طالب ثانوي يخترق حواسيب معلميه ويسرق الامتحانات

الطالب استخدم أسلوباً احترافياً في اختراق الحواسيب. من المصدر

 ألقت شرطة دبي القبض على طالب خليجي، لم تشر إلى جنسيته، في المرحلة الثانوية، يدرس في إحدى مدارس دبي بتهمة اختراق أجهزة الحاسب الآلي التابعة إلى عدد من المدرسين، عن طريق القرصنة، والاطلاع على امتحانات المدرسة وتسريبها، وفق مدير إدارة الأدلة الإلكترونية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة النقيب خبير مهندس راشد احمد لوتاه الذي أشار إلى أن «الطالب يتمتع بمهارة عالية في مجال الكمبيوتر، وتحدى وصول خبراء الأدلة الجنائية إلى ما يفيد تورطه في الواقعة».

وتفصيلاً قال لوتاه لـ«الإمارات اليوم» إن «الواقعة بدأت حينما تلقت إدارة الجرائم الإلكترونية، بلاغاً يفيد بتسرب أسئلة الامتحانات بين طلبة إحدى مدارس دبي (فضّل عدم ذكر اسمها) ومن خلال البحث والتحري تم التوصل إلى الطالب الذي نفذ القرصنة على الأجهزة. وأشار إلى أن «الطالب رفض الاعتراف بجريمته في البداية وتحدى رجال المباحث في الوصول إلى أدلة ترجّح تورطه في اختراق أجهزة المدرسة، لكن من خلال فحص الجهاز الخاص به بواسطة خبراء الأدلة الجنائية تم العثور على برامج تستخدم في التجسس وسرقة المعلومات».

وأوضح لوتاه أن «الطالب استخدم أسلوباً احترافياً في اختراق أجهزة المدرسين إذ زرع فيها برنامج تجسس معروفاً باسم (حصان طروادة) أو (تروجان هورس) من خلال ذاكرة تخزين (فلاش ميموري)، وبواسطة هذا البرنامج استطاع سرقة المعلومات والامتحانات»، لافتاً إلى أنه ركز على الأسئلة التي تخص المرحلة التي يدرس بها في الثانوية العامة.

وأضاف أن «الخبراء المختصين في شرطة دبي قدموا أدلة قاطعة إلى النيابة تفيد بتورط الطالب، إذ عثر بجهاز الكمبيوتر الخاص به على نسخة مطابقة من برنامج القرصنة يستطيع من خلاله التحكم في أجهزة المدرسة، كما عثر على نماذج الامتحانات نفسها التي تم تسريبها من أجهزة المدرسين»، مشيراً إلى أن «البرامج الأخرى الموجود على جهازه تؤكد أن الطالب لديه دراية كبيرة بأنظمة الكمبيوتر وخصوصاً برامج الاختراق وسرقة المعلومات والتغلب على مضادات الفيروسات anti virus إذ لا يستخدم مشغل « ويندوز» عادياً ولكنّ لديه عدداً من برامج التشغيل التي يستخدمها المحترفون».

وأوضح لوتاه أن «الطالب المتهم أثبت قدرة كبيرة على إخفاء البيانات الموجودة على الجهاز، وتحدى خبراء الأدلة الجنائية في الوصول إليها، لكن تم حصرها وتوثيقها وتقديمها إلى النيابة في إطار القضية»، مستدركاً أنه من المؤسف امتلاك طالب صغير في السن هذه الإمكانات واستغلاها على هذا النحو السيء.

وحول نظم الحماية في أجهزة المدارس وما إذا كان من السهل اختراقها، أفاد مدير إدارة الأدلة الإلكترونية، بأن «معظم الأجهزة في المؤسسات الخدمية تعمل بنظام الويندوز العادي الذي توجد فيه ثغرات يمكن اختراقها من خلاله، على الرغم من أن الأجهزة الموجودة في المدرسة مؤمّنة بنظام تعريف وكلمة سر، إلا أن القراصنة الصغار مثل هذا الطالب يستطيعون اختراقه ببرامج جاهزة مثل«حصان طروادة».

وأكد لوتاه أن «الآباء يتحملون دوراً كبيراً في حماية أبنائهم من ارتكاب هذه الجرائم التي يحظرها القانون، كما أنهم مسؤولون عن تطوير قدراتهم في هذا المجال وتأهيلهم إلى العمل في مجالات مطلوبة مثل حماية وأمن المعلومات»، لافتاً إلى أن «الطالب المتهم في هذه الواقعة يقرأ كثيراً في مجال القرصنة ويجيد إنشاء ملفات فيروسات وإخفاءها رغم صغر سنه»، موضحاً أن مصيره الآن في يد القضاء وربما يحصل على حكم مخفّف لكونه حدثا.

ونصح المسؤولون في المدارس أو المؤسسات الخدمية الذين يحتفظون بمعلومات حساسة على أجهزتهم بتحديث النظام التشغيلي فيها، واستخدام برامج خاصة للحماية ومضادات فيروسات قوية، وتغيير كلمة السر بشكل دوري، حفاظاً على تلك البيانات من مخاطر القرصنة.
تويتر