محتالـون جائلون يمـارسون الطــب في البيوت
حذر رئيس جمعية الإمارات الطبية الدكتور علي النميري، المواطنين والمقيمين من وجود «محتالين يدعون الطب، ويدقون أبواب المنازل، ويعرضون على السكان إجراء عمليات تجميل بأسعار تنافسية».
وأبلغ «الإمارات اليوم» بأن «جرائم هؤلاء المحتالين تزايدت خلال الاشهر الأخيرة، حيث أجروا عمليات تجميل منزلية عدة، وتركوا خلفهم ضحايا مصابين بمضاعفات مرضية خطرة، وتم نقلهم إلى المستشفيات يعانون من مضاعفات عدة وتولى أطباء تجميل مرخص لهم عملية إنقاذهم».
وأفاد النميري، بأن «هؤلاء المدعين ينتمون لجنسيات عربية وآسيوية، يجولون الأحياء ويخبرون سكان المنازل أنهم مرخصون من قبل الجهات الصحية في الدولة»، مشيرا إلى أنهم «يستغلون هوس بعض الأشخاص بعمليات التجميل، ويجرون لهم عمليات نفخ شفاة ووشم، وإزالة بقع، وغيرها من الجراحات، التي تستلزم لإجرائها مختصا مؤهلاً علمياً، وحاصلا على ترخيص مزاولة المهن الطبية، وكـذلك غـرفة عمليات معقمة لمنع أنتقال الأمراض والفيروسات».
ولفت إلى أن «هؤلاء الجائلين يستخدمون مواد كيميائية مجهولة في عمليات الحقن والتجميل»، وغير مستبعد أن تكون هذه المواد «محظورة، أو يتم تجريبها في الدولة».
في الوقت نفسه، كشف النميري عن أن «أحدث التقديرات تشير إلى أن حجم الانفاق السنوي على التجميل في الدولة يصل إلى 500 مليون درهم»،لافتا إلى أن «سوق التجميل تشهـد فوضى شـديدة، ووجـود غـير مختصـين يمارسـون عملـيات تجميلية، ما يعرّض المراجعين لمخاطر صحية».
إقبال على التجميلأفادت دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي، بأن «اقبال المواطنين والمواطنات على عيادات التجميل والعناية بالبشرة ارتفع بنسبة تزيد على 100٪، خلال أقل من عام». وكشف تقرير احصائي عن أن ما يزيد على 24 الف مواطن ومقيم ترددوا على عيادات التجميل الخاصة في دبي خلال العام قبل الماضي. وذكر التقرير الذي حصلت «الإمارات اليوم» على صورة منه، أن «علاجات إزالة التجاعيد، والتقشير الكيميائي، وإزالة الشعر بالليزر، وعلاج تساقط الشعر بالحقن، سجلت الاقبال الأكبر من قبل المواطنين والمقيمين العرب والآسيويين»، تليها «عمليات تجميل الصدر، وشد البطن، وشفط الدهون، وتجميل الانف». وأظهر التقرير أن «عمليات التجميل لم تقتصر على النساء، إنما هناك العديد من الذكور لجأوا إلى عيادات التجميل لإجراء جراحات لتجميل الجفن والرموش، وإزالة التجاعيد، وتنعيم الجلد». ولفت إلى أن «المواطنين تصدروا عدد المترددين على عيادات التجميل والعناية بالبشرة بنحو 11 الف معالج، يليهم المقيمون العرب بما يزيد على 5000 متردد». |
ضحايا
وفي التفاصيل، قال النميري إن «أشخاصاً ينتمون إلى جنسيات آسيوية وعربية يزعمون أنهم اطباء مرخصون من الجهات الصحية في الدولة، يطرقون أبواب المنازل عارضين إجراء جراحات تجميل على السكان بأسعار زهيدة»، مضيفا أن «بعض الأشخاص ينخدعون تحت إغراء الأسعار التنافسية ويوافقون على التعامل مع هؤلاء المحتالين ويسلمونهم أنفسهم، ويسمحون لهم بالعبث في أجسادهم، وحقنهم بمواد قد تكون محظورة».
وأشار إلى أن الأمر لا يقتصر على الطبقات الدنيا، إنما هناك بعض العائلات الغنية التي تستقبل هؤلاء المدعين «من باب أنهم يقدمون الخدمة في المنزل، ويوفرون جهد الانتقال إلى العيادات وإجراء التحاليل الطبية».
ولم يستبعد النميري، أن يكون هؤلاء الجائلون «يجربون مواد دوائية حديثة، على أجسام السكان لمعرفة آثارها الجانبية»، لافتا إلى أن «مستشفيات في الدولة استقبلت العديد من ضحايا مدعي الطب، لجأوا إلى المستشفيات بعد إصابتهم بمضاعفات مرضية جراء عمليات تجميل منزلية».
وذكر النميري أن «هناك اقبالا كبيرا على عمليات التجميل في الدولة، وتم تقدير الانفاق عليها العام الماضي بـ500 مليون درهم»، متابعاً «هذا الاقبال الكبير دفع جراحا تم شطبه من سجل جمعية جراحي التجميل في دولة عربية، للقدوم إلى الدولة، وممارسة جراحات التجميل إلى أن تم كشف أمره».
وأضاف أن «جمعية الإمارات الطبية لديها معلومات تفيد بأن أطباء مختصين في الجراحة، أو النساء والتوليد أو الجلدية، يجرون عمليات تجميل وشفط الدهون مستغلين ما تحققه هذه العمليات من أرباح كبيرة»، محذراً من أن «هؤلاء غير المؤهلين لممارسة جراحة التجميل، قد يعرضون المراجعين لخطر، إلى جانب أنهم قد يجرمون قانونا على هذا الفعل».
البحث عن الربح
وأعلن أن مرضى خضعوا لعمليات تجميل على أيدي هؤلاء الاطباء، وتعرضوا لنتائج كارثية، وفق وصفه، منهم امرأة ظل بطنها مفتوحا لمدة ستة أشهر، وأخرى أصيبت بموت في الجلد.
وأفاد بأن أرباح جراحات التجميل، دفعت تجارا وأصحاب رؤوس أموال إلى إقامة مراكز تجميل، مضيفا «هؤلاء يبحثون عن الربح من دون أي اعتبار آخر، وأخلاقيات المهنة ليست من اهم أولوياتهم».
ودعا النميري المواطنين والمقيمين إلى «عدم الاستجابة لأي شخص يدعي قدرته على ممارسة عمليات التجميل، وضرورة التأكد من أن الطبيب الذي يجري الجراحة، مرخص له بممارسة التجميل».
وشدد على ضرورة «توعية السكان بمخاطر الاستجابة لمن يدعي الطب، ويدق أبواب المنازل»، مطالبا في الوقت نفسه «القطاعات الصـحية في الــدولـة بتــشديد الرقابة للحد من فوضى عمليات التجميل».