«صحة دبي»:«H1N1» تعرّض إلى تضخيم إعلامي
قال اختصاصي طب المجتمع في هيئة الصحة في دبي الدكتور سيف أحمد درويش، إن هيئة الصحة في دبي تتابع آخر التطورات على المستوى المحلي والعالمي حول مرض أنفلونزا الخنازير بشكل مستمر، داعياً إلى الاطمئنان وعدم الهلع والخوف مما يروج حول المرض «الذي تعرض إلى تضخيم إعلامي جعله يبدو أخطر مما هو في الواقع بكثير».
وأضاف أن نسبة انتشار فيروس H1N1 مرتفعة فعلاً، لكن نسبة الوفاة به منخفضة، وتقل عن 0.5٪ وهي نسبة تقترب أو تقل عن نسبة الوفاة من مرض الأنفلونزا الموسمية.
ولفت إلى وجود عادات اجتماعية قد يكون من شأنها تسهيل عملية انتقال المرض مثل المخاشمة، والتقبيل، والأحضان، وتدخين الشيشة، حيث تقف وراء انتشار الفيروس إذا مورست بشكل غير صحيح بين شخص مصاب بالفيروس وآخرين أصحاء، إضافة إلى استخدام بعض الناس أياديهم أثناء عملية العطس، داعياً هؤلاء الناس إلى استخدام المناديل الورقية، وما إلى ذلك، لكنه حذر من وصول التحسب إلى مرحلة الهوس.
ودعا درويش الناس إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، من دون الهلع أو الخوف من انتشار المرض، مؤكداً أن الفيروس ليس بالخطورة التي يعتقد بها البعض، مشيراً إلى أن غالبية الحالات المصابة تماثلت للشفاء، في حين لم تسجل وزارة الصحة أو هيئة الصحة في دبي أو أبوظبي حالة وفاة واحدة في الدولة من الفيروس.
وفي ما يتعلق بآلية التعامل مع المصابين بالفيروس، قال درويش إنه بمجرد وصول المريض إلى المستشفى أو العيادة، ومعرفة أعراض الإصابة عليه وهو مازال في قسم الاستقبال، يوضع مفرداً في إحدى الغرف، للكشف عليه وإجراء الفحوص اللازمة إذا وجد أن لها داعياً، وعلى أساس ذلك يصرف للمريض العلاج اللازم.
وأضاف أن العدوى لا تنتقل عن طريق الهواء، كما هو شائع عند البعض، لكنه ينتقل فقط عن طريق سوائل الجهاز التنفسي، خصوصاً الرذاذ الخارج من الفم أثناء العطس أو السعال، في مساحة تتراوح ما بين متر ومترين فقط، لافتاً إلى أن استخدام المرضى مناديل ورقية أثناء العطس يجعل الوقاية منه شديدة السهولة.
وتابع «يعتبر أكثر الناس عرضة للإصابة بمضاعفات المرض هم كبار السن (فوق 65 سنة) والأطفال (دون سن الخامسة) والنساء الحوامل، والأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة كالفشل الكلوي، وأمراض القلب، والأمراض الرئوية، والمصابون بمرض ضعف المناعة سواء من قبل الأمراض السرطانية المختلفة، أو مرض ضعف المناعة المكتسب «الإيدز»، إضافة إلى المصابين بالسمنة المفرطة.
وأكد أن جميع الحالات السابق ذكرها توليها الدولة قدراً كبيراً من الاهتمام والرعاية، وتوضع تحت المراقبة المستمرة، مؤكداً أن إصابة الأشخاص لا تعني أنهم عرضة للوفاة، مضيفاً أن غالبية حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير يمكنها أن تتماثل للشفاء حتى من دون الحاجة لعقاقير طبية، في حين يقوم عقار التامفلو، بتقصير مدة العدوى بالمرض، وتقليل الأعراض بالإضافة إلى فوائده الكبيرة بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات المرض.
وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية ومركز الأمراض المعدية، فإن المصاب بالفيروس لا يستدعي أن يقيم في المستشفى، إلا إذا كان يقع ضمن الفئات السابق ذكرهم، في حين يعتبر من الآمن جداً توجه الفئات الأخرى إلى منازلهم، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التدابير والإجراءات الوقائية التي يتم تدريب المريض وعائلته عليها، ومنها أن يكون المريض معزولاً في حجرة جيدة التهوية، مع تقليل أعداد زائريه، وضرورة التنظيف الجيد والمستمر للغرفة، وتوجيه المريض إلى الاعتماد على استخدام المناديل الورقية وغسل اليدين بشكل مستمر، حتى وصوله إلى مرحلة التماثل للشفاء.
وفي ما يتعلق بوجود علاقة بين المرض والخنزير، نفى درويش وجود أية علاقة مباشرة بين الاثنين، حيث لا ينتقل عن طريق الاحتكاك بها أو أكل لحومها، بينما ينتقل فقط من البشر من بعضهم بعضاً، لأن الفيروس يعتبر فيروساً عادياً كغيره من فيروسات الأنفونزا، التي تتغير طبيعتها باستمـرار خلال فترة زمنيـة تترواح ما بين 25 و50 عاماً، بحيث لا يتعرف إليها الجهاز المناعي، ما يؤدي إلى حدوث اجتياح وبائي، وهذا ما حدث عام ،1918 حينما انتشرت الأنفلونزا الإسبانية، وفي عام 1957 حينما انتشرت الأنفلونزا الآسوية، وعام 1968 حيث انتشرت أفلونزا هونغ كونغ.
