إجراءات لتقليل عدد المتسوّلين في رمضان

المتسوّلون يطوّرون كل عام من أساليبهم الاحتيالية لاستدرار عطف الناس خلال شهر رمضان. غيتي

قرّرت وزارة الداخلية الحدّ من إصدار تأشيرات الدخول إلى الدولة بحق ثماني جنسيات تنتمي إلى دول اعتاد بعض رعاياها القدوم إلى الإمارات في هذا الوقت من العام لممارسة أعمال التسوّل خلال شهر رمضان المبارك.

وقال مدير عام إدارة الجنسية والإقامة بالإنابة، اللواء ناصر العوضـي المنهالي، إن «القـرار الذي تم تعميمـه على جميع إدارات الجنسية والإقامة في الدولة، يأتي إجراءً احترازياً للحدّ من أعـداد المتسوّلين الذين يتوافـدون إلى الدولة خـلال هـذه الفترة مـن العام لممارسـة أعمـال التسوّل».

وأوضح أنه «بعد مراجعة حصيلة أعداد المتسوّلين المضبوطين من قِبل إدارات الشرطة خلال السنوات الماضية تقرّر الحدّ من منح تأشيرات الدخول لأفراد الدول التي ينتمي إليها المضبوطون خلال الفترة الحالية، في إطار جهود وزارة الداخلية للقضاء على ظاهرة التسوّل، والمحافظة على المظهر الحضاري للدولة، والأجواء الإيمانية التي يتميز بها الشهر الفضيل».

وأطلقت وزارة الداخلية حملة إعلامية للعام الثالث على التوالي لمحاربة ظاهرة التسوّل، من خلال بث برامج التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة، للتوعية بخطورة المتسوّلين، وعدم مساعدتهم على التسوّل، وإبلاغ الشرطة عن أماكن وجودهم.

وأكد مدير إدارة العلاقات والتوجيه المعنوي بالوكالة في وزارة الداخلية، العميد محمد صالح بداه، أن «التسوّل ظاهرة موسمية تظهر خلال هذه الفترة من كل عام، إذ يستغل المتسوّلون أجواء شهر رمضان في ممارسة أعمالهم بأساليب مختلفة ومبتكرة لاستدرار عطف أفراد الجمهور والمارة، بهدف الحصول على أموالهم من دون وجه حق»، لافتاً إلى أنه «من واقع عمليات ضبط المتسوّلين تبين أن هناك شبكات دولية تشرف على مجموعات المتسوّلين وتوجههم إلى الدول والأماكن التي تزيد فيها حصيلتهم من أموال المحسنين، وتؤمّن لهم التأشيرات والتذاكر مقابل نسبة من حصيلة التسوّل».

وكشف أن «حملات وزارة الداخلية أسفرت عن ضبط 4000 متسوّل خلال ثلاثة أشهر فقط، وينتمي أكثر من 90٪ من المضبوطين إلى جنسيات دول آسيوية».

وأشار بداه إلى أن «المتسوّلين يطوّرون كل عام من أساليبهم الاحتيالية لاستدرار عطف الناس خلال شهر رمضان، إذ يقطع بعضهم أجزاء من جسده، والآخر يدعي أنه مصاب بمرض عضال ويحمل شهادات طبية مزوّرة، والبعض منهم يدعي أنه ضل الطريق إلى دولتـه ولا يملك ثمن تذكـرة الطيران للعودة، أو ثمن تعبئة وقود سيارته».

وأضاف أن «من الطرق المبتكرة التي استخدمها بعض المتسوّلين، أخيراً، الذهاب إلى منازل المواطنين وطلب مبالغ مالية ضخمة بمزاعم مختلفة مرتدين ملابس أنيقة ويتحدثون بطريقة لبقة لدرء شبهة التسوّل عنهم، ويسردون