أساليب جديدة لكشف أسباب الوفاة
قررت شرطة دبي ابتعاث عدد من طلبة الطب الشرعي إلى ألمانيا و سويسرا، للتعرف إلى تجربة التشريح الافتراضي التي عرضت خلال مؤتمر «مواجهة التحديات الجنائية على أعتاب القرن الواحد والعشرين» الذي اختتم فعالياته أمس، في نادي ضباط شرطة دبي وفق مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة بالوكالة، المقدم أحمد مطر المهيري، والذي أشار إلى أن «هذا النوع من التشريح أثبت فعالية كبيرة في الكشف عن أسباب الوفاة في الجريمة».
وأوضح المسؤول بالمختبر الجنائي في سويسرا البروفيسور ريتشارد دينهوفر خلال ورقة عمل قدمها تحت عنوان «التشريح الافتراضي البديل الأفضل عن التشريح الجنائي» أهمية استخدام هذا النوع من التشريح في الكشف عن قضايا معقدة من خلال التشريح الإشعاعي والرنين المغناطيسي.
وقدم تجربة لجثة متفحّمة نتيجة إعصار تسونامي من خلال استخدام التصوير ثلاثي الأبعاد، مشيراً إلى آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في علم التشريح الافتراضي، هو التصوير عن طريق الرجل الآلي وذلك لتحديد سبب الوفاة. وأشار إلى أن من أهم مزايا التشريح الافتراضي الحصول على البيانات في وقت سريع، واختصار الوقت لتحديد سبب الوفاة، و سهولة نقل معدات التشريح إلى مكان الحادث، وسهولة إعادة بناء الحادث ما يساعد الشرطة في الكشف عن الجريمة، ولهذه الأسباب فإن علم التشريح الافتراضي هو البديل الأفضل لعلم التشريح الجنائي.
وقدم الدكتور من جامعة هلنسكي بفنلندا إنسي سايانتيلا، ورقة بعنوان «دور الخبراء الجنائيين في الكوارث الجماعية» عرف فيها الكوارث الجماعية بأنها هي التي يمكن أن تنتج من صنع الطبيعة، مثل الزلازل والفيضانات، أو تلك التي يمكن أن تنتج عن هجمات إرهابية أو انفجار قنبلة أو غيرها من الأسباب الأخرى، مبيناً أنه في مثل هذه الحالات يكون عمل الخبراء الجنائيين مهما للغاية في تحديد هوية الضحايا، خصوصا من خلال علم الحمض النووي. وأضاف الدكتور إنسي أنه عندما تقع كارثة فإن أول فرق تصل إليها هم رجال الطوارئ، ولكن عليهم أن يكونوا مزودين برجال من المختبر الجنائي، حتى يسهل ذلك عملية الكشف عن هوية الضحايا، كما أن هناك عقبة أخرى هي عندما لا تتوافر قاعدة بيانات عن الأشخاص في مدينة معينة، يزيد ذلك من صعوبة الوصول إلى الضحية، مشيراً إلى أن «التجربة الفنلندية في جنوب شرق آسيا، عندما توفي نحو 197 فنلندياً في كارثة تسونامي، كان من الصعب التوصل إلى معرفة كل الضحايا، خصوصا الأطفال منهم، وذلك لعدم وجود سجلات لدى الأطفال في كثير من الأحيان، ولكن بفضل خبراء الحمض النووي تمكنا من الوصول إلى معظم أسر الضحايا».
من جانبه قدم الدكتور من جامعة نورث تكساس في الولايات المتحدة آرثر إيزنبيرغ ورقة بعنوان «استخدام قواعد بيانات الـخء في التحقيق بقضايا التغيب»، شدد فيها على أهمية استخدام الحمض النووي في الكشف عن المتغيبين، كاشفاً أن هناك نحو 100 ألف شخص يغيب يوميا عن ذويه في الولايات المتحدة، معظمهم نتيجة حالات قتل أو عنف يؤدي إلى القتل، وهناك نحو 13 ألف بقايا إنسانية غير معروفة هويتها، وذلك وفق إحصائيات مكتب الإحصائيات التابع لوزارة العدل في الولايات المتحدة.
وأشار البروفيسور آرثر إلى أن المختبر الجنائي في جامعة نورث تكساس، لعب دوراً كبيراً بفضل الدعم الكبير الذي قدمته الحكومة من قاعدة بيانات أسهمت في الكشف عن بعض المفقودين، إضافة إلى أخذ عيّنات من الناس الأحياء و مقارنتها مع الضحايا، مؤكدا أن «هذا ليس بالأمر الهين لأنه يحتاج إلى جهود الخبراء في العلوم الجنائية المختلفة، كما أنه يحتاج إلى توعية الناس بفوائد تقديم عينة DNA كي تتم مطابقتها مع الضحايا»، داعياً إلى عمل قاعدة بيانات وتبادل المعلومات بين الدول حتى يتم التعرف إلى الضحايا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news