وذكر درويش أن هيئة الصحة في دبي متمثلة في لجنة متابعة أنفلونزا الخنازير، شكلت فرق عمل مختلفة استعداداً لموسم العودة من الإجازات وبداية العام الدراسي، من شأنها التوعية بالمرض في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة، على مستوى إمارة دبي بإرسال فريق طبي لشرح كل ما يتعلق بالمرض ووسائل الوقاية منه، والإجراءات المتبعة لدى الإمارات للحد من انتشاره، لتوعية العاملين والموجودين في تلك الدوائر بشكل كامل حوله.
وحول شائعات تناقلها كثيرون على الإنترنت تفيـد بأن الإمارات ستكون أول دولـة تجـرب لقـاح أنفلـونـزا الخنـازير، نفى درويش ذلـك، قائـلاً إنـه وفـق المعلـومات المصرح بهـا من الجهـات الرسميـة في الدولـة فإن الإمارات ستكون الخامسـة عالمياً من حيث استخدام العقار، مؤكداً أنه لن يتم السماح بتداول العقار عالمياً إلا بعد التأكد من فاعليته وسلامته، مشيراً إلى أن الدولة قطعت دابر الشائعات باتباع الشفافية التامة مع المجتمع حول المرض.
المصل بـ15 دولارا للفقراء
وقال المتحدث باسم الشركة في جنيف لـ«الإمارات اليوم» اريك التهوف، إن الشركة تخطط لإنتاج أكبر كمية ممكنة من المصل استناداً إلى النسخ المحورة من الفيروس التي حصلت عليها الشركة من المركز الأميركي لمنع الأمراض والوقاية منها.
وتوقع التهوف أن يتراوح سعر المصل في الأسواق بين 10 و15 دولاراً أميركياً.
وتابع أن «نوفارتس» لديها تعاقدات بين جديدة وقديمة مع 30 حكومة في مختلف أنحاء العالم لتزويدها بمكونات مصل فيروس أنفلونزا الخنازير.
وأضاف أن «نوفارتس» لا تكشف تفاصيل العقود التي توصلت إليها مع الحكومات ما لم تحصل على موافقة صريحة منها بذلك، مشيراً إلى أن «نوفارتس» تلقت على سبيل المثال طلباً من وزارة الصحة الأميركية بقيمة 289 مليون دولار في مايو 2009 لشراء مكونات المصل، وهو أكبر طلب تتقدم به وزارة الصحة الأميركية، وهناك اتفاق مماثل مع معهد الأمصال الهولندي التابع لوزارة الصحة الهولندية، ومفاوضات مع الحكومة السويسرية.
وأوضح التهوف أن القواعد الإرشادية حول الاحتياجات الصحية لكل منطقة من مناطق العالم، والتي تضعها منظمة الصحة العالمية ستكون العامل الحاسم في تحديد طريقة توزيع المصل، مشيراً إلى أن «نوفارتس» تعمل بتعاون كامل مع منظمة الصحة العالمية لضمان تقديم مصل الفيروس إلى المناطق والأقاليم الأكثر احتياجاً إليه، وفي الوقت نفسه احترام التزاماتها التعاقدية القائمة مع الأطراف الأخرى.
وأكد أن الشركة تخطط لإنتاج اكبر كم ممكن من المصل باستخدام تقنية التصنيع استناداً إلى البيض، إضافة إلى تقنية التصنيع استناداً إلى عينة الخلية، وهي طريقة أسرع في الإنتاج، إضافة إلى ذلك تقوم «نوفارتس» حالياً بتشييد موقع جديد لإنتاج المصل في «هولي سبرنغس» بولاية كارولينا الشمالية الأميركية.
ولفت التهوف إلى أن شركته تبحث نموذج تسعير متعدد الشرائح يسمح للدول النامية بالحصول على المصل بسعر مخفض، بشرط أن تملك هذه الدول بنية تحتية صحية فعالة وخططاً واضحة لتوزيع المصل لضمان وصوله إلى الفئات والشرائح الأكثر احتياجاً إليه.
وقال إن منح المصل إلى الدول النامية مجاناً لمرة واحدة حل غير دائم ولا يلبي الاحتياجات الصحية لهذه الدول، مشيراً إلى أن شركة نوفارتس تعمل مع منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية في مختلف أنحاء العالم من أجل استكشاف وسائل وحلول دائمة تسمح للدول النامية بالحصول على احتياجاتها من الأدوية والأمصال في حالات الطوارئ الصحية.
وأوضح التهوف أن تصنيع المصل عملية بيولوجية معقدة وتحتاج إلى قدرات خاصة، مشيراً إلى أن الدول النامية ستستفيد بصورة أكبر في ما لو حصلت على ضمانات لشراء المصل بأسعار مخفضة على مدار بضع سنوات، ما يسمح لها بتخطيط سياسات توزيع المصل بكفاءة وفاعلية وفقاً للاحتياجات الفعلية لسكانها.
ورداً على سؤال حول تحذيرات الأطباء من ظهور أعراض جانبية نتيجة استخدام المصل على الأطفال الصغار وكبار السن، قال إن الشركة بدأت سلسلة من الاختبارات الإكلينيكية منذ يوليو الماضي لتفادي ظهور أية أعراض جانبية لاستخدام المصل على شرائح السكان المختلفة من الأطفال وكبار السن، مشيراً إلى أن «نوفارتس» ملتزمة بتطوير أدوية وأمصال للاحتياجات الصحية غير المشبعة ولديها تراث كبير في إنتاج الأمصال وبصفة خاصة الأمصال الوبائية.