تشديد الإجراءات لــوقاية الدولة من فيروس «الخنازير»

استخدام أجهزة كاشفة للحرارة في مطاري أبوظبي ودبي الدوليين. إي.بي.أيه

أعلنت وزارة الصحة وهيئتا الصحة في دبي وأبوظبي واللجنة الوطنية لمكافحة انفلونزا الطيور، تطبيق إجراءات احترازية جديدة، للتصدي لـ«فيروس الخنازير» بعدما اعلنت منظمة الصحة العالمية مساء أول من أمس «رفع درجة التحذير من احتمال انتشار وباء أنفلونزا الخنازير إلى الدرجة الخامسة في مقياس يبلغ ست درجات، ما يعني أن حدوث وباء عالمي على وشك الحدوث».

وأكدت وزارة الصحة أنه «لم يتم الإبلاغ عن أية إصابة بهذا المرض في الدولة حتى أمس» مشيرة الى استعدادها التام «لمواجهة هذا الخطر، من حيث تأمين الأدوية اللازمة والكمامات المطلوبة وتوفير المستلزمات كافة التي تضمن وقاية المجتمع من ظهور أية إصابات من هذا النوع».

مخزون استراتيجي

وعقدت اللجنة الفنية لمتابعة المرض «أولى اجتماعاتها أمس في دبي، وقررت اعتماد المعايير الوقائية والعلاجية لمنظمة الصحة العالمية، وتعميمها على الجهات المختصة في الدولة».

وقال وزير الصحة حميد القطامي أمس إن «قرار منظمة الصحة الانتقال للمرحلة الخامسة، لا يعنى أن حدوث الاصابة بالمرض أمر حتمي، ومع توافر المزيد من المعلومات قد تقرر المنظمة العودة إلى المرحلة الثالثة أو رفع مستوى الإنذار إلى مرحلة أخرى».

وأضاف أنه «تقرر اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية جديدة لمجابهة هذا الوباء، من بينها تفعيل استخدام الأجهزة الكاشفة للحرارة في مطاري أبوظبي ودبي الدوليين، وتأمين المخزون الاستراتيجي اللازم من الأدوية الفعالة لهذا المرض والكمامات لمنع انتشاره، في حال حدوث أية إصابة في الدولة».

 
رعايا الدولة في الخارج

أبلغت وزارة الخارجية سفارات وقنصليات الدولة في الخارج باتخاذ الإجراءات والخطوات الاحترازية لمواجهة مرض انفلونزا الخنازير «انطلاقا من حرص واهتمام الوزارة بسلامة وصحة رعايا الدولة في الخارج».

وأفاد مدير إدارة الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية السفير سلطان محمد القرطاسي بأن الوزارة عممت الإجراءات والخطوات الاحترازية اللازمة على بعثات الدولة في الخارج لمواجهة أي طارئ قد يتعرض له رعايا الدولة في الخارج وعلى ضوئه يقتضي ضرورة إنشاء خطوط اتصال ساخنة للطوارئ لتلقي بلاغات رعايا الدولة.

ولفت القرطاسي إلى أن بعض بعثات الدولة موجودة في دول ظهرت فيها

إصابات بالأنفلونزا وأعلنت الخارجية عن هذه الخطوات والإجراءات الاحترازية وبدأت في الاتصال برعايا الدولة للاطمئنان على صحتهم وإحاطتهم بهذه الإجراءات وأنشأت خطوطا ساخنة للطوارئ لتلقي أية بلاغات بهذا الخصوص.

كما أن وزارة الخارجية بدورها تقوم بالتنسيق مع جميع الجهات المختصة في الدولة بهذا الشأن.


وأشار الوزير إلى أن «التواصل والتنسيق مستمر مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للاطلاع على آخر المستجدات والإجراءات المتبعة».

خطة طوارئ

من ناحيته، قال مدير عام هيئة الصحة في دبي قاضي المروشد لـ«الإمارات اليوم» إن «الهيئة على استعداد كامل للتصدي للفيروس حال ظهوره»، مؤكداً جاهزية «مستشفيات الهيئة وغرف الحجر الصحي، والكوادر الطبية للتعامل مع أية حالة اشتباه أو إصابة».

