ملاك بنايات يشكون تكلفة مشـروع الأســـقف الخضراء

شكا ملاك بنايات في دبي من إلزام بلدية دبي لهم، بزراعة أسطح مبانيهم، تنفيذاً للقوانين والتعاميم التي أصدرتها في هذا الشأن، معربين عن استيائهم من التكلفة الكبيرة التي سيتكبدونها من وراء القرار، إضافة إلى أضرار أخرى قد تنتج عن تنفيذ المشروع، في مقدمتها جلب الأسطح الخضراء للحشرات، ما يزعج السكان.

في المقابل أفاد رئيس قسم تراخيص البناء في بلدية دبي، المهندس يوسف المرزوقي، بأن البلدية طالبت أصحاب المباني بمراجعتها للحصول على أفكار اقتصادية وسهلة التطبيق للمشروع، مؤكدا «ضروة تطبيق المشروع على أسطح المباني الجديدة كافة».

وتفصيلاً، طالب المواطن سالم عبدالرحمن، بلدية دبي، بأن يكون تنفيذ القرار اختيارياً، كونه يتطلب مبالغ طائلة قد تشكل عبئاً على أصحاب المباني، مشيراً إلى تفهمه للنتائج الإيجابية التي ستنتج عن ذلك المشروع، إلا أن جعله إلزامياً يعد ظلماً للكثير من أصحاب البنايات، مناشداً البلدية التعامل بشيء من المرونة مع هذه القضية، ومراعاة ظروف أصحاب البنايات، كل حسب مقدرته.

وشكا صاحب إحدى البنايات ويدعى أحمد المرزوقي، من الظواهر السلبية التي قد تنتج عن تنفيذ مشروع أسطح المباني الخضراء، إذ من شأنه جلب أعداد كبيرة ومتنوعة من الحشرات إلى الأسقف، وتالياً تنتشر في المباني، مسببة إزعاجاً كبيراً للسكان، فضلاً عن التكلفة المالية التي سيتكبدها خلال رعاية تلك النباتات على المدى الطويل.

وأيده المواطن حمد سالم، مؤكداً أهمية أن تجعل البلدية القرار اختيارياً لأصحاب البنايات، بحيث يضعون من تلقاء أنفسهم نباتات في أماكن متفرقة من البناية، كما أن تنفيذ ذلك المشروع الذي تتفاوت تكلفته من مبنى إلى آخر، حسب حجم المبنى ومدى اتساع السقف، سيؤدي إلى إهدار كميات كبيرة من المياه يومياً على تلك النباتات، وتكلفة عمليات التنظيف المستمرة التي يجب أن تجرى على السقف من حين إلى آخر.

وتابع «تعتبر المساحة السُميكة من التربة التي سيتم وضعها على سقف المبنى حملاً زائداً عليه، خصوصاً مع تشربها كميات كبيرة من المياه، التي تتطلبها النباتات في ظل الحر الشديد الذي تتميز به طبيعة الدولة.

من جانبه أوضح رئيس قسم تراخيص البناء في بلدية دبي، المهندس يوسف المرزوقي وجود نوع من الفهم الخاطئ لدى كثير من الناس حول طبيعة الأسطح الخضراء، إذ لا يشترط تغطية السقف كاملاً بالنباتات، بل تبدأ بحد أدنى 30٪ من مساحة السقف، بهدف التسهيل والتيسير على أصحاب المباني.

ورداً على من يرون أن المشروع ذو تكلفة عالية، قال المرزوقي إن «بلدية دبي درست التكلفة الإجمالية للمشروع مع الاستشاريين المسؤولين عنه، وتم التوصل إلى أفكار وحلول اقتصادية وسهلة، لتنفيذه»، مطالباً أصحاب المباني بمراجعة البلدية لإمدادهم بتلك الأفكار.

وعزا الأرقام الخيالية لتكلفة المشروع التي يرددها بعض الناس إلى سياسة بعض شركات المقاولات، التي تضع تكلفة ضخمة للمشروع بهدف تحقيق أرباح من ورائه، موضحاً أنه وفق دراسة البلدية للمشروع تتراوح التكلفة الإجمالية له بين 20 و30 ألف درهم، في حين تبدأ التكلفة التي تحددها شركات المقاولات من 50 ألف درهم.

وأشار المرزوقي إلى وجود أنواع من النباتات لا تتطلب كمـيات كـبيرة من المياه لريها، يمكن الاعـتماد عليها في تنفيذ المشروع، إضافة إلى إمكانية استخدام أنواع من الصناديق الزراعية الصغيرة التي تتميز بخاصية العزل، والتي تتمكن من الاحتفاظ بكمية المياه لأطول فترة ممكنة دون أن تسمح بتسربها إلى الخارج.

ولفت إلى وجود أنواع مختلفة من النباتات التي لا تجذب أية نوع من الحشرات، ولا تسمح بوجودها، فضلاً عن أن وجود الحشرات يمكن أن يكون أمراً طبيعياً، يتم التغلب عليه بسهولة، دون أن يشكل عائقاً لدى ملاك البنايات، سواء باستخدام المبيدات الحشرية، أو بمتابعة تنظيف الأسطح من حين إلى آخر.

وأفاد المرزوقي بأن لمشروع الأسقف الخضراء فوائد بيئية وجمالية واقتصادية ، تتمثل الأولى في التقليل من درجة حرارة الجو، والتقليل من صرف مياه الأمطار، وتنقية الجو، وخفض الضوضاء، والمساعدة في الحماية من الحريق، وخلق بيئة للطيور.