عزل منزلي للمصابين بأنفلونزا الخنازير
أوصى أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي بضرورة المراجعة المستمرة للإجراءات والتدابير التي يتم اتخاذها في دول المجلس لاحتواء انفلونزا «اتش1 ان1» إلى جانب اعتماد العزل المنزلي أساساً علمياً للوقاية المجتمعية من المرض.
نفي عدم توافر أسرّة في مستشفى أم القيوين أكد الدكتور علي بن شكر مدير عام وزارة الصحة ان الانباء التي بثها احد المواقع الالكترونية العربية غير صحيحة على الاطلاق وأن وزارة الصحة واللجنة الاشرافية العليا تعاملتا مع الاخبار المتعلقة بفيروس «اتش 1 ان 1 » بمنتهى الشفافية والوضوح. وقال في تصريح لوكالة انباء الامارات إن ما ذكر عن مستشفى أم القيوين كلام عار عن الصحة، ومجهول المصدر. |
وأشاد الأعضاء في ختام الاجتماع بالخطة الإعلامية التي تتخذها الإمارات بهدف التعريف والتوعية بالمرض وكيفية الوقاية منه، وأوصوا باتخاذها مرجعاً لدول المجلس.
وكان مدير عام وزارة الصحة رئيس اللجنة الصحية الفنية لمكافحة أنفلونزا «اتش1 ان1» الدكتور علي أحمد بن شكر، شارك في الاجتماع الاستثنائي الذي عقده المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجيين أول من أمس، في الكويت.
وأوضح بن شكر أن المكتب التنفيذي لوزراء الصحة الخليجيين راجع الإجراءات المتبعة لاحتواء «اتش1 ان1» في المنطقة وبحث التنسيق الكامل بين دول المجلس بشأن انتشار هذا الفيروس من حيث الوقاية والعلاج، ولفت إلى أن الاجتماع راجع وضع الوباء محلياً وإقليمياً، وعالمياً، وكذلك الإجراءات التي اتخذتها دول المجلس في هذا الشأن إلى جانب مراجعة توصيات الخبراء والمختصين والقرارات التي تم اتخاذها في اجتماعي الدوحة والرياض.
وأشار إلى أن الاجتماع تناول أيضا العلاجات المناسبة واللقاحات وطرق استخدامها، مؤكدا أن تزايد انتشار الوباء يتطلب إعادة النظر في التدابير والاحتياطات الاحترازية، حيث ناقش المجتمعون كيفية تحديث خطط المراقبة واستمرار التنسيق مع المنظمات والهيئات الدولية المختصة.
وقال بن شكر إنه تم عرض الخطط والتدابير التي تتخذها كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي حيث تمت الإشادة بخطة الدولة وبرنامجها التثقيفي، وتم اعتماد الخطة الخاصة بالإمارات مرجعية لدول المجلس.
وأكد أن الاجتماع أقر اعتماد العزل المنزلي أحد الأسس العلمية التي تتفق ومعايير منظمة الصحة العالمية، على أن يبدأ تنفيذه عملياً منذ الآن في كل دول المجلس إجراء احترازياً لمنع انتشار الفيروس في أوساط العائلات وأفراد المجتمع.
وتم كذلك اعتماد الفحوص التأكيدية، بحيث يتم إجراؤها على قوائم محددة من المرضى المترددين على المستشفيات والذين يلاحظ عليهم عوارض الفيروس، بحيث يتم إعطاء المصاب العلاج المناسب مباشرة استناداً إلى فحص الطبيب المعالج مع التوصية باعتماد العزل المنزلي لهم.
وذكر بن شكر أنه تمت تسمية كل من الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين وسلطنة عمان، لوضع صياغة موحدة للخطة التنفيذية الخاصة ببدء العام الدراسي، والتعامل مع المدارس وكوادرها من الطلاب والمعلمين والإداريين ، لافتاً إلى أن الدول الثلاث قدمت خططاً واضحة شهدت رضا المجتمعين.
واتفق المجتمعون على قيام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون بتسجيل موحد لجميع الحالات التي يتم رصدها في الدول الأعضاء لتوفير قاعدة بيانات مرجعية تضم كل دول المجلس حيث تم اعتماد النموذج المقدم من دولة الكويت لهذا الغرض.
وأوضح بن شكر أن الاجتماع أقر مواصلة تطبيق التوصيات الصادرة عن مؤتمر الدوحة وتوصيات ورشة العمل التي عقدت في جدة، بالإضافة إلى البنود الصادرة في القرار الذي أصدرته اللجنة الاستثنائية لشرق المتوسط المنعقدة في القاهرة بهذا الشأن.
وطالب المجتمعون بعدم التراخي في الإجراءات الوقائية والاحترازية مع تفعيل أكبر لإجراءات الترصد الوبائي التي تتخذ من قبل دول المجلس للتعامل مع هذا الفيروس باعتباره وباءً بكل جدية وفاعلية.
