تتابع النشاط الزلزالي يثير مخاوف سكان«الشمالية»
سجلت محطات الشبكة الوطنية الإماراتية لرصد الزلازل التابعة للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، هزة أرضية بقوة 4.3 درجات على مقياس ريختر، وقعت عند الساعة الخامسة وسبع دقائق من صباح أمس في منطقة خليج عمان.
وأفاد المركز في بيان له أن الهزة كانت محسوسة بشكل بسيط في بعض مناطق الإمارات الشمالية الشرقية خصوصاً الفجيرة وخورفكان، ما أدى لإثارة فزع السكان، فيما أعتبرته بلدية دبي ليس خطراً.
كانت المنطقة نفسها تعرضت في الثامن من مايو لهزة أرضية بقوة 5.5 درجات على مقياس ريختر شعر بها سكان مناطق الإمارات الشمالية بقوة.
ووفقاً للمركز في بيانه فإن هذا النشاط يعتبر من النشاط الطبيعي في المنطقة ولن يكون له أي تأثير في الدولة.
إلى ذلك قلل رئيس قسم المسح الجيوديسي والبحري في بلدية دبي المهندس يوسف المرزوقي، من خطورة الهزات الأرضية التي تتعرض لها بعض المناطق في الإمارات الشمالية، مشيراً إلى ان أكثر الهزات حدوثاً في تاريخ الدولة الحديث لم يتجاوز أربع درجات بمقياس ريختر، وكانت نتيجة لبعض الفوالق الأرضية المنتشرة في منطقة وادي حام في الإمارات الشمالية.
وأكد أن ما يحدث في الدولة لا يرقى إلى تسميته بالزلازل، لكنها مجرد هزات أرضية بسيطة لا تشكل أية خطورة على السكان، خصوصاً أن جميع المباني في الدولة معدة لتحمل أعلى درجات الزلازل. وهو امر لا يتوقع حدوثه في الدولة نهائياً. وأضاف أن البلدية رصدت أماكن حدوث الهزات الأرضية في الدولة وفق إحصاءات تقوم بها منذ عام 2006 ،بحيث تم الوقوف على جميع أسباب حدوثها ومواقعها.
ولفت إلى أن الخطورة عادة لا تكمن في الهزات الأرضية نفسها، بل في ردود أفعال السكان تجاهها، إذ يصاب الكثيرون بالذعر والهلع، وينزل البعض منهم إلى الشوارع والطرقات تحاشياً لتداعيات لا يمكن أن تحدث بسبب تلك الهزات البسيطة، عازياً ذلك إلى قلة وعي الكثير من أفراد المجتمع بطبيعتها وآلية التعامل معها. وذكر أن بلدية دبي، قدمت بالتنسيق مع شرطة دبي ومركز الإسعاف الموحد، دورات تثقيفية لأهالي وطلاب المناطق الواقعة ضمن حزام الهزات الأرضية، وتبيان آلية التعامل معها، والإجراءات التي يجب اتخاذها في حال حدوث أية هزة أرضية، لافتاً إلى أن السنوات الأخيرة شهدت بعض التحسن لدى كثيرين من أفراد المجتمع في مستوى وعيهم بطبيعة تلك الهزات وأسباب حدوثها، إذ كانت تنسب قبل سنوات إلى أسباب لا منطقية مثل الجن والعفاريت. ونفى المرزوقي حدوث تزايد في أعداد الهزات الأرضية خلال السنوات الأخيرة، معتبرا أن «الوضع يسري في سياق طبيعي، وكذلك الامر بالنسبة للمؤشرات المستقبلية، إذ لا يتوقع حدوث أية زيادات في أعداد الهزات الأرضية». وكانت مخاوف سكان مدن وقرى الساحل الشرقي تجددت امس، بعد حدوث هزة زلزالية جديدة في الخامسة وخمس دقائق صباحاً وهي الثالثة خلال نحو 50 ساعة.
