٪30 من الفتيات في الدولة معرضات لأزمات قلبية

حذّر خبراء في مجال الصحة، شاركوا أمس في ندوة نظمتها «غرفة دبي»، من انتشار مرض السمنة بين الأطفال في الإمارات، مؤكدين أن «مشكلة السمنة في الإمارات بدأت تتفاقم بشكل خطير، إذ إن كل طفل سمين معرّض لأن يصبح راشداً سميناً أيضاً، ما يجعل السمنة مشكلة طويلة الأمد».

وأكد تقرير صادر عن وزارة الصحة أن الإمارات تأتي في المرتبة العاشرة على مستوى العالم، التي يعاني سكانها من السمنة، كما أنها ثاني دولة في العالم من حيث نسبة السكان المصابين بمرض السكري، لافتاً إلى أن «السمنة تتزايد عند أطفال الإمارات، إذ يعاني الكثير منهم من أمراض القلب والسكري».

وحذّر خبير شارك في الندوة من أن «30٪ من الإناث في المرحلة الدراسية الثانوية في الإمارات معرضات لخطر الإصابة بالأزمة القلبية، كما أن 20٪ من الشباب الذكور معرضون للخطر نفسه بسبب ارتفاع معدلات مادة الكوليسترول الضارة، والدهون في الدم في مرحلة الخطر».

وكانت وزارة الصحة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة الـ«يونيسيف» قد أطلقا الشهر الماضي حملة وطنية لمكافحة السمنة عند الأطفال في الدولة، ودعت الوزارة في وقت سابق إلى «تعاون مختلف الجهات المعنية في الدولة للتصدي لظاهرة البدانة والسمنة».

وتستمرّ حملة الوزارة والـ«يونيسيف» التي تنظم تحت عنوان «ساهموا في حياتهم ليشاركوا في الحياة» ثلاثة أشهر، وتهدف إلى التوعية بمخاطر البدانة على الأطفال، وما تسببه من أمراض مزمنة، والتوعية بكيفية الوقاية منها.

المرحلة الثانوية

وذكر المدير الطبي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة «جونسون آند جونسون»، الدكتور محمد عبدالخالق، أن «30٪ من الإناث في المرحلة الدراسية الثانوية في الإمارات معرضات لخطر الإصابة بالأزمة القلبية، كما أن 20٪ من الشباب الذكور معرضون للخطر نفسه؛ بسبب ارتفاع معدلات مادة الكوليسترول الضارة، والدهون في الدم في مرحلة الخطر». والكوليسترول الضار هو أحد أنواع الدهون التي يحتوى عليها جسم الإنسان ويتسبب ارتفاع فصيلة الضار منها في أمراض تصلب الشرايين والجلطة الدموية وأمراض القلب. وحذّر من أن عدم تطبيق برامج تحقق السلامة الصحية للأطفال، قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة السمنة، مشيراً إلى «أهمية الاهتمام بالممارسات الحياتية السليمة في الغذاء وممارسة الرياضة والابتعاد عن الممارسات الخاطئة، مثل تناول الوجبات غير الصحية التي تحتوي على كميات هائلة من الدهون، وعدم ممارسة الرياضة».

وقال عبدالخالق إن «شركات الغذاء يجب أن تكون ملتزمة بتقديم مواد غذائية منخفضة الدهون الضارة بالجسم، وان عليها أن تراعي خفض كميات الدهون المستخدمة في إنتاج المواد الغذائية، مع مراعاة تقديم المذاق نفسه حتى يقبل الأطفال على الغذاء قليل الدسم».

وأكد أن «عمليات إنتاج الغذاء يصاحبها ممارسات خاطئة تؤدي إلى احتواء المنتجات الغذائية على كميات هائلة من الكوليسترول والدهون المشبعة التي تضر بصحة الإنسان»، داعياً شركات الغذاء إلى القيام بواجبها تجاه المجتمع، من خلال المشاركة في محاربة السمنة بإنتاج أغذية صحية.

وأضاف أن «الأغذية والوجبات السريعة هي الأكثر تسبباً في أمراض السمنة». وبحسب تقرير لـ«اليونيسيف» فإن «ما لا يقل عن 26٪ من السكان يأكلون في مطاعم المأكولات السريعة مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، كما أن ما يقارب نسبة 38.8٪ من التلاميذ يمضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا للقيام بنشاطات تتطلب الجلوس فقط». وأشار إلى أن «الأطفال يميلون إلى تناول أنواع الطعام نفسها التي يتناولها أهلهم، فإذا كانوا ممن يتناولون المأكولات السريعة ويشربون المشروبات الغازية، فعلى الأرجح أن أطفالهم سيقومون بالمثل، وهو ما يدعوا إلى ضرورة قيام الآباء بدور فاعل ليكونوا قدوة جيدة لأطفالهم».

الوجبات السريعة

بدوره، أفاد ممثل منظمة الـ«يونيسيف» لدول الخليج، الدكتور أيمن أبولبن، بأن مشكلة السمنة عند الأطفال تعود إلى قلة النشاط الحركي، وزيادة استهلاك الأغذية الغنية بالدهون والسكريات، وتناول الوجبات السريعة». وقال إن «السمنة هي حالة مرضية تنتج عن تخزين الجسم لكمية دهون تفوق حاجته الطبيعية»، وفي ما يخص الأطفال فإن الفتيات يعتبرن بدينات عندما تتخطى نسبة الدهون في جسمهن 25٪، و22٪ للفتيان، ويعاني حالياً عدد كبير من سكان الإمارات من زيادة الوزن، أو البدانة، وما يقارب من 12.1٪ من الأطفال يعانون السمنة».

وتصنّف السمنة عند الأطفال بالحالة المرضية الخطيرة التي قد تؤدي إلى مشكلات صحية كثيرة، إضافة إلى المشكلات النفسية والاجتماعية الناتجة عنها، وينجم عن السمنة أمراض عدة، منها ارتفاع ضغط الدم، والجلطة، والسكري، وأمراض القلب، وأنواع معينة من السرطان، فضلاً عن مشكلات في المفاصل وصعوبة التنفس.

ويعد السكري والقلب من الأمراض المسببة للوفاة في الإمارات، وبحسب بيانات وزارة الصحة فإن «75٪ من نسبة وفيات المواطنين، و31٪ من غير المواطنين سببها مرض السكري».

وقال أبولبن إن «مسؤولية حماية الأطفال من السمنة هي مسؤولية متكاملة»، داعياً القطاع الخاص إلى لعب دور رئيس في ترويج ثقافة الأكل الصحي والحركة البدنية. وأضاف «من المهم جداً أن تمتنع شركات القطاع الخاص عن تشجيع عادات التغذية السيئة، وأن توفر الخيارات الصحية ليتمكّن الأشخاص من القيام بالاختيار الصحيح».

مشكلة عالمية

وقال مدير إدارة العلاقات الخارجية في غرفة تجارة وصناعة دبي، حسن الهاشمي، إن «السمنة تحولت إلى مشكلةٍ صحية عامة وعالمية، لأن المجتمع والحكومة باتا يعانيان من الآثار الاقتصادية السلبية الناتجة عن السمنة التي تؤثر في الوظائف والقدرة الإنتاجية، وترتد سلباً على القدرات الخدمية الصحية والبنى التحتية للدولة». وأشار إلى أن «دراسات حديثة أظهرت أن نسبة السمنة بين الإماراتيين بلغت أكثر من 70٪، في حين يعاني 12.1٪ من الأطفال من السمنة، وأن أكثر من 20٪ من الأطفال معرضون لخطر السمنة وزيادة الوزن في الإمارات»، معتبراً أن «السمنة تؤدي إلى مضاعفاتٍ عدة على الصحة أهمها السكري وأمراض القلب وأنواعٍ معينة من السرطان».

وقال «يأتي تنظيم «غرفة دبي» للندوة في إطار جهودها للقيام بمسؤولياتها تجاه المجتمع، وذلك بعد أن أصبح مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات إحدى ركائز استراتيجيات المؤسسات الناجحة في الدولة والعالم».

الأكثر مشاركة