المتهمان بالسرقة. من المصدر

سائحان يسرقان 30 منزلاً في دبي

ألقت الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي في شرطة دبي القبض على شخصين من الجنسية التنزانية، دخلا البلاد بتأشيرة سياحة وسرقا 30 منزلاً لمقيمين ومواطنين في منطقتي الجميرا ومردف خلال شهر واحد، وفق مدير الإدارة العامة للتحريات العقيد خليل ابراهيم المنصوري، الذي أشار إلى أن إدارات عدة شاركت في القبض على المتهمين اللذين تصيبهما حالة هستيرية غريبة بعد تنفيذ كل جريمة، لافتاً إلى أن حصيلة سرقاتهما تقدر بنحو 10 ملايين درهم.

وقال المنصوري في مؤتمر صحافي أمس، إن اللصين استخدما طريقة مبتكرة في تنفيذ جرائمهما حيث يختاران المناطق الهادئة ويستغلان الفترة الصباحية أثناء وجود أصحاب المنازل في أعمالهم للسطو عليها، فيطرق أحدهما باب المنزل في البداية وإذا رد عليه أحد يدعي أنه متسول ويجمع تبرعات لصديق له في محنة وإذا لم يرد أحد يدرك أن المنزل خالٍ ويعد العدة مع صديقه لسرقته.

وأضاف أن تفاصيل القضية بدأت الأسبوع الأخير من شهر إبريل الماضي، حيث تلقى مركز شرطة الراشدية بلاغاً من المدعو (ع.ع) أردني، يعمل مديراً لإحدى الشركات الهندسية بتعرض الفيلا التي يقطنها في منطقة مردف للسرقة من قبل مجهولين، تسللوا إلى الفيلا أثناء غياب الجميع في الفترة الصباحية عبر باب خارجي غير محكم الإغلاق، ومن ثم قاموا بفتح نافذة الصالة، وقفزوا إلى الداخل وكسروا أبواب الغرف وبعثروا محتوياتها واستولوا على خمس ساعات باهظة الثمن، ومجموعة من المجوهرات والمصوغات الذهبية.

وفي يوم 20 مايو الماضي تلقى المركز بلاغاً ثانيًا من مواطن أفاد بأنه غادر فيلته في منطقة مردف في الساعة السادسة صباحاً، ولدى عودته في الثانية ظهراً، فوجئ بأن باب الشرفة مفتوح، وبتفقده الفيلا اكتشف سرقة ساعة ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة وبعض العطور وهاتف نقال، وبمعاينة مكان الحادث تبين أن الجاني استخدم أداة حادة في فتح باب الشرفة، ومن ثم الدخول إلى الفناء الداخلي والاستيلاء على ما خف وزنه وغلا ثمنه، وخرج عبر الباب الرئيس.

ونقلت العصابة بعد ذلك نشاطها إلى بر دبي وسرقت فيلات عدة في مناطق أم سقيم والجميرا وأم الشيف، وتمكنت من الاستيلاء على كميات من المجوهرات والمصوغات الذهبية ومبالغ مالية كبيرة بعملات مختلفة، وأجهزة كمبيوتر محمولة وكاميرات وأجهزة إلكترونية.

وأوضح المنصوري أنه تم تشكيل فرق عمل عدة من إدارات البحث الجنائي والحد من الجريمة والرقابة الجنائية، فضلاً عن مركزي شرطة الراشدية وبر دبي وتم التوصل إلى خيوط معينة قادت إلى الوصول إلى مرتكبي الجرائم منها لون بشرتهما واستخدامهما أسلوباً واحداً في تنفيذ الجرائم.