النشاط الزلزالي خلال 2008-2009
تم تسجيل مجموعة من الهزات البسيطة والمحسوسة بلغ عددها 20 هزة، على طول فالق وادي حام، الممتد من الفجيرة إلى مسافي، وكانت قوة اكبر هزة 3.2 درجات على مقياس ريختر، وشعر معظم سكان مدينة مسافى وبعض سكان مدينة الفجيرة، بالإضافة إلى بعض سكان المناطق الجبلية، بها، من خلال المكالمات الواردة لشرطة دبي. وفي العام الجاري 2009 ،تم تسجيل سبع هزات أرضية على طول الفوالق في المنطقة الشمالية الشرقية للدولة، قوة اكبرها ثلاث درجات على مقياس ريختر، وقد شعر بهذه الهزة سكان مدينة دبا. لكن الهزات الأخيرة في الأيام الماضية سجلت أرقاماً أكثر قوة، إذ تم رصد ثلاث هزات أرضية من خليج عمان كانت قوة اكبرها 5.2 درجات على مقياس ريختر، وشعر بها معظم سكان المنطقة الشمالية الشرقية للدولة.
وقال محمد راشد من أهالي مدينة دبا الحصن، أقصى شمال الساحل الشرقي، إن «الهزة الأولى كانت الأقوى والأكثر إرباكا للسكان، إذ حدثت أثناء استغراقهم في النوم لكنها أيقظت الكثيرين الذين أخذوا في تبادل الرسائل الهاتفية»، مشيرا إلى أن «المناطق الواقعة على الشاطئ بطول الساحل ولمسافة 90 كيلومتراً كانت الأكثر تأثراً في حين كان الإحساس بقوة الهزة يتضاءل كلما ابتعدت البيوت عن البحر». ولفت أحمد عبد الجبار المقيم في مدينة خورفكان، إلى أن «السكان استعادوا على الفور الأيام التي عاشوها في خوف وقلق في شهر رمضان قبل عامين، عندما كانت الهزات تفاجئهم في أوقات الإفطار أو عند صلاة الفجر بل إنها وقعت ذات مرة في ليلة العيد، لكن الناس لايزالون يتساءلون عن هذه الهزات التي لم تكن معروفة في المنطقة قبل بضع سنوات فقط». وتحدث المواطن عبدالله الحفيتي فقال «هزة فجر الجمعة أصابتنا بالدهشة والقلق لأننا حسبناها نتيجة التفجيرات المعتادة في منطقتنا (القرية) التي تشهد حالياً عمليات تفجير في جبالها بهدف إزالتها لإقامة أحد المشروعات الجديدة فوق أرضها فالهزة كانت قوية ومخيفة، ولم نتصور أن تقوم كسارة المشروع بتفجير بمثل هذه القوة في تلك الساعة المتأخرة من الليل، التي يكون الناس فيها في سبات عميق، لكننا عرفنا في الصباح أن زلزالاً وقع في منطقة قريبة نتجت عنه الهزة التي أقلقتنا». وفي منطقة مسافي وهي من المناطق الجبلية الداخلية (30 كيلومتراً غرب مدينة الفجيرة) وحسب إفادة طارق فاروق أحد سكانها فإن هزة الجمعة مرت بسلام وكذلك الهزات التي تبعتها، ويبدو أن سكان المنطقة اعتادوا عليها بعدما صادفوا خلال السنوات الماضية هزات متتالية وقوية كانوا هم الأكثر تأثراً بها قبل غيرهم.
أما في منطقتي مربح وقدفع (15كيلومتراً شمال الفجيرة) فقد أوضح يحيى العشري أحد المقيمين فيها: لقد كانت واضحة للجميع شدة الهزة الاولى فجر الجمعة وكان شعور الناس بها سبباً في انزعاج البعض وخوفهم، خصوصا القاطنين في الأدوار العليا من البنايات المرتفعة، الواقعة على طريق الفجيرة خورفكان.