الكبيسي: غالبية منظمات المرأة في العـالم مخترقة
قال فضيلة الدكتور أحمد الكبيسي إن «غالبية منظمات المرأة في العالم مخترقة من جهات عالمية تهدف إلى ترويج ما يتماشى مع مصالحها» مضيفا أن «العرب مولعون بجلد الذات، ونحن نعاني من حساسية تصل إلى حد الجنون في ما يتعلق بقضايا الأسرة».
ونفى الكبيسي، خلال مداخلته في مؤتمر «العالم في أسرة» الذي انطلقت فعالياته أمس في قصر الإمارات في أبوظبي، وجود ما يبرر المخاوف على الأسرة في المجتمعات العربية، لأنها تعتمد على نقاء النسب، وتخضع لاعتبارات العيب والحرام بصورة تتجاوز في بعض الأحيان المطلوب. محذراً في الوقت نفسه من سلبيات تبرز في مجتمع الإمارات، منها غلاء المهور فهي الأغلى على مستوى العالم، وتعدد الزوجات غير القانوني، والذي يأتي نتيجة رغبة المواطن الإماراتي في الزواج الشرعي من أجنبية دون توافر الشرط القانوني الذي تضعه الدولة في هذه الحالة «فهذا النوع من الزيجات الشرعية في السر لا يقره القانون، ويشكل إرباكا للجهات الرسمية، وخللا في بنية المجتمع، وضياعاً لذرية هذا المواطن أحيانا».
فاطمة بنت مبارك: ليس أمام مجتمعاتنا إلا المكاشفة دعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الى عدم التردد في الإشارة الى المشكلات الأساسية التي يعاني المجتمع منها. وقالت في كلمتها الافتتاحية لمؤتمر «عالم في أسرة» الذي انطلق أمس في قصر الإمارات ويستمر يومين، إن «كشف موطن الداء بكل دقة ومناقشة القضايا بكل ثقة وصراحة هو السبيل لتحديد الدواء المناسب من أجل الخروج بسفينة الأسرة إلى بر الأمان وسط أمواج الحياة الهادرة». ودعت سموها في كلمتها التي ألقاها نيابة عنها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، المفكرين وكبار العلماء والمختصين إلى طرح الآراء بكل صراحة، ومناقشة الأمر بشفافية تامة، ووضع التصورات العملية التي يتيح الالتزام بها عبر المؤسسات الرسمية والهيئات المعنية، إعادة الهدوء والسكينة وبناء جسور الثقة، ليلتئم شمل الأسرة وتستعيد الحياة دفء المشاعر بين كل زوجين. |
ودعا الكبيسي إلى القيام بحملة نوعية مدروسة لإقناع المواطن بعدم القيام بهذا النوع من الزواج، إلا بعد الحصول على الموافقة القضائية إذا كان ذلك ممكنا.
ودعا المشاركون في المؤتمر إلى وضع خطط وبرامج خاصة لمساندة الأسرة في المجتمعات العربية، مشددين على أهمية إجراء دراسات استشرافية وخطط مستقبلية لدراسة المشكلات وتبعات الأحداث والأزمات التي تطرأ على المجتمع وتأثيراتها على الأسرة، مثل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم في الوقت الحالي.
وفي كلمتها، استعرضت وزيرة الدولة رئيس مجلس إدارة صندوق الزواج الدكتورة ميثاء الشامسي تحديات غدت ضاغطة على المجتمع والأسرة معاً، مطالبة بوضع خطط استراتيجية تهدف في جانب أساسي منها إلى الحفاظ على كيان الأسرة وتماسكها، بل وتدعيم الهوية الاجتماعية للأسرة التي غدت مهمتها غير يسيرة في ظل التطورات التقنية والمؤثرات الثقافية بمضامينها القيمية، وما ترتب على التغيرات الاقتصادية من عمالة وافدة أثرت في التركيبة السكانية والمهنية، والأطر الثقافية العائلية، بالإضافة إلى تأثير وسائل الإعلام ومضامينها المختلفة.
وأشارت أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات الدكتورة فاطمة الصايغ إلى أن «الخلل في التركيبة السكانية لا يمثل سوى جانب واحد من جوانب ما يتصف به مجتمع الإمارات من انفتاح، فهناك جانب أكثر أهمية يتمثل في التأثير السلبي في الهوية الوطنية. وهو ما دعا قيادة الدولة لإعلان 2008 عاما للهوية الوطنية، إضافة إلى ظهور مشكلة البطالة التي تشير دراسات إلى أن هناك نحو 36 ألف عاطل عن العمل من أبناء الدولة غالبيتهم من خريجي وخريجات الجامعات، بينما تقدم الإمارات نحو مليون فرصة عمل سنويا».
وتابعت الصايغ أن «مجتمع الإمارات يمثل نموذجا رائدا للتعايش السلمي بين مختلف الجنسيات، وطبقا للإحصاءات الرسمية يضم أكثر من 200 عرق يمثلون أكثر من 120 جنسية من مختلف أنحاء العالم».
وأضافت: «يمثل الوافدون إلى الدولة نحو 85٪ من مجموع السكان حسب آخر إحصائية في ديسمبر ،2005 والتي أعلن عنها في منتصف .2006 ويمثل الآسيويون نحو 70٪ من مجموع الوافدين، والأوروبيون نحو 5٪ والعرب نحو 15٪ وجنسيات أخرى نحو 15٪ من عدد الوافدين «لافتة إلى انه ومن تحليل هذه البيانات «يمكن القول إن مجتمع الإمارات غير متجانس، وقائم على التعددية والتنوع. ومع أنه يمثل جميع الديانات السماوية والوضعية، فلم يشهد أي حالة من التضارب الاجتماعي أو العرقي أو الديني أو الحضاري على أرضه».
دول رعائية
ردا على ما ذهب إليه الدكتور أحمد الكبيسي بأن المجتمعات العربية في أمان من التهديدات التي تحيط بالعالم، مقارنة مع ما تعاني منه الأسر في أميركا وأوروبا، معتبرا ان التمسك بغشاء البكارة يمثل رمزا للنقاء، تساءلت الدكتورة لولوة العوضي في مداخلة لها عما إذا كان غشاء البكارة كافيا لحماية الأسرة؛ مشيرة الى أن الأسر العربية والخليجية تعاني من تحديات عدة، طرحت في كلمات المتحدثين في المؤتمر، وهي تحديات تتنوع بين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ووصفت العوضي الدول الخليجية بأنها «رعائية»، حيث اعتادت الأسر على ان تجد لهم الدولة الحلول، دون ان يشاركوا في إيجادها. |