وطنية، تتطلب تضافر الجهود لمكافحته والحد من انتشاره في الدولة».
وأفاد بأن «استراتيجية مكافحة المرض تتطلب بناء الكوادر الطبية والفنية، لذلك سيتم تدريب 500 طبيب و300 ممرضة و20 من اختصاصي التغذية وتأهيلهم لتنفيذ برنامج الرعاية المستمرة لمرض السكري، في أولى مبادرات الخطة التشغيلية للعام الجاري».
وأشار إلى أن «وزارة الصحة ستسخر إمكانياتها كافة لتوعية المجتمع بطرق الوقاية الأولية والثانوية من المرض».
الى ذلك، قال الدكتور بن شكر الذي يشغل منصب رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة السكري إن «الخطة تعمل على الحد من الإصابة بداء السكري وتقليل مضاعفاته في المجتمع».
وأضاف «لابد أن تعي فئات المجتمع مسؤوليتها تجاه هذا المرض باعتبارها شريكا متضامنا مع وزارة الصحة والهيئات والجهات الصحية في الدولة، من أجل رفع مستوى الوعي الصحي ومكافحة الداء والحد من انتشاره، وكذلك الاكتشاف المبكر له والعمل على التحكم فيه وفق الأسس والمعايير العلمية».
ولخص بن شكر الأهداف الرئيسة للاستراتيجية، معتبرا أنها «تصب في مجال الوقاية الأولية من المرض، وتحسين جودة الخدمات الصحية لمرضى السكري، وتدعيم وسائل المراقبة والمتابعة والتقييم الخاصة بداء السكري»، إلى جانب «إجراء وتدعيم وسائل البحوث والدراسات الخاصة به، وتمكين مرضى السكري وأسرهم من المشاركة في الخدمات المقدمة ومراقبة جودتها».
واضاف «نسعى لتقليل نسبة انتشار العوامل المؤدية للإصابة بالداء وتقليل انتشار الوزن الزائد بمعدل 1٪ سنويا، وزيادة نسبة الممارسين للنشاط البدني بمعدل 2٪ سنويا».
وشدد على أهمية «دور مراكز الرعاية الصحية الأولية في رعاية المصابين بداء السكري، وتحسين مستوى السيطرة على نسبة السكر ودعم الخدمات المخبرية اللازمة لداء السكري، وتوفير الأدوية الأساسية والوقاية العلاجية المبنية على البراهين العلمية، إلى جانب تقليل معدل حدوث مضاعفات داء السكري الحادة والمزمنة».
وأكد ضرورة «العمل على توفير قاعدة بيانات خاصة بداء السكري، وتطبيق معايير الجودة والمتابعة للتحكم في مؤشرات الأداء الخاصة بالبرنامج».
واعلن شكر «إطلاق الدليل الإكلينيكي الوطني لعلاج السكر»، معتبرا انه «خطوة أولية لانطلاق فعاليات برنامج الرعاية الشاملة لمرضى السكري».
وأوضح أن «الدليل يوفر للأطباء معلومات حديثة عن المرض ومتابعة كل ما هو جـديد بشأن علاجـه ومكافحة انتشـاره».
وذكر أن «استحداث صندوق مالي خاص بمشروع مكافحة السكري جاء ليؤكد جدوى المشاركة المجتمعية الفعالة لدعم كل الأنشطة والبرامج التي تحقق مبادرات وأهداف الخطة الاستراتيجية لمكافحة المرض، وانطلاقا من رغبة كثير من المؤسسات الوطنية لدعم هذه الحملة، قناعة منها بالمسؤولية المشتركة».
ودعا مدير عام الوزارة «الكوادر الطبية والفنية، والمختصين بعلاج هذا الداء إلى الانتظام في الدورات التدريبية التي تعدها وترعاها الوزارة للكوادر الطبية والفنية المعنية بمكافحة الداء»، مشيرا الى انه «سيتم تنظيم حملات توعية وأخرى للكشف المبكر عن مرض السكري تستهدف فئات المجتمع المختلفة».
وأفاد بأن «الوزارة تعمل على تأسيس عيادات مصغرة لمتابعة مرضى السكري في مراكز الرعاية الصحية الأولية»، الى جانب «توزيع أجهزة رياضية في الحدائق والساحات العامة لتشجيع النشاط البدني».
مرض قاتل قالت جمعية الامارات للسكري ان «المرض كان يصيب من هم فوق سن ،40 أما الآن فبدأ ينتشر بين فئة الشباب ويصيب من هم اقل من 20 عاما واشخاصا في عمر المراهقة». وعزت ذلك الى «اسباب وراثية، والانخراط في الحياة العصرية التي يقل فيها المجهود البدني، ويكون الاعتماد الكلي على السيارات والمصاعد»، لافتة الى«أهمية الاكثار من ممارسة الرياضة، والابتعاد عن الوجبات السريعة». وقال اطباء في الجمعية لـ«الإمارات اليوم» ان «خطورة السكري تكمن في انه يصيب بامراض اخرى، منها الجلطة الدماغية ونزيف العين وفقدان البصر والجلطة القلبية والفشل الكلوي والخمول الجنسي ومرض القدم السكرية الذي يؤدي الى بتر القدم او الساق». وبينوا أن «90٪ من مرضى الفشل الكلوي، وغالبية المصابين بالجلطة الدماغية والغيبوبة هم في الاصل مرضى بالسكري»، كما ان «معظم وفيات القلب سببها الاصابة بالسكري»، وبذلك يكون «هذا المرض اكبر قاتل في الدولة». |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news