إزالة مساجد الكرفانات مـن أحيــــاء في أبوظبي

مساجد الكرفانات أنشئت لمواجهة زيادة عدد السكان وزيادة الطاقة الاستيعابية للمساجد. تصوير: مجدي إسكندر

أغلقت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مساجد مبنية من الخشب (كرفانات) في مناطق عدة في أبوظبي، من دون أن توفر للمصلين مساجد بديلة، وفق مواطنين ومقيمين قالوا إن هذا الأمر يضطرهم للتوجه الى مساجد موجودة في أحياء مجاورة، على الرغم من أن مساحتها محدودة، ولا تستوعب الأعداد الإضافية منهم.

ويؤكد سكان مناطق، أزيلت منها مساجد الكرفانات، أنهم يضطرون لأداء صلاة الجماعة في ساحات المساجد الخارجية، بسبب مساحتها الضيقة، مضيفين أنه كان أحرى بالهيئة، قبل الشروع في عملية الإزالة، توفير بدائل للمصلين، تجنباً للازدحام في المساجد.

ولم تتوافر للصحيفة معلومات حول عدد المساجد التي قررت الهيئة إغلاقها أو إزالتها.

وفي المقابل، قال نائب مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الناطق الرسمي باسم الهيئة محمد عبيد المزروعي، إن مخاطر مساجد الكرفانات استدعت إزالتها، لافتاً الى أنها تحترق في غضون ثلاث دقائق، إذا نشب فيها حريق لأي سبب من الأسباب.

وأضاف أن خطرها يتضاعف في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال أشهر الصيف، فضلاً عن كونها بيئة خصبة لتكاثر الحشرات والقوارض، وانبعاث الروائح الكريهة التي تصدر عن تآكل مادة الخشب في الصيف وتعرّض المصلّين لضيق التنفس.

وأكد المزروعي حرص الهيئة على الارتقاء بدور العبادة، وتطويرها «ومن هذا المنطلق، فقد سعينا إلى إزالة مساجد الكرفانات لإقامة مساجد دائمة».

وكان مواطنون أعربوا عن استغرابهم من هذه الخطوة قبل توفير بدائل لها، وقالوا لـ«الإمارات اليوم»: إنهم يؤدون فريضة الصلاة في الساحات الخارجية لمساجد موجودة في أحياء مجاورة لمناطق سكناهم.

كما تساءلوا عن مصير أراضٍ خصصت لأشخاص قالوا إنهم سيستغلونها في إقامة مساجد على نفقتهم، ولكنهم لم يفوا بذلك، مطالبين بسحبها وتحويل تخصيصها الى أشخاص آخرين، أكثر جدية واستعداداً.

وقال المواطن سيف العبري إن إغلاق مسجد الكرفان المجاور لمكان عمله أجبره على السير مسافة طويلة الى أقرب مسجد لأداء الصلاة.

ويضيف أن ذلك ينطبق على آخرين غيره من المقيمين والعاملين في المنطقة ذاتها، الأمر الذي تسبب في اكتظاظ المسجد، ودفع كثيراً من المصلين لأداء صلواتهم في الساحة الخارجية للمسجد.

وأكد أن سكان المناطق التي أزيلت مساجد الكرفانات منها يحتاجون إلى مساجد بديلة «لأن المساجد الموجودة حالياً لا تكفي لاستيعابهم جميعاً».

أما المواطن أحمد الطنيجي، فقال إن المصلين في المناطق التي أزيلت منها مساجد الكرفانات يقطعون مسافات طويلة بحثاً عن مساجد قريبة لأداء صلواتهم، مضيفاً أن المصلين يتفهمون قرار إزالة الكرفانات، لأنهم يدركون أن فيها خطورة، ولكنه طالب بأن تترافق هذه الخطوة مع توفير بدائل أخرى. ولفت الى أن الأمر ليس مختلفاً في مناطق أبوظبي الخارجية، مشيراً إلى عدم وجود مساجد في تلك المناطق تلبي حاجة الناس.

