عصابة تستولي على بطاقات ائتمانية بطرق احتيالية

ألقت أجهزة البحث الجنائي في شرطة الشارقة، القبض على عصابة تضم سبعة باكستانيين، تخصصت في النصب والاحتيال على البنوك واستصدار بطاقات ائتمان وهمية، واستخدامها في عمليات شراء، ما ترتب عليه تراكم مبالغ مالية كبيرة مستحقة الدفع على حاملي البطاقات الأصليين.

وأفاد مدير إدارة البحث الجنائي في شرطة الشارقة، المقدم يوسف موسى النقبي، بأن «موظفا في أحد البنوك المحلية، كان يزود العصابة بالمعلومات الخاصة بعملاء في البنك، لديهم بطاقات ائتمان صادرة من بنوك أخرى، حيث يتصل أحد أفراد العصابة بخط خدمة العملاء لدى البنك الصادرة منه البطاقة، مدعياً انه صاحب البطاقة، ومبدياً رغبته في تغيير رقم هاتفه المسجل لدى البنك، بعد أن يزود موظف الخدمة بمعلومات حقيقية تخص صاحب البطاقة الأصلي، مثل اسم العميل واسم والدته وتاريخ ميلاده ورقم صندوق البريد، والتي يكون حصل عليها من موظف البنك الأول المتعاون مع العصابة».

وأضاف «يعاود عضو العصابة الاتصال مرة أخرى بخدمة عملاء البنك، مدعياً فقد بطاقته ويرغب في استصدار بطاقة جديدة، وبعد أن يقوم البنك بإرسال البطاقة عن طريق إحدى شركات خدمة البريد السريع، يقوم المتصل بتسلمها بهوية مزورة يتم إعدادها بوساطة احد أفراد العصابة، ثم يقوم بتفعيل البطاقة واستخدامها في عمليات الشراء».

وأوضح أن «العصابة تمكنت من استخدام بطاقة صادرة من أحد البنوك، في عمليات شراء من عدد من المحال، حيث بلغت حصيلة المشتريات 68000 درهم، واستخدام بطاقة أخرى في شراء كمية من المجوهرات بـ110 آلاف درهم، إلى جانب عدد من البطاقات الأخرى التي استخدمتها العصابة، وترتب عليها تراكم مبالغ كبيرة مستحقة الدفع، لدى بنوك مختلفة، على أصحاب هذه البطاقات».

وكانت بلاغات عدة وردت إلى شرطة الشارقة، من عملاء بنوك ومن بنوك محلية، حول قيام مجهولين بالنصب والاحتيال على هذه البنوك وعملائها، من خلال هذا الأسلوب، وبناء على ذلك، تم وضع خطة محكمة لمراقبة ومتابعة هذا النشاط الإجرامي، حيث تمكنت أجهزة البحث الجنائي من ضبط بعض المتهمين أثناء قيامهم بتسلم بطاقات ائتمان مرسلة عن طريق البنوك، ومحاولتهم استخدامها.

ومن خلال التحقيق معهم تبين أنهم يحملون بطاقات هوية مزورة، من بينها بعض بطاقات العمل والبطاقات الصحية وصور جوازات سفر تحمل صورهم، وأسماء أشخاص آخرين، وأرشد المتهمون عن بقية أفراد العصابة، وتحديد دور كل منهم في هذه العمليات، وتم القبض عليهم جميعا، وهم «ع. ق. ف» متخصص إعداد الهويات الشخصية المزورة، و«ش. أ. ذ» موظف في أحد البنوك يقوم بتزويد العصابة بالمعلومات، إلى جانب كل من «م. ش . م» و«م. ص . ع» و«م. أ. أ» و«ا. ح. ب» و«ف. م. ش» وجميعهم باكستانيون. وبالتحقيق معهم، اعترفوا بمشاركتهم في هذه العملية الإجرامية.

كما تم ضبط عدد كبير من بطاقات الائتمان ودفاتر الشيكات وبطاقات العمل والبطاقات الصحية المزورة، إلى جانب بعض المبالغ المالية والحلي الذهبية والمجوهرات التي تم شراؤها باستخدام هذه البطاقات.

وحذرت شرطة الشارقة من تطور الأساليب الاحتيالية التي تتبعها بعض العصابات، التي نشطت أخيراً نتيجة الضغوط المالية التي تتعرض لها بعض القطاعات الاقتصادية، وتستهدف الوصول إلى أموال البنوك وعملائها عن طريق استصدار بطاقات ائتمان وهمية وشيكات، داعية إدارات البنوك المحلية والأجنبية، إلى ضرورة إحكام الرقابة والتدقيق على جميع المعاملات المتعلقة بإصدار بطاقات الائتمان، وفتح الحسابات المصرفية، وضمان بقاء المعلومات المتعلقة بعملائها في مأمن، حيث تسعى بعض العصابات إلى إيجاد عملاء لها من بين موظفي البنوك، المطلعين على البيانات الشخصية والمعلومات الدقيقة المتعلقة بعملاء البنوك وأرقام حساباتهم المصرفية، من أجل تزويدها بهذه المعلومات.