الأنصاري: سوق الفتاوى أصبح خاضعاً للعرض والطلب
بحثت ورشة عمل أقيمت اليوم ضمن أعمال الدورة الثامنة لمنتدى الإعلام العربي بدبي، تحت عنوان "من الفتوى الأرضية إلى الفتوى الفضائية" حال الإفتاء في العالم الإسلامي ونمو ظاهرة الإفتاء عبر وسائل الإعلام، وفيما إذا كان بالإمكان وصف هذه القنوات بالظاهرة مع وجود إحصائيات تشير إلى ان عدد القنوات الفضائية الدينية قد وصل إلى حوالي 80 محطة في مطلع العام 2009.
واستضافت ورشة العمل، التي أدارتها خديجة بن قنه المذيعة في قناة الجزيرة، كلاً من الدكتور أحمد الحداد مدير دائرة الإفتاء في دبي، وسلمان العودة رئيس قناة الدليل، وجميل الذيابي مدير عام التحرير لصحيفة الحياة في السعودية والخليج، والدكتور عبد الحميد الأنصاري أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة قطر، وفهد الشميمري رئيس ومدير عام قناة المجد الفضائية.
وأكد المشاركون في الورشة أن انتشار هذه القنوات أمر طبيعي نتيجة للتقدم والتطور التقني والإلكتروني الكبير الذي يشهده العالم اليوم، ونبهوا إلى الخطورة الكامنة وراء الإفتاء في حال أصبح يتدخل في نيات الإنسان وأهمية تحديد امتلاك القائمين بأمور الإفتاء للمؤهلات العلمية والكفاءة.
وحول نمو ظاهرة القنوات الفضائية، قال عبد الحميد الأنصاري، ان انتشار القنوات الفضائية يرجع لعدة أسباب بما في ذلك الإقبال المجتمعي الكبير على "سوق" الفتاوى، التي أصبحت كغيرها من الأسواق خاضعة لقواعد العرض والطلب فكلما زاد الطلب عليه ارتفع السعر، إضافة إلى سهولة الوصول حيث تمكنت الطفرة العلمية من إيصال تلك الفضائيات إلى كل بيت ومنزل.
وفي ورشة العمل الثانية التي عقدت تحت عنوان "فضائيات التراث الشعبي أي رسالة وأي محتوى"، وأدارتها الإعلامية صفية الشحي تباينت الآراء بشأن فضائيات التراث الشعبي حيث أشار كل من ناصر العبودي الأمين العام لاتحاد كتاب الإمارات، وناصر القحطاني رئيس مجلس إدارة قناة الساحة الفضائية، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إلى أهمية هذه القنوات وظهورها المنطقي في ظل الطفرة الإعلامية الحالية، كما أنها تهدف إلى الحفاظ على الموروث الشعبي كجزء من الثقافة العامة وخاصة لدول المنطقة الخليجية، بالرغم من التحفظات التي أبداها بعضهم بشأن عدم وجود خطط لهذه القنوات مع عدم تمتع كوادرها بالكفاءة المطلوبة.
ومن جانبه، اعتبر الدكتور كمال عبداللطيف، الكاتب والباحث في المملكة المغربية، ان هذه القنوات لا تقدم أي طرح لمشاكلنا المعاصرة كما أنها لا تقدم تصوراً واضحاً لمعنى التراث الشعبي ،مؤكداً ان الهم الأكبر لهذه القنوات ينبغي أن ينصب على المستقبل ذلك أن التراث والذاكرة والماضي هي أشياء نصنعها اليوم. مشيراً إلى أن التراث ليس شيئاً جاهزاً ويجب أن نعطي لأنفسنا الفرصة لبناء ذاكرة أخرى متطورة.