  الكرفانات
مبانٍ مغطاة بألواح معدنية، أنشئت في كثير من الأحياء السكنية، خلال السنوات الأخيرة، لتلبية حاجة الناس من المساجد.
وتتميز هذه الكرفانات بسهولة إنشائها وتفكيكها.

مواصفات جديدة للمساجد
وفقاً لبيانات الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، تم إعداد مواصفات جديدة لإنشاء المساجد، تشتمل على تخصيص مداخل ومخارج لذوي الاحتياجات الخاصة، وتكييف الحمامات، وتوفير مطافئ حريق، فضلاً عن تركيب حنفيات تعمل آلياً لترشيد استهلاك المياه. وتكون برادات مياه الشرب مغطاة بشكل محكم، باستثناء حنفيات الشرب. وكانت الهيئة أعلنت عن تخصيص 124 قطعة أرض في مختلف مناطق الدولة لبناء مساجد على نفقة المحسنين الراغبين في ذلك، فيما تلزم الشركات المنفذة للمشروعات بإنشاء مساجد ضمن مشروعاتها.



ورأى المواطن (ر.م.أ) وهو أحد سكان منطقة بين الجسرين، أن إجراءات ترخيص إقامة مسجد تمر بمراحل بيروقراطية غير مفهومة، مشيراً إلى أنه وآخرين من المواطنين والمقيمين على استعداد للمساهمة في بناء مسجد في منطقتهم إذا وافقت الهيئة على تسهيل إجراءاتها، أو وضعت صندوقاً لهذه الغاية بحيث تتولى بنفسها جمع المبلغ المطلوب وتشرف هي بنفسها على بنائه.

وقال إن مسؤولية الأوقاف هي رعاية المساجد وتوفيرها للمصلين، وليس هدم ما هو متوافر منها، وإن كان عبارة عن كرفانات، من دون توفير بدائل للمصلين.

أما فيصل الغزاوي، من سكان منطقة بين الجسرين، فقال إن فترة طويلة مضت على وجود مساجد الكرفانات في مناطق سكنية عدة، وإنه كان في وسع الهيئة البدء في إنشاء مساجد دائمة قبل التفكير في التخلص من هذه الكرفانات، ولكنها لم تفعل.

وتساءل المواطن ناصر النعيمي حول مصير الأراضي التي تم تخصيصها لأشـخاص ميسـورين، كانـوا قد أعربـوا عن رغبـتهم في إقامة مساجد عليها، ولكنهم تركوها خالية، مطالباً الجهات المعنية بتحويـلها إلى أشخاص آخرين، أكثر استعداداً للبدء في تشييد مساجد عليها.

ولفت عبدالله علي، الذي يقيم قرب نادي الجزيرة، إلى أن المصلين بدأوا يؤدون صلاتهم في الساحة الخارجية لمسجد الكرفان المجاور للنادي بعد قطع التيار الكهربائي عن المبنى، من دون مراعاة حاجة المصلين الى مسجد.

ومن جانبه، قال نائب مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف محمد عبيد المزروعي إن خطة الهيئة الاستراتيجية للعام الجاري، تضمنت الانتهاء من مظاهر المساجد الخشبية المؤقتة في الأحياء والمدن، وإنشاء مساجد دائمة، وعزا ذلك الى الخطورة المتزايدة التي تمثلها هذه الكرفانات على أرواح المصلين، خصوصاً في فترات الصيف، حيث تزداد فرص نشوب الحرائق فيها بسبب طبيعتها سريعة الاشتعال.

وأضاف أن ذلك يعزز مكانة المسجد وقدسيته في نفوس المصلين، فضلاً عن أنه يتواءم مع التطور العمراني الذي يشهده مختلف مدن ومناطق الإمارة.

وعزا إنشاء مساجد الكرفانات إلى التوسع العمراني المتسارع من حولها، لافتاً الى أنها مساجد مؤقتة.
تويتر