الإعدام لقاتلَي سوزان تميم
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.119289.1462806662!/image/image.jpg)
المحكمة دانت المتهمين بقتل سوزان تميم 28 يوليو الماضي.
قضت محكمة جنايات القاهرة أمس، بإعدام الملياردير والسياسي المصري هشام طلعت مصطفى وضابط أمن الدولة السابق محسن منير السكري، بعد إدانتهما بقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، وأعلن القاضي المحمدي قنصوة إحالة اوراق الرجلين إلى المفتي المصري للحصول على موافقته على حكم الإعدام، طبقاً لما يقضي به القانون، فيما أكد نائب القائد العام لشرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة، أن الحكم ليس مستغرباً بالنسبة للقضاء المصري المعروف بنزاهته ويتناسب مع الأدلة القاطعة التي قدمتها شرطة دبي في القضية.
وحدد القاضي جلسة أخرى يوم 25 من شهر يونيو المقبل للنطق بالحكم بعد الاستماع إلى رأي المفتي حسب التقليد المعتاد في القضاء المصري، فيما يتبقى أمام الدفاع اللجوء إلى محكمة النقض المصرية للطعن في إجراءات المحاكمة والاستئناف ضد الحكم خلال 60 يوماً من صدوره.
حكاية غرامارتبط ملك العقارات والبرلماني المصري هشام طلعت مصطفى بالفنانة اللبنانية سوزان تميم، لمدة ثلاث سنوات قبل أن تقرر الانفصال عنه والاستقرار لفترة في لندن، وارتبطت هناك بحارس خاص وملاكم عراقي يدعى رياض العزاوي قبل أن تنتقل إلى دبي أواسط العام الماضي في شقة فخمة اشترتها في برج الرمال 1 بجميرا بيتش ريذدنس، وقال خطيبها العزاوي إنها كانت تتلقى تهديدات من مصطفى في أثناء وجودها في لندن قبل أن تلقي مصرعها. |
وبدأ قنصوة النطق بالحكم قائلاً «إن الحكم إلا لله» قبل أن يطلب من الجميع الصمت ليتلو نص الحكم قائلاً «بعد الاطلاع على جميع الأوراق والرجوع إلى المادة 381 من قانون الإجراءات وبعد المداولة قررت المحكمة أخذ رأي فضيلة المفتي والنطق بالحكم في جلسة الخميس 25 يونيو المقبل ثم غادر المحكمة من دون التطرق لحيثيات الحكم».
وكانت سوزان تميم عثر عليها مقتولة في شقتها يوم 28 يوليو الماضي وخلال أيام معدودة أعلنت شرطة دبي عن هوية القاتل وهو الضابط المصري السابق محسن منير السكري وقبض عليه في القاهرة في شهر أغسطس الماضي وأقر فور القبض عليه بارتكاب الجريمة بتحريض من الملياردير والعضو البرلماني المصري هشام طلعت مصطفى الذي أسقطت عنه الحصانة فورا وخضع للمحاكمة مع شريكه منذ نحو تسعة أشهر.
حالة ذهول
وأصاب الحكم أنصار المتهمين وخصوصاً أقارب وأعوان هشام طلعت مصطفى بحالة من الذهول وسقطت شقيقته مغشياً عليها واعتدى موظفوه على المصورين والصحافيين ومنعوا وصول رجال الإعلام إليه، فيما بدا المتهم الثاني محسن منير السكري شاحباً وظل يدخن ويقرأ القرآن.
وخالفت المحكمة المصرية توقعات الكثيرين إذ ربطت المتهمين بحكم واحد فقط، ونفى كل من محسن منير السكري وهشام طلعت مصطفى ما نسب إليهما من اتهامات طوال المحاكمات التي استغرقت 27 جلسة خلال نحو خمسة أشهر، وتوقع الكثيرون أن يحصل السكري على حكم مشدد بينما يحصل مصطفى على حكم مخفف.
نزاهة القضاء المصري
من جانبه، قال نائب القائد العام لشرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة إن «الحكم يؤكد نزاهة القضاء المصري ويدحض الشكوك كافة التي أثارها البعض منذ بداية المحاكمة»، مشيراً إلى أن شرطة دبي أكدت ثقتها بهذا القضاء منذ يوم الإعلان عن هوية القاتل لافتاً إلى أن «هناك شخصاً ارتكب جريمة قتل ولابد أن يحاسب على ذلك مهما كانت شهرته أو سطوته».
وحول تشكيك الدفاع في أدلة شرطة دبي أوضح المزينة أن هذا تصرف طبيعي من جانب الدفاع لزعزعة ثقة هيئة المحكمة بالقرائن المقدمة إليها، لكن لم ينجح في ذلك لقوة الأدلة التي قدمتها الشرطة والتي أدت في نهاية الأمر إلى صدور حكم بالإدانة على المتهمين.
وأضاف أن الملف الذي قدمته شرطة دبي في القضية مدعوما بالأدلة والقرائن القوية يدين شخصاً واحداً وهو منفذ الجريمة محسن منير السكري، لافتاً إلى أننا «نعرف السكري فقط وما يتعلق بتورط هشام طلعت مصطفى في القضية يرجع إلى السلطات المصرية التي بذلت جهداً كبيراً وتعاونت إلى أقصى درجة مع نظيرتها في دبي».
وأكد المزينة أن قيادات شرطة دبي سواء القائد العام الفريق ضاحي خلفان أو نائبه لم يجاملا القضاء المصري أو يعمدا إلى الحديث بدبلوماسية حينما أكدا ثقتهما بنزاهته، ولكن قالا ذلك استنادا إلى سنوات من التعاون مع السلطات والقضاء المصري كما أن القضية في النهاية تعتمد على النزاهة والضمير.
وحول طبيعة الأدلة التي قدمتها شرطة دبي في القضية، قال المزينة إنها كانت متنوعة والسلطات المصرية هي المعنية بالنظر فيها لكنها تؤكد في النهاية بما لا يدع مجالا للشك أن قاتل سوزان تميم شخص مصري يُدعى «محسن منير السكري».
واشار المزينة إلى محاولات قام بها البعض للتأثير في القضاء المصري من خلال وسائل الإعلام لكن هيئة المحكمة تعاملت مع القضية بشكل مجرد بعيدا عن أي تأثيرات خارجية وأثبتت حرفية ونزاهة عالية، مؤكدا ان هذا ليس بجديد على القضاء المصري المشهود له بالنزاهة.
وقال نائب القائد العام لشرطة دبي إن «إدلاء ضباط وأفراد شرطة دبي الذين شاركوا في القضية سواء من التحريات أو المختبر الجنائي بإفاداتهم امام المحكمة المصرية إجراء طبيعي»، مشيراً إلى أنهم تعاملوا بحرفية وفق الأدلة التي تدعم إفاداتهم وتؤكد طبيعة الدور الذي قام به القاتل.
شهرة القتيلة
وما إذا كان لشهرة القتيلة أو المتهم بالتحريض تأثير في عمل شرطة دبي في القضية، أوضح المزينة أن القضية ليس لها دخل بالشهرة فهي في النهاية جريمة قتل وحينما عثرنا على الجثة لم نكن نعلم أنها لفنانة لبنانية، نظراً لأن شهرتها ليست كبيرة واستطعنا خلال ساعات تحديد هوية الجاني والقبض عليه بمساعدة السلطات المصرية.
وأضاف المزينة أن ضبط الجناة في مثل هذه القضايا يعتمد بشكل رئيس على درجة التعاون بين الأجهزة المختصة.
أدلة شرطة دبي حسمت القضية
حسمت الأدلة التي قدمتها شرطة دبي قضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم وأثبتت بما لايدع مجالاً للشك تورط محسن منير السكري في قتلها، وتنوعت الأدلة بين صور فوتوغرافية للمتهم في أثناء دخوله وخروجه، لكن كان من الأدلة القاطعة البصمة الوراثية أو عينة «دي إن إيه» التي عثر عليها في موقع الجريمة والتي كانت مجهولة وأرسلت إلى القاهرة لفحصها وفق قاعدة البيانات هناك، وذلك قبل القبض على المتهم، وظلت هذه العينة مجهولة حتى تم القبض على «السكري» وقورنت بعينة منه وثبت تطابقهما.
وحسب تحريات وأدلة شرطة دبي فإن السكري دخل إلى البناية التي تقطن فيها سوزان تميم بملابس رياضية، وبعد ارتكابه الجريمة خلع الملابس الملوثة بالدماء وتركها في صندوق حريق بالطابق الأسفل ورصدت شرطة دبي جميع تحركاته خلال فترة وجوده في الإمارة سواء في أثناء التسوق وشراء السكين التي استخدمها في ارتكاب الجريمة ومرافقته لفتاة ليل أوكرانية وشجاره مع موظفي الفندق الذي كان يقيم فيه وحتى التاكسي الذي أقله في تحركاته.
حراسة مشددة
نشرت قوات الأمن المصرية نحو 7000 جندي في الشوارع المحيطة بمحكمة جنايات القاهرة وشهدت المنطقة تواجداً كبيراً من وسائل الإعلام، وحرص صحافيون ومصورون على قضاء الليل بالكامل بعدما طلبت أجهزة الأمن منهم تنظيم عملية الدخول من الساعة الرابعة فجرا، مشددة على أنه لن يتم السماح لأي إعلامي الدخول بعد هذا الموعد، وتم وضع هشام طلعت مصطفى في سيارة بمفرده في أثناء خروجه من سجن طره وجمع قبل مغادرته جميع متعلقاته وسلمها لشقيقته، وأبلغ رجال الشرطة القائمين على حراسته بأنه لن يعود إليهم مجدداً ما أعطى انطباعاً بأنه واثق من حصوله على حكم مخفف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news