سرقة 1.5 مليون درهم من رصيد مواطن برخصة مزوّرة
فوجئ رجل الأعمال الإماراتي سعيد خليفة، برسالة نصية على هاتفه المتحرك، من البنك الوطني الذي يودع فيه رصيده، تفيد بأنه سحب بنفسه مليوناً ونصف المليون درهم من فرع البنك في منطقة مصفح في أبوظبي وهو الأمر الذي أصابه بصدمة لأنه كان موجوداً في هذا التوقيت بمقر شركته في دبي، وأدرك بعد ذلك، أن مجهولاً انتحل صفته وسرق أمواله من داخل البنك مستخدما رخصة قيادة مزورة، وحين سأل مسؤولاً في البنك رد قائلاً إن «المتهم استخدم السحر الأسود في خداع موظفي البنك».
وتفصيلا، روى خليفة (32 عاماً) قصته لـ«الإمارات اليوم» قائلاً: «بدأت الواقعة يوم 25 من فبراير الماضي حين تلقيت رسالة من البنك الذي أودع فيه رصيدي منذ 11 عاماً تفيد بأني سحبت بنفسي مبلغ مليون ونصف المليون درهم في صباح ذلك اليوم، واعتقدت أن الرسالة وردت لي عن طريق الخطأ لكني فوجئت برسالة أخرى تفيد بتحويلي إلى نظام بنكي مختلف نظراً لأن رصيدي أصبح أقل من المعدل الذي يستلزم الانضمام إلى النظام الذي كنت استخدمه في إيداع الرصيد، فتأكدت أن شيئاً ما حدث، وحين راجعت البنك أبلغوني ببساطة أني سحبت المبلغ بنفسي».
وأضاف خليفة أنه حرر بلاغاً ضد البنك في مركز شرطة المرقبات في دبي وتحرك مسؤولو المركز سريعاً وتواصلوا مع شرطة أبوظبي نظراً لحدوث الواقعة في مصفح، متابعاً «توجهت بدوري إلى مركز شرطة خليفة «أ» الذي قام بدوره حيث تحرك الضباط إلى البنك مباشرة وطلبوا شريط الكاميرا لتحديد هوية السارق».
وذكر أن «المفاجأة أن المتهم انتحل صفتي ودخل البنك مرتدياً غترة وعقالاً ونظارة شمسية باعتباره مواطناً ومستخدماً رخصة قيادة صادرة من أبوظبي عليها صورتي وسحب المبلغ من دون أن يراجعه أحد أو يطلب منه مستندات أو حتى خلع النظارة لمقارنته بالصورة».
وأوضح خليفة أن «موظفي البنك تعاملوا مع الرجل بطريقة غريبة وغير مألوفة فلم يطالبه أحد بشيك ولم يطابق الصراف توقيعه مع توقيعي»، موضحاً أن «السارق استخدم توقيعاً قديماً لي كان مسجلاً لدى البنك منذ نحو 11 عاماً ويختلف بنسبة لا تقل عن 40٪ عن التوقيع الذي أستخدمه حالياً في تعاملاتي مع البنك».
وأشار إلى أن «الرجل جلس أكثر من 18 دقيقة في البنك وراجع ثلاثة موظفين أحدهم مسؤول في البنك نظراً لكبر المبلغ ورغم ذلك لم يطالبه أحد بإثبات يؤكد أنه صاحب الرصيد»، لافتاً إلى أنه سأل مسؤولاً كبيراً في الفرع عن كيفية ارتكاب خطأ مثل هذا، فرد عليه أن السارق استخدم السحر الأسود في خداعهم.
وقال خليفة إن «الكاميرات الموجودة في البنك قديمة للغاية ولم تعطِ صورة واضحة للرجل»، موضحاً أن هناك اختلافاً كبيراً في الشكل بينه وبين السارق، فالأخير في الأربعينات بينما هو في بداية الثلاثينات».
وتابع أن «المفارقة الغريبة انني انتمي لنظام بنكي يخصص له مدير يراجع العميل في حال حدوث أي طلب سحب مبالغ مالية، لكن لم يتحدث معي أحد من البنك ولم يتحركوا إلا بعد لجوئي إلى الشرطة»، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر في الظروف الاقتصادية الراهنة، حتى لا تقع البنوك والمؤسسات المالية فريسة لهؤلاء اللصوص والمحتالين.
وأوضح أن هذا الخطأ كان من الممكن أن يوقعه في مشكلات كبيرة لأنه رجل أعمال ولديه تعاملات مالية ويحرر شيكاته على أساس ما لديه من رصيد في البنك، مشيراً إلى أن الناس تودع أموالها في البنوك حفاظاً عليها من السرقة لكن الجديد أن يتم سرقة أموالها من داخل البنوك، مؤكداً أنه يحكي ما حدث معه حتى لا يتعرض غيره لهذه المشكلة.وأضاف أنه تلقى وعداً من إدارة البنك بتعويضه وإعادة المبلغ إليه إذا أثبتت التحقيقات إهمال الموظف أو تواطؤه، مشيراً إلى أن «هذا الأمر للأسف ربما يستغرق فترة تراوح بين ستة أشهر وعام»، مؤكداً أن ما حدث مأساة، بسبب تساهل موظفي البنك، لافتاً إلى أن هناك من أخبره بأن آخرين سرقت منهم بالطريقة نفسها خمسة ملايين درهم.