صيادون يهجرون المهنة لهروب السمك من «الحر»
شكا رئيس جمعية الصيادين في دبي عمر سيف، من نقص كميات الأسماك، بسبب الوضع الموسمي للسمك، الذي يؤدي إلى انحسار الأسماك في مسافة 25 ميلاً داخل البحر، نتيجة ارتفاع حرارة الماء التي تؤدي إلى نقص الأوكسجين، لذا فإن الأسماك تبتعد عن الشاطئ باتجاه المياه الباردة، ويقل السمك في المسافات القريبة من الشاطئ.
وأوضح أن تكاليف رحلة السمك لا توازي قيمة الأسماك التي يصطادها الصياد، مشيراً إلى أن تكلفة الرحلة تصل إلى 60 ألف درهم، وهذه التكاليف تجعل كثيراً من الصيادين يتوقفون عن الصيد خلال فصل الصيف، كونهم من أصحاب الدخول المحدودة ولا يستطيعون تغطية تكاليف الرحلة من الصيد.
بينما تصل تكلفة رحلة الصيد في القوارب المتوسطة إلى 7000 درهم، إضافة إلى 300 درهم للقارب الواحد من الثلج الذي يستخدمه الصياد.
وأضاف أن بعض الصيادين يهجرون الصيد في هذه الفترة، ويستغل آخرون هذه الفترة في عملية الصيد، ويدخلون في هذه المناطق، وهؤلاء يتمتعون بقدرة عالية على الصيد والمغامرة.
وأكد سيف أن الثروة السمكية في حالة تراجع، وهناك أنواع من الأسماك باتت مهددة بالانقراض مثل السبتي، وهو من فصيلة الهامور، و«الحلوايوه»، و«السمان».
وذكر أن الثروة السمكية تتناقص في فترة الصيف، وينتج عن النقص إما استقرار الأسعار، أو ارتفاعها، إذ إن المسألة ترجع إلى العرض والطلب.
ومن جانب أكد رئيس قسم تنمية الثروة السمكية في وزارة البيئة والمياه مصطفى الشاعر، عدم وجود تناقص في الثروة السمكية، مشيراً إلى أن «التناقص في كميات الأسماك محدود، ومرتبط بفترة معينة لا تزيد على أربعة أشهر، وهي فترة الصيف التي تبدأ مطلع يونيو حتى نهاية شهر سبتمبر، ويسمى هذا التوقيت عند الصيادين بفترة دخول برجي السرطان، والأسد، وهي مواسم تقل وتندر فيها الأسماك وذلك للتغييرات المناخية والفيزيائية للمياه».
وأضاف أن المياه الضحلة القريبة تشكل مناطق حارة طاردة للأسماك، فتلجأ إلى المناطق البعيدة الباردة، ما يؤدي إلى قلة المعروض من الأسماك في فترة الصيف وارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى عدم خروج عدد كبير من الصيادين للصيد خلال هذه الفترة.
وأفاد الشاعر بأن مركز أبحاث البيئة البحرية، يجري عملية استزراع كميات من اصبعيات أسماك الهامور، في معظم سواحل الدولة خصوصاً الساحل الشرقي، موضحاً أن عدد الإصبعيات التي تم استزراعها حتى بداية شهر أغسطسالجاري بلغ 120 ألف اصبعية هامور.
وأضاف أن المركز سيطرح اصبعيات من أسماك الهامور خلال الأشهر المقبلة، مشيراً إلى أن طرح اصبعيات الهامور يأتي ضمن الإجراءات التي تتخذها الوزارة للحفاظ على الثروة السمكية، واستدامتها، لافتاً إلى أن الوزارة طرحت هذه الأعداد من الاصبعيات في الخيران، والمحميات البحرية، ومناطق مختلفة من مياه الدولة، التي تعد موطناً ومأوى وحضانة لكثير من الأسماك التجارية من أجل زيادة مخزون الأسماك.
وحول المخزون السمكي، قال الشاعر «نعتقد أن هناك تأثيراً كبيراً في المخزون السمكي، حيث إن كميات صيد الأسماك،وفقاً لإحصاءات عام 2007 بلغت 96 ألف طن، بينما كميات الأسماك النافقة بسب المد الأحمر لم تتجاوز 1500 طن بما فيها أسماك التربية في الأقفاص.
وأشار إلى أن الاهتمام بقطاع الثروة السمكية، قضية مشتركة بين وزارة البيئة، والبلديات والأمانة العامة للبلديات، وجمعيات صيادي الأسماك وإدارة حرس السواحل، وهيئات البيئة، لافتاً إلى أن الوزارة تحرص على تطوير وتنمية قطاع الثروة السمكية، والتنسيق بين كل الأطراف، لوضع الأطر المختلفة لحماية وتنمية الثروة السمكية في الدولة، مضيفاً أن هناك خطة وطنية لإدارة ومراقبة ظاهرة المد الأحمر، والتنسيق الدائم بين الوزارة، والجهات المعنية. وأوضح الشاعر أن الوزارة أصدرت قرارات عدة خاصة بحماية البيئة البحرية، مثل تحديد الحد الأدنى المسموح بصيده من عدد أنواع الأسماك، وتحديد الحد الأدنى لفتحات الشباك والقراقير المصرح باستخدامها، إلى جانب حظر الصيد بالإنارة، وتحديد جهد وطاقة الصيد، وتحديد عدد القوارب المسموح للصياد باستخدامها في عملية الصيد، وكذلك المعدات التي يسمح باستخدامها، ونوع المعدات التي يصرح بها، بما يتناسب مع القدرة الاستيعابية للمخزون السمكي، استناداً إلى الدراسات العلمية التي تجريها الوزارة.
من جانبه، توقع مستشار الثروة السمكية في وزارة البيئة والمياه عبدالرزاق عبدالله، استقرار اسعار السمك في الأسواق خلال شهر رمضان، بسبب اعتماد الناس في غذائهم على لحوم الأغنام.