وأعلن أنه «تم تشكيل لجنة طبية للتعامل مع المرض»، مبيناً أنها تضم «مختصين في مكافحة الامراض المعدية والصحة العامة والطوارئ»، موضحاً أن اللجنة «تعد وتنسق خطة طوارئ لضمان الكشف المبكر عن الحالات المشكوك فيها، وإجراء التدخل السريع لمنع انتشار المرض».

وأشار المروشد إلى أن «اللجنة تتولى التنسيق مع الجهات المختلفة سواء الاتحادية أو المحلية لتوحيد الجهود والاجراءات، وتقديم توصيات في ما يخص تخزين وإعداد الأدوية والمعدات والادوات الوقائية الشخصية اللازمة».

وأفاد بأن «اللجنة ستشكل فريق عمل مستمرا، تكون مهمته تنفيذ خطة الطوارئ».

وعقدت سكرتارية لجنة الطوارئ الوطنية لمتابعة مرض أنفلونزا الطيور اجتماعاً طارئا في أبوظبي برئاسة أمين عام هيئة البيئة في أبوظبي ماجد المنصوري، وبحضور ممثلين عن الجهات المعنية لمناقشة المستجدات والتطورات العالمية للمرض، بعد قرار منظمة الصحة العالمية «رفع درجة التحذير الى الخامسة».

وتم خلال الاجتماع التأكيد على أن «خطة الطوارئ الوطنية لمكافحة مرض أنفلونزا الطيور تطبق بكل تفاصيلها، في مواجهة مرض أنفلونزا الخنازير».

وأكد المنصوري «استعداد اللجنة لتوفير الإمكانات المطلوبة كافة لسد أي نقص إن وجد لمواجهة المرض»، لافتاً إلى «وجود مخزون كاف من المضادات الفيروسية في مخازن الأدوية».

كما تم خلال الاجتماع «استعراض خطة الطوارئ الوطنية التي وضعتها السكرتارية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومركز الأمراض المعدية الأميركي وبمشاركة الجهات الطبية في الدولة والخاصة بالتصدي لأطوار تكوّن الوباء». كما تم «تعميم هذه الخطة على ممثلي الجهات المعنية للاستفادة منها في مكافحة مرض أنفلونزا الخنازير».

واستعرض ممثل القوات المسلحة الإمكانات المتاحة والخطط الموضوعة في مجال مواجهة المرض، كما استعرض ممثلو وزارة الصحة وهيئة الصحة في أبوظبي الجهود المبذولة على المستوى الصحي لمواجهة المرض.

غرفة عمليات

وتمت كذلك مراجعة الوضع الراهن والخطط التي تعتمدها هيئة الصحة في أبوظبي لاحتواء الوباء حال حدوثه، وتشمل خطط المسح واكتشاف الحالات، وخطط نقل وعلاج الحالات المشكوك فيها، وإمكانات التشخيص الحالية للمرض، وخطط نقل العينات إلى المختبرات الدولية المعتمدة، وخطط الاتصالات ونقل البلاغات، إلى جانب خطط التحري عن الأشخاص المتعاملين مع المرضى أو المشتبه فيهم وتشمل طرق استدعائهم والحجر عليهم.

كما تم استعراض التوجيهات والخطط الخاصة بالفنادق التي تستقبل القادمين من خارج الدولة، فضلا عن توعية الدوائر الحكومية والمدارس والجامعات وغيرها، وكذلك منتسبي القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي، فضلا عن توعية المسافرين.

كما تمت مراجعة خطط استخدام التخزين الخاص بسكرتارية لجنة الطوارئ الوطنية لمتابعة مرض أنفلونزا الطيور من أدوية مضادة للفيروسات وأدوات الحماية الشخصية، ودور القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي في التدخل للمساندة وإجراءات تشكيل غرفة العمليات المركزية وتحديد أعضائها.

وتم خلال الاجتماع الاتفاق على خطة الاتصالات الداخلية بين الجهات المختلفة والسكرتارية بغرض تقديم الدعم في أسرع وقت ممكن.
تويتر