«دبي سات 3» إماراتي 100٪

3 من أعضاء فريق دبي الفضائي في مشاورات فنية داخل غرفة التحكّم.                   تصوير: سيفارامان موهان

قال أعضاء فريق برنامج الفضاء المكوّن من 17 مهندساً وعالماً إماراتياً، وقفوا خلف أول مشروع فضائي للدولة، عبر إطلاق القمر الاصطناعي «دبي سات 1»، إنهم عاشوا أوقاتاً عصيبة سادها التوتّر خلال عملية الإطلاق، وأضافوا أن أصعبها على الإطلاق كان اللحظات التي سبقت إطلاق الصاروخ الذي يحمل القمر من قاعدة «بايكنور» في كازاخستان إلى الفضاء الخارجي، ومن بعدها انتظار انفصال القمر عن الصاروخ ودخوله إلى مداره في الفضاء، ثم لحظة أول اتصال مع المحطة الأرضية في دبي، وذلك بعد نحو أربع ساعات من انفصاله عن الصاروخ، كاشفين أن القمر الاصطناعي الثالث الذي سيلي القمر الثاني في 2012 ،سيكون إماراتياً 100٪.

لكن الفريق الذي التقته «الإمارات اليوم» اعتبر أن أجمل اللحظات هي تلك التي شهدت انفصال القمر عن الصاروخ، الذي أطلق مساء يوم 29 من يوليو الماضي، ووصفوا مشاعرهم بأنها «فرحة وثمرة ثلاث سنوات من الجهد والتدريب والدراسة». وخضع 12 مهندساً من إجمالي أعضاء الفريق البالغ عددهم 17 مهندساً من «مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة» للتدريب في كوريا الجنوبية في مجال صناعة الأقمار الاصطناعية منذ مايو 2006 لبناء القمر الاصطناعي «دبي سات 1» وهو أول قمر استشعار عن بُعد تملكه دولة الإمارات العربية المتحدة، وبه دخلت النادي الدولي للفضاء.

ووصف مدير مشروع برنامج الفضاء سالم المري، الأيام التي سبقت عملية الإطلاق بأنها أيام ترقّب، إذ «خرج كل شيء من أيدينا بعد أن انتهينا من جميع خطوات البناء، وبقي على الروس إطلاق الصاروخ، وكان 12 مهندساً من الفريق في كازاخستان، والآخرون في دبي بمركز المحطة الأرضية للاتصال مع القمر بعد انفصاله عن الصاروخ». وتابع «لم نتخوّف من الفشل إطلاقاً، فالأمر كان مدروساً تماماً، في الوقت الذي سيطرت فيه الرهبة علينا جميعاً كونها التجربة الأولى لنا».

وكشف المري أن «القمر (دبي سات 3) سيتم بناؤه في الإمارات بأيدٍ إماراتية 100٪، بعد إطلاق القمر (دبي سات 2) في العام 2012 ،الذي يتم بناؤه حالياً في كوريا الجنوبية وتبلغ نسبة المواطنين العاملين في بنائه نحو 50 ـ 70٪، ولم يتم حتى اليوم تحديد قاعدة إطلاقه». أما رئيس فريق البرمجيات عامر الصايغ، وهو خبير مدارات أقمار اصطناعية، فأشار إلى أنه «في الشهر الأخير قبل الإطلاق أي في يوليو الماضي، بدأ العد التنازلي لموعد الإطلاق، وإجراء الفحوص النهائية على القمر ومركبة الإطلاق (الصاروخ)»، واصفاً تلك المراحل بأنها «غاية في التوتر». وأوضح أن «دبي سات 1» يدور 14 مرة حول الأرض في اليوم، وعمره الافتراضي خمس سنوات، حيث سيمر فوق دبي نحو أربع مرات يومياً، وكل مرة تستغرق نحو 10 دقائق، يتم التجهيز قبلها بنحو ثلاث ساعات في المحطة الأرضية».

وفي السياق نفسه، وصف رئيس فريق أجهزة القمر عمران أنور، لحظة انفصال القمر عن الصاروخ بـ«العصيبة»، على اعتبار أن «القمر لم يكن ثابتاً في البداية عند دخوله إلى مداره، وكان يتحرك كثيراً، لذا وجب علينا السيطرة على أعصابنا لحين ثبوته وإجراء أول اتصال به قبل مرور 24 ساعة من انفصاله».

وذكر رئيس فريق مركز المحطة الأرضية عدنان الريس، أن «فرحة الفريق عند دخول القمر إلى مداره لم تتجاوز الدقائق العشر». متابعاً «عدنا بعدها إلى العمل والتركيز لإجراء أول اتصال، ولإرسال الأوامر إلى القمر وتحليل المعلومات». وأضاف الريس «ساد العمل الجدي فترة التحضير في المحطة الأرضية قبل إطلاق القمر، على اعتبار أنه من خلالها سيتم التحكّم في القمر».

تويتر