طلبة أكّدوا أن بعض الامتحانات لم تراعِ مستوياتهم. تصوير: مجدي إسكندر

موجّهون: نظام الأسئلة الجديد يقيس قدرات الطلاب

أفاد موجهون أوائل في وزارة التربية والتعليم بأن غالبية شكاوى طلبة الثانوية العامة من نمط أسئلة امتحانات الصف الثاني، التي انتهت أخيراً، تنحسر في أوساط طلبة المنازل وتعليم الكبار الذين لم يتمكنوا من التعاطي مع هذه النوعية من الأسئلة بصورة جيدة مقارنة بزملائهم في المدارس النظامية، لافتين إلى أن «نظام الامتحانات الجديد الذي شرعت الوزارة في تطبيقه العام الماضي في حاجة إلى مزيد من الوقت ليعتاد عليه الطلاب وتالياً يثبت نجاحه»، موضحين أنه «يعتمد على قياس قدرات الطلاب على التفكير والاستنتاج بصورة تختلف عن الأسئلة التقليدية التي تعودوا عليها سنوات طويلة مضت، بهدف تحسين مخرجات التعليم».

وكان طلبة في الثانوية العامة بالقسمين العلمي والأدبي شكوا لـ«الإمارات اليوم»، من نمط أسئلة بعض امتحانات الصف الثاني، من بينها الكيمياء واللغة العربية والتربية الإسلامية، مؤكدين أنها جاءت من خارج المنهج الدراسي المقرر ولم يتسن لهم التدرب عليها بصورة كافية في ضوء كثافة المناهج الدراسية، مشيرين إلى أن «هناك أسئلة استنزفت وقتا طويلا من تفكيرهم حتى يفهموها، ما جعل الوقت المخصص للامتحان غير مناسب».

 
النظام الجديد

بدأت وزارة التربية،العام الماضي، في تطبيق نظام الامتحانات الجديد، الذي وزع عملية التقويم على الورقة الامتحانية من جهة وعلى المشاركة الصفية وتفاعل الطالب داخل قاعة الدرس من جهة أخرى، واعتمد نظام الامتحانات الجديد على آليات لقياس عدد من المهارات التي ينبغي إتقان الطالب لها وفي مقدمها مهارات الفهم والاستيعاب والقدرة على حل المشكلات والعمل بروح الفريق وكذلك توظيف المعلومات التي يستقيها من مصادر معلوماتية متعددة في خدمة المادة الدراسية وغيرها من المهارات التي ينبغي على الطلبة الإلمام بها والتعامل معها داخل قاعة الدرس ومن ثم في الورقة الامتحانية.

وأكدت وزارة التربية في تصريحات سابقة أنه لا عودة أبداً للنظم التقليدية التي كانت سائدة في الامتحانات والتي كانت تقيس مهارة واحدة لدى الطالب وهي الحفظ والاسترجاع فقط .


وقال الطلبة مهند نبيل جوهر ومعتز محمد غزال وحازم عطية، إن «أسئلة بعض الامتحانات مثل الكيمياء والجيولوجيا كانت صعبة وحملت أفكارا جديدة لم نتدرب عليها من قبل»، واتفق معهم الطلبة حازم عطية وعبدالله عيسى وعبدالرحمن محمد، قائلين إن «أسئلة الكيمياء كانت من خارج النماذج الامتحانية التدريبية، وحمل كل سؤال محاور وتفريعات صعبة تطلبت وقتا طويلا للتفكير في الإجابة الصحيحة».

وأكد آخرون، أن «بعض الامتحانات لم تراعِ مستويات الطلبة المختلفة، ولم تأت الأسئلة متدرجة وإنما جاءت لتخاطب الطلبة المتفوقين فقط دون اعتبار للطلبة متوسطي المستوى»، لافتين إلى أن بعض الأسئلة كانت غير واضحة المعالم».

وشكا طلبة في القسمين العلمي والأدبي من أسئلة اللغة العربية وعدم كفاية الوقت المخصص، إضافة إلى صعوبة بعض الجزئيات خصوصا القواعد النحوية والنصوص والأبيات الشعرية التي رأوا أنها جاءت من خارج المنهج الدراسي المقرر، ونتيجة صعوبة الامتحان قررت وزارة التربية والتعليم مد وقت الامتحان نصف ساعة.

وأفاد الطالبان خميس الرميثي وموزة السويدي إن«امتحان اللغة العربية كان طويلا، وواجهنا صعوبة في سؤال النصوص إذ تضمن أبياتاً شعرية لم نعرفها من قبل إضافة إلى سؤال القواعد النحوية الذي جاء من الفصول الدراسية السابقة».

وشكا طلبة في القسم العلمي من اختبار الجيولوجيا إذ حمل بعض الأفكار الجديدة التي لم يعتادوا عليها من قبل في نماذج الامتحانات الخاصة بوزارة التربية لاسيما في الفقرات الخاصة بالخرائط الجيولوجية، وذكر الطالب إبراهيم سلمان ، أن «الفقرات الخاصة بخرائط الجيولوجيا كانت صعبة وتطلبت وقتا طويلا من التفكير للإجابة عليها، لكن بقية الأسئلة كانت جيدة»، واتفق معه في الرأي الطالب عبدالله يوسف قائلا إن «امتحان الجيولوجيا في مجمله كان جيدا لكن هناك بعض الجزئيات أخذت وقتا في الإجابة عنها وهي المتعلقة بالرسومات إذ لم أتمكن من التعامل معها جيدا».

من جانبه قال موجه أول التربية الإسلامية في وزارة التربية الدكتور عبدالله الخطيب إن «الطلبة تعودوا لسنوات طويلة على نمط الأسئلة التقليدية المباشرة التي اعتمدت فقط على الحفظ والتلقين، فيما تقيس الأسئلة الجديدة مهارات الطالب العليا من التفكير والاستنتاج والاستخراج وليست المهارات الدنيا»، مضيفا أن غالبية الطلبة الذين احتجوا بصعوبة الامتحانات هم من طلبة المنازل وتعليم الكبار، إضافة إلى بعض طلبة القسم الأدبي».

وأشار إلى أن محتوى منهج التربية الإسلامية الجديد الذي بدأ العمل به العام الماضي جاء مواكبا لاستراتيجية الوزارة نحو تطوير مناهج دراسية ونظم امتحانية غير تقليدية بهدف تحسين مخرجات التعليم مشيرا إلى أن امتحان التربية الإسلامية للصف الثاني عشر، احتوى على سبيل المثال على سورة قرآنية لم ترد من الكتاب المدرسي وكان على الطالب تطبيق ما تعلمه في استخراج الأحكام الشرعية والتلاوة والتجويد كما في السورة التي وردت في المنهج الدراسي.

ولفت إلى أنه ليس بالضرورة أن تأتي الأسئلة كما وردت في الكتاب حرفيا وينبغي على الطالب تطبيق مهارات الفهم والاستنتاج التي تعلمها من قبل المعلمين وما تدرب عليه في النماذج الامتحانية والأنشطة»، مؤكدا أن هناك حاجة لمزيد من الوقت أن يتعود الطلبة بصورة كلية على نمط الأسئلة الجديد.

من جانبه يرى موجه أول اللغة العربية في وزارة التربية الدكتور محمد عيادات أنه لا يمكن الحكم على نجاح نظام الأسئلة الجديد حاليا لاسيما أن الوزارة شرعت في تطبيقه منذ عام فقط ومن ثم فإننا مازلنا في بداية التجربة وهناك حاجة إلى وقت طويل حتى يتعود الطلبة على هذا النمط الجديد من الأسئلة التي تخالف كليا النماذج الامتحانية التقليدية التي تعودوا عليها في السنوات السابقة، إذ إنها تقيس مدى تحقيق نواتج التعلم لدى طلبة الثاني عشر وتقيس قدرة الطالب على تطبيق الفكرة نفسها الموجودة في نص داخل المحتوى الدراسي على نص آخر من خارج المنهج، مؤكداً «أهمية مواصلة الجهد من قبل الوزارة والمعلمين والطلبة أنفسهم للوصول إلى قاعدة كبيرة من الفهم والتعود على نظام الأسئلة الجديدة».

وقال إن «أسئلة امتحان اللغة العربية أخيراً لم تخرج عن الكتاب المدرسي مطلقا، إذ عرض على الطالب نصوصاً وأبياتا شعرية مغايرة للموجودة في الكتاب المدرسي، لكنها تحقق الهدف في قياس مدى تحقق نتائج التعلم لدى الطالب وما تعلمه من مهارات الفهم والتفكير، فالتغيير كان في النص فقط لكن الفكرة واحدة وما كان على الطالب سوى تطبيق أساليب الإجابة نفسها عن النص الوارد في المنهج»، مؤكدا أن «الطلبة تدربوا على هذه النوعية من الأسئلة سواء من خلال معلمي المادة أو النماذج الامتحانية لوزارة التربية».

ولفت عيادات إلى أن المشكلة تكمن في طلبة المنازل وتعليم الكبار وعدم قدرتهم على التعاطي مع نمط الأسئلة الجديد قائلا «إنهم يواجهون صعوبة في الإجابة عنها نظرا لعدم معايشتهم اليومية داخل الفصول الدراسية وتدربهم بشكل كاف على المناهج الدراسية ونظام الأسئلة الجديد مقارنة بزملائهم في المدارس النظامية سواء الحكومية أو الخاصة»، داعيا هؤلاء الطلبة إلى الاجتهاد والمتابعة مع معلمي المادة للتعرف إلى آليات نظام الامتحانات الجديد والتدرب على نمط الأسئلة بصورة مستمرة.

أما موجه أول الكيمياء والجيولوجيا في وزارة التربية والتعليم إبراهيم المعايطة، فيرى أنه لا يوجد ما يسمى أسئلة مباشرة وغير مباشرة مفنداً ادعاء بعض الطلبة أن الأسئلة من خارج المنهج الدراسي، قائلا إن «هناك لجاناً فنية تحقق قبل وبعد الامتحان من أن محتوى ورقة الأسئلة جاءت من المنهج الدراسي وليست من مكان آخر إذ يجب أن تكون جميعها مشتقة من داخل المقرر لذا فشكاوى الطلبة غير دقيقة وفي غير محلها».

وأشار إلى أن نظام الامتحانات الجديد وضع معايير للأسئلة بحيث تكون قائمة على الفهم والتطبيق والعمليات العقلية العليا بحيث يوظف الطالب فهمه للمحتوى الدراسي وتطبيقه على عناصر محتوى في سياقات جديدة، مشيرا إلى أنه تم تدريب المعلمين والطلبة على كيفية الإجابة عن مثل هذه الأسئلة، مؤكداً «أهمية إعطاء الفترة الزمنية الكافية لحصد نتائج عملية تطوير المناهج ونظام الامتحانات الجديد مع الأخذ في الاعتبار شكاوى بعض الطلبة أو الآباء حولها واتخاذ إجراءات إيجابية نحوها بما لا يعيق عملية التطوير وتحسين العملية التعليمية».

الأكثر مشاركة