فتوى تدعو إلى تأجيل العُمرة
دعا كبير المفتين في دبي، الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد، العازمين على أداء العُمرة الى «تأجيلها لحين استقرار الوضع الصحي العالمي، في ظل تزايد رقعة انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير» مؤيـداً في هـذا الصـدد دعوة أطلقها قبل أيام وزير الصحة المصري، حاتم الجبلي.
وحـث في فتـوى، حـصلت عليها «الإمارات اليوم» المسلمين على «تقليل التكدس في المساجد، والتفرق في ساحاتها، اتقاء لأي عدوى».
وكان الجبلي، دعا إلى «التوقف عن أداء العُمرة لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، والابتعاد عن التجمعات فى دور السينما والمطاعم، ونصح بإقامة صلاة الجمعة في الخلاء، وكذلك الأمر بالنسبة للكنائس».
وأيّد الحداد مطلب الوزير المصري في ما يتعلق بإرجاء أداء العُمرة إذا كان الضرر متوقعاً، معتبراً أنه «أمر جائز وسائغ شرعاً وعقلاً، وهـو مـن الحجـر الصحي الذي نادى به الإسلام. والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يوردن ممرض على مصح)، وذلك لئلا يكون وروده سبباً في أذية قوم آخرين»، مضيفاً أن «الله تعالى أناط الأدواء بأسباب عادية، فلو توقّاها المرء لنجا منها بفضله تعالى». وأشار إلى أن عمر بن الخطاب طبّق هذا المنهج يوم أن خرج إلى الشام، ولما علم أن الوباء قد وقع فيها، قرّر العودة، بعدما علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «إذا سمعتم به (الوباء) بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه».
وتابع الحداد «هذا هو منهج الإسلام حينما تحل هذه الكوارث، فإن الوقاية خير من العلاج، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج، كما يقولون»، مستدركاً «لكن هذا يكون للبلاد التي حل فيها الوباء، أو يتوقع أن يحل فيها لوجود سببه، فلا يعمّم على كل بلدان العالم».
وأضاف «أما عدم الصلاة في المساجد في أيام الجُمع والجماعات فلا تترك لتوهم المرض، لأن هذا الاجتماع في البلد نفسه، فليس فيه انتقال العدوى من بلد إلى آخر، ويمكن أن يُتفادى خطره، إذا كان متوقعاً بقوة، بالوقايات المتاحة من كمّامات وأدوية ونحوها، ومنع من فيهم ذلك الداء من الخروج، بل يتعين أن يحجر عليهم في المحاجر الصحية لئلا يصيبوا الآخرين».
وأكمل «لا تُترك شعائر الجُمع والجماعات بأية حال»، كما أن «الجمعة لا تصح في الفضاء من غير بناء عند كثير من أهل العلم، بل لابد أن تكون في أوساط أبنية، أو ساحات المسجد أو صحنه»، وزاد المفتي «الجمعة فرض عين على الرجال البالغين المقيمين، فلا يُترك فرض العين إلا عند تحقق الخطر، أما الجماعة فهي فرض كفاية ولا يشترط لها مسجد».
وشدّد كبير المفتين على أن «المساجد لا تعطل عن إقامة الشعائر بأية حال، ولكن لا مانع من أن يكون الناس متفرقين في المسجد وساحاته، بحيث لا يتكدسون في المسجد، لاسيما المساجد الضيقة».
ولفت إلى أن «مرافق المسجد لها حكم المسجد مهما اتسعت أرجاؤه، فإن كانت الصفوف خارجه فالشرط ألا تتباعد عن 300 ذراع (150 متراً) عـن الإمام أو آخـر صـف مـن المسجد»، مضيفاً «لا مانع من أن يتوزّع الناس وتتباعـد الصفوف إذا خُشـي انتشار هـذه الأنفلونزا».
من جانبه، جدّد وزير الصحة، حميد القطامي، أمس، تأكيده «خلو الدولة من أية إصابات بالمرض».