طفل هرب ليلاحق الطائرات
حلّ الطفل عبدالرحمن عيسى (أربع سنوات) ضيفاً على شرطة دبي لمدة ثلاث ساعات، بعد العثور عليه في السادسة من صباح أمس، وهو يلاحق بنظره حركة الطائرات في الجو وحيداً في شارع القدس المجاور لمطار دبي، بعد أن غافل أسرته وخرج من المنزل.
كاد عبدالرحمن أن يفقد حياته تحت عجلات إحدى السيارات المسرعة في الطريق المفتوح لولا تدخّل الضابط عبدالله بورقيبة، الذي أوقف سيارته في منتصف الشارع ليبطئ من حركة المركبات، واصطحب الطفل معه إلى القيادة العامة لشرطة دبي، ومن ثم إلى مركز القصيص قبل أن تُدرك أسرته اختفاء وحيدها وتبلغ الشرطة.
في التفاصيل، قال الملازم عبدالله بورقيبة لـ«الإمارات اليوم» إنه «كان متوجّهاً إلى عمله في القيادة العامة لشرطة دبي حينما لاحظ طفلاً يسير في شارع القدس السريع وهو ينظر إلى السماء لمشاهدة الطائرات التي تهبط وتغادر من مطار دبي، فشعر بالخوف عليه، خصوصاً أن الطفل كان متجهاً إلى المسار الأيسر، فيما كانت هناك سيارة قادمة من الخلف بسرعة». وأضاف «أوقفت سيارتي في منتصف الشـارع ونزلت مسرعاً لإيقاف السيارات القادمة، وحملت الطفل قبل أن يتعرّض لمكروه».
وذكر بورقيبة «تجوّلت مع الطفل في المنطقة المجاورة للشارع، لكنه لم يستدل على منزله وأخبرني فقط بأن اسمه عبدالرحمن، فحملته إلى مقرّ عملي في مكتب القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، الذي ظل يلاعب الطفل ويمازحه، وطلب إبلاغ برنامج «البث المباشر» في تلفزيون «نور دبي» ليبث صورة عبدالرحمن، حتى يستدل عليه أهله لكن من دون جدوى، واضطررت في نهاية الأمر إلى إرساله إلى مركز شرطة القصيص في انتظار أن يسأل عنه أحد».
من جانبه، أفاد عيسى محمد والد الطفل (إيراني)، ويعمل إمام مسجد في منطقة الطوار الأولى، بأن ابنه «معتاد على الهروب من المنزل، على الرغم من صغر سنه، ليلعب وحيداً في الشارع، أو يطارد الطائرات المولع بها»، مشيراً إلى أنه «يشتري له دُمى وألعاباً على شكل طائرات، لكنه يحب مشاهدتها في الجو، نظراً لقرب المسكن من مطار دبي».
وأضاف عيسى أنه «صلى الفجر أمس، وانتظر خروج المصلين من المسجد الذي يعمل فيه، ثم توجّه إلى غرفته الملحقة بالمسجـد لينال قسطاً من الراحة، وأغلق الباب جيداً وعلّق المفتاح على مسمار على مسافة مرتفعة في الحائط، وحينما استيقظ نحو الساعة 5:8 صباحاً فوجئ بأن الباب مفتوح وطفله غير موجود».
إلى ذلك، قال مدير مركز شرطة القصيص، المقدم عارف بوشقر، إن «المركز استقبل الطفل لحدوث الواقعة في منطقة اختصاصه»، مشيراً إلى أنه «لم يتم التوصّل سريعاً إلى أهله، لأنه لا يستطيع الكلام، ولا يعرف عنوان منزله، وتبيّن من سؤال والد الطفل عبدالرحمن أنه مُعتاد على الخروج من منزله بهذه الطريقة، وأنه يأتي به دائماً من المنطقة التي عُثر عليه فيها».
وأضاف أنه «تم الحصول على تعهد من الأب بالاعتناء به أفضل من ذلك، وتوفير الاحتياطات اللازمة في المنزل لضمان عدم خروجه وحيداً، لأنه كان عرضة للدهس».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news