ولفت بن شكر إلى أن الأخبار المطمئنة حول انحسار الوباء في بعض دول جنوب الكرة الأرضية لا يعني التوقف عن اتخاذ التدابير الاحترازية في دول المنطقة نظراً لاختلاف عوامل الجو، ولكون فيروس «الأنفلونزا» يأتي في موجات أشدها في الشتاء. وأوصى الاجتماع بضرورة القيام بدراسات حول نمط ووبائيات انتشار فيروس «اتش1 ان1» لدى كل دولة من دول المجلس والعمل على تزويد المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بها.
وطلب المجتمعون تأكيد أهمية تزويد موقع المكتب التنفيذي بالإصدارات المتعلقة بأنشطة التوعية والتثقيف في مجال مكافحة «أنفلونزا الخنازير» وتفعيلها مع ضباط الاتصال المعينين لهذا الغرض في كل دول المجلس، وفي هذا الصدد أشاد أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجيين بالخطة الإعلامية الصحية المتكاملة التي تنتهجها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شملت الخطة العاملين في القطاع الصحي.
وطلب الأعضاء تزويد دول المجلس بملف كامل لهذه الخطة وخطوات الحملة الإعلامية للاستفادة منها بالشكل المناسب في دول المجلس إلى جانب دعم دور المكتب التنفيذي من حيث تقوية الترصد الوبائي ودعم بنك المعلومات في مجال الأوبئة والأمراض المعدية لاسيما حوائج الأنفلونزا ومنها أنفلونزا الخنازير.
ولفت بن شكر إلى أن الاجتماع أوصى باستمرار فحص «بي سي ار» للحالات التي يكون فيها المرضى قادمين من أماكن موبوءة ولديهم أعراض الأنفلونزا وحالتهم شديدة إلى متوسطة تتطلب البقاء في المستشفى وكذلك المرضى الذين يعانون من أعراض «اتش 1 ان 1» ضمن الفئات ذات الاختطار، موضحا أنها الحالات التي لديها أمراض تنفسية مزمنة مع تاريخ مرضي لوجود حمى لأكثر من ثلاثة أيام أو أية أعراض غير طبيعية.
وأضاف أن اختبار «بي سي ار» سيتم إجراؤه أيضا على كل الحالات التي لديها أمراض تنفسية أو التهاب رئوي وكذلك الاشخاص ذوي الخطورة العالية مثل الحوامل ومرضى القلب والأوعية الدموية والسكري وحالات تثبيط جهاز المناعة والذين يعانون من بدانة مرضية والذين لديهم أمراض دم وراثية والمصابين بأمراض الكلى المزمنة وأمراض الكبد المزمنة.
خطة خليجية للتعامل مع الفيروس في المدارس
وقال إن الخطة الإعلامية المتعلقة بالتوعية بهذا المرض سيتم تفعيلها في المدارس وستكون هناك إجراءات يتم اتخاذها في حالة ظهور المرض في المدارس بحيث يتم التعامل مع الطلبة ذوي المخاطر الصحية مثل مرضى القلب والربو والسكري بشكل أكثر احترازا، مشيرا إلى ضرورة تعاون الأسرة والقيام بمسؤوليتها المشتركة مع المدرسة بهذا الخصوص. وقال إن الحالات التي تتطلب إغلاق المدارس سيتم التعامل معها وفقا للأدلة التي تحددها منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض. وأوصى المكتب التنفيذي المدارس بضرورة اتخاذ إجراءات عدة لحماية طلبة المدارس من الإصابة، منها تشجيع ممارسة السلوك التنفسي الصحي مثل تغطية الفم عند الكحة أو العطس واستخدام المناديل والمياه والصابون والمنظفات لغسيل اليدين وكذلك التأكيد على بقاء الطلبة المصابين في المنازل لمدة 24 ساعة على الأقل بعد التأكد من زوال أعراض المرض. وذكر بن شكر أن خطة العمل المعدة لاستقبال العام الدراسي تمتد لثلاثة محاور تبدأ بالتثقيف الصحي للطلاب والعاملين بالمدارس وأولياء الأمور كافة، وكذلك تدريب العاملين بالمدارس والكوادر الطبية على كيفية التعامل مع الحالات المشتبه فيها والمؤكدة وكذلك تدريب أولياء الأمور على كيفية التعامل مع الحالات المصابة إن وجدت. وأشار إلى أنه يتم إعداد مدربين من وزارة التربية بالتنسيق مع وزارة الصحة لغرض تأهيلهم وتدريبهم على المبادئ الأساسية العلمية للمرض، خصوصا في مجال التوعية الصحية والوقاية ومنع انتشار المرض حيث تتم تهيئة وتدريب فريق عمل مصغر في كل مدرسة مؤلف من احد المعلمين والممرضة الصحية في المدرسة لنشر الوعي الصحي بين المعلمين وطلاب المدارس واتخاذ الإجراءات الوقائية الأولية، خصوصا التبليغ الفوري. وقال انه يتم تطوير الخطة الإعلامية في الإمارات باستمرار لتتناغم مع التطورات العامة للمرض والظروف العالمية، لافتا إلى أن المكتب التنفيذي أوصى كذلك بتفعيل الإجراءات الاحترازية والتوصيات والقرارات الصادرة سابقا بخصوص المنافذ البرية والبحرية والجوية والاستمرار في تحديث الخطط والبرامج الإعلامية والتوعوية الخاصة بالمعتمرين والحجاج وطلاب المدارس. |