وصفة طبية للمسافرين خارج الـدولة
طالب أطباء ومعنيون بالشأن الطبي، المسافرين خارج الدولة بإعداد حقيبة أدوية مأمونة الاستخدام أثناء السفر هذا العام، لتجنب العوارض المرضية الطارئة، مؤكدين أهمية احتوائها على أدوية وقائية، وأخرى تلبي احتياجات أصحاب الأمراض المزمنة والطارئة.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن ما تشهده غالبية دول العالم، من انتشار أمراض وأوبئة مثل «انفلونزا الخنازير»، يستدعي هذا الإجراء، مؤكدين أهمية مراجعة الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن الأطباء قبل السفر، لافتين الى أن «الزيارة تحدد الاحتياجات الدقيقة لجرعات الأدوية والتطعيمات اللازمة، كما أنها تجنبهم حدوث عوارض مرضية خلال فترة الإجازة الصيفية».
ولفت أطباء الى أن اختلاف عامل الزمن من مكان الى آخر يتسبب في اضطراب الساعة البيولوجية، ما يسبب ظهور عوارض مرضية على المسافر، أهمها حالات الإسهال والتقيؤ المفاجئ. ناصحين بالحد من تناول الوجبات السريعة، أو غير المطهوة جيداً، لأنها مسببات رئيسة للتلوثات المعوية، محذرين من احتمال تعرض بعض ركاب الدرجات السياحية لجلطات الساق، بسبب الجلوس في وضعية واحدة لفترات طويلة، في مقاعد ضيقة.
عامل الزمن
وتفصيلاً، دعا اختصاصي طب الأسرة في وزارة الصحة الدكتور سمير غويبة، المسافرين الى تجهيز حقيبة دوائية تتكون من إسعافات أولية، وأدوية مأمونة الاستخدام، بناء على نصائح طبية، محذراً من فساد مكوناتها بسبب تعرضها للحرارة الشديدة. وحث مرضى السكر والربو والصرع، على زيارة الطبيب قبل السفر، لمعرفة جرعاتهم اللازمة من الأدوية، وكمياتها، بدلاً من التقديرات أو الاجتهادات الشخصية، مؤكداً ضرورة حمل الوصفة الطبية لأصحاب الأمراض المزمنة أثناء السفر للمرور عبر المنافذ الجمركية.
ودعا غويبة الى «مراعاة ضبط الجرعة مع الساعة الزمنية لكل دولة، محذراً من اختلاف عامل الزمن من دولة الى أخرى، موضحاً أن «المسافر إلى شرق الكرة الأرضية يشعر بزيادة ساعات النهار، وقلة ساعات الليل، فتصبح عوارض مرضه أكثر وضوحاً في الصباح وتقل ليلاً».
وأفاد بأن «اضطراب الساعة البيولوجية للمريض من مكان الى آخر، يتسبب في حدوث حالات إسهال وتقيؤ مفاجئ وشعور بالجوع أو الشبع، حسب نوعية كل شخص»، ناصحاً بكثرة شرب السوائل، وتجنب المشروبات المدرة للبول، والتمتع بقسط كاف من الراحة قبل السفر.
وأكد غويبة أن الممارسات الوقائية تعد إجراء ملحّاً، مشيراً إلى ضرورة فحص أفراد الأسرة قبل السفر، خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال الرضع وكبار السن والنساء الحوامل، فضلاً عن ضرورة إبلاغ طاقم الطائرة في حال وجود حالة مرضية حرجة، لافتاً الى «أهمية تعميق ثقافة صحة وسلامة الأسرة أثناء السفر»، معتبراً أن «ارتفاع نسبة الوعي ينعكس ايجاباً على الجميع، إذ يتيح قضاء اجازة موفقة».
وتطرق غويبة الى احتمال وقوع جلطات بين ركاب الدرجات السياحية في الطائرات، قائلاً إن «الجلوس لفترات طويلة في مقاعد ضيقة من دون حراك، قد يصيب المسافر بجلطة في الساق»، مضيفاً أن نسبة حدوث مثل هذه الحوادث تصل الى واحد لكل 6000 شخص، ويستطيع المسافر تجنب جلطة الساق أثناء السفر إذا شرب كميات كبيرة من السوائل، ولم يتناول الوجبات المملحة، كما يمكنه الاستفادة من جوارب خاصة تباع في الصيدليات لتجنب هذه الجلطات.
أمراض الأطفال
وحث استشاري أمراض الأطفال ورئيس مركز الهنداوي الطبي في أبوظبي الدكتور علي هنداوي، المسافرين على حمل الأدوية التي تعالج حالات الرشح والزكام والسعال والتقيؤ المفاجئ، إضافة الى محلول معالجة الجفاف، بمقدار يتناسب مع مدة السفر، ناصحاً بعدم استخدام مضادات أمراض الأطفال، إلا بعد عرض الطفل المريض على الطبيب، وكتابة وصفة طبية، موضحاً أن «انتشار الفيروسات في كثير من دول العالم يستدعي حمل نوعية من الأدوية ننصح بوجودها منزلياً»، مركّزاً على إعطاء الأطفال تطعيمات «الكبد الوبائي.أ» و«التيفوئيد» و«الإنفلونزا» قبل السفر.
وأفاد بأن 20٪ من الأهالي يراجعون طبيب الأطفال قبل السفر، ويحصل 90٪ منهم على وصفات إرشادية، مضيفاً أن «كثيراً من الأطفال يصابون بعد عودتهم من السفر بنزلات معوية ناتجة عن كثرة تناول الوجبات السريعة»، لافتاً الى زيادة معدلات التلوث للعائدين من الدول العربية. ونصح هنداوي بالحصول على التطعيمات قبل السفر، وعدم تناول وجبات غير مطهوة جيداً، والحرص على النظافة الشخصية.
وتؤكد مديرة صيدلية المزروعي رويدة مرعي، حرص أصحاب الأمراض المزمنة (ضغط الدم، والسكري، والقلب) على صرف أدوية تغطي استخدام شهرين على الأقل خلال فترة الإجازة، مشيرة الى ارتفاع نسب صرف هذه النوعية من الأدوية في يوليو وأغسطس، قائلة إن بطاقات التأمين الصحي تغطي معظم احتياجات أدوية أصحاب الأمراض، فيما ينخفض حجم مبيعات الأدوية عموماً، خلال موسم السفر، بنسبة 50٪.
الأمراض المزمنة
وينصح استشاري الأمراض الباطنية في مركز الخليج للتشخيص الدكتور عباس السادات، المسافرين براً من أصحاب الأمراض المزمنة بتوفير احتياجاتهم من الأدوية، والتأكد من حين إلى آخر من سلامتها لضمان فاعليتها. موضحاً ان «السفر براً مجهد، ومدته طويلة، خصوصاً لمرضى السكر، داعياً المصابين به الى تناول السوائل، وتنظيم الوجبات، والتوقف من حين إلى آخر لتحريك العضلات، تلاشياً لانخفاض السكر في الدم والدخول فى غيبوبة».
وأكد عباس السادات أن الإجراءات الاحترازية والوقائية مهمة عند التوجه إلى المناطق الموبوءة، لافتاً الى وجود خرائط في مواقع انتشار الأوبئة والأمراض حول العالم لدى الأطباء، يمكنهم تزويد المسافرين بها. وشدد على ضرورة التطعيمات بسبب انتشار أمراض مثل التيفوئيد والملاريا وإنفلونزا الخنازير والملوثات المعوية.
ويرى اختصاصي النساء والتوليد في مستشفى النور الدكتور بشار محمود عبدو أن الواقع الصحي للنساء الحوامل يجعلهن أكثر عرضة للجلطات الوعائية للأطراف السفلية (التخصر)، داعياً الى تناول حبة اسبرين أطفال قبل السفر لتقليل نسبة الإصابة، والى الحصول على حقنة «الهيبارين» تحت الجلد للنساء الأكثر عرضة للمرض، وارتداء ملابس مطاطية، مطالباً الحوامل بتحريك الساقين أثناء الطيران، وعدم السفر لمسافات طويلة خلال الشهر الأخير من الحمل.
شهادة طبية للحامل
قال مدير محطة شركة مصر للطيران في أبوظبي محمد سعيد، إن على المرأة الحامل، خصوصاً في الشهور الأخيرة، تقديم شهادة صحية قبل ركوبها الطائرة، محذراً من سفرها في الشهر التاسع. وأضاف أن شركات الطيران توفر الإسعافات الأولية المعالجة لحالات الصداع أو التقيؤ المفاجئ أو آلام المعدة، كما توفر احتياجات الركاب من الأكسجين، خصوصاً المصابين منهم بضيق التنفس، مؤكداً السماح للركاب باصطحاب أدويتهم الشخصية داخل حقيبة اليد. وأفاد سعيد بأن معاناة الراكب من أمراض مزمنة تعطي مدير المحطة الحق في منع صعوده على متن الطائرة إلا بعد تقديم شهادة من طبيبه المعالج تؤكد عدم تعرضه للمخاطر. وقال إن مكاتب الطيران تتعامل مع هذه الحالات باعتماد شهادة بيانات للراكب موثقة من طبيبه المعالج، وشركة الطيران، قبل إجراء عملية الحجز، مضيفاً أنه يحق لكابتن الطائرة رفض الراكب أو قبوله أو عرضه على طبيب الحجر الصحي في المطار قبل إقلاع الطائرة
أمراض مزمنة
أكد المدير التنفيذي لشركة الضمان الصحي مايكل بتزر، موافقة صرف «ضمان» جميع الوصفات الطبية لأصحاب الأمراض المزمنة بكمياتها ومسمياتها خلال السفر أو في الأيام العادية. وقال إنه يحق للمسافر العادي والمريض الحصول على دوائه كاملاً من دون نقصان، بداية بالنوعية المعالجة لحالات البرد وانتهاء بأدوية أمراض القلب
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news