وأشار المنصوري إلى أن فرق العمل في القضية استخدمت برنامج «080» الذي يعتمد على تكثيف الوجود الأمني في المناطق التي تكررت فيها السرقات وفي اليوم الأول من شهر يونيو الجاري تمكنت من القبض على المدعو (ف.ع) تنزاني، بعد الاشتباه فيه أثناء تجواله في منطقة مردف، ومن خلال التحقيق المبدئي معه من قبل عناصر فريق البحث الجنائي، اعترف بمشاركته المدعو (ب.ا) تنزاني أيضاً، في سرقة 30 منزلاً في بر دبي وديرة، وأن دوره كان يقتصر على دق الجرس للتأكد من خلو المنزل من قاطنيه، وبعدها يأتي دور المتهم الأول فيدخل المنزل إذا كان الباب غيرمحكم الإغلاق أو يقفز من فوق الأسوار المنخفضة أو العالية، بينما يراقب زميله الفيلا حتى تنتهي عملية السرقة، ثم يتجهان إلى مقر سكنهما ويتقاسمان الغنائم.

وبناء على تلك المعلومات، تحرك فريق البحث الجنائي إلى مقر سكن عنصري العصابة في أحد الفنادق في ديرة، فوجدا المتهم الأول حزم حقائبه، مستعداً لمغادرة الفندق، وبتفتيش حقائبه عثر على كميات كبيرة من المجوهرات والمصوغات الذهبية والأجهزة الكهربائية والإلكترونية والحواسب المحمولة والساعات، كما تم ضبط خمسة أجهزة كمبيوتر محمولة، سرقها اللصان من إحدى الشركات في إمارة ابوظبي، وتم عرض المضبوطات على المبلغين عن حوادث السرقات، فتعرفوا إليها.

وأفاد المنصوري بأن جميع المنازل التي سرقها اللصان كانت خالية من الحراسة فيما عدا منزلين بهما كلبا حراسة واستخدم المتهمان غازاً مسيلاً للدموع لإبعادهما، لافتاً إلى أنه من خلال رصد تحركاتهما وأقوال المخبرين السريين تبين أن هذين اللصين تنتابهما حالة غريبة بعد تنفيذهما الجرائم فيعيشان في حالة نشوة ويتصرفان بطريقة هستيرية وتم توقيفهما تمهيداً لإحالتهما مع المضبوطات إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.

من جانبه، قال مدير إدارة البحث الجنائي الرائد احمد المري، إن الفرق البحثية حرصت على التأكد من تورط المتهمين قبل القبض عليهما، مشيرا إلى أنه تم رصد المشتبه فيه الأول في أحد الشـوارع وتمت مراقبته، ولوحظ ارتياده عـدداً من المنازل، لكـن للأسـف كانـت جمـيعها مشغولة بالسكـان، وفي النهـاية تـم ضبـطه واعـترف طواعـية بجـرائمه هو وشريكه.

 

برنامج «080»
قال مدير مركز الراشدية المقدم علي غانم إن برنامج «080» الذي صدر قرار بتعميمه في كل مراكز الشرطة في دبي أثبت فعالية في ضبط المتهمين حيث يعتمد على تغيير طريقة عمل الدوريات وتركيزها في المناطق الأكثر تعرضا للجرائم مشيرا إلى أن البرنامج أسهم في ضبط ثلاث جرائم خلال الفترة الماضية.

 
أمن المساكن
كشف مدير إدارة الرقابة الجنائية في الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي المقدم جمال سالم الجلاف أن الإدارة لم تسجل جريمة واحدة خلال العام الماضي لمنازل مسجلة في البرنامج، مشيراً إلى أن الاشتراك فيه سهل للغاية ومتاح أمام أي شخص يعتزم السفر إلى الخارج وترك منزله خالياً وبمجرد التسجيل تتولى شرطة دبي حماية المنزل من خلال دورياتها المختلفة.

الحد من الجريمة
قال مدير إدارة الحد من الجريمة المقدم احمد ثاني بن غليطة، إن الإدارة شاركت في ضبط هذه الجريمة من خلال فرق العمل المشتركة مع الإدارات الأخرى، مؤكداً أن المجني عليهم يتحملون مسؤولية في تعرضهم للسرقات وعلى أفراد المجتمع اتخاذ تدابير وقائية لحماية منازلهم منها الاشتراك في برنامج أمن المساكن وإغلاق الأبواب جيداً وعدم ترك مقتنيات ثمينة في المنزل وإبلاغ الشرطة في حالة رصد أي غريب في المنطقة.

الأكثر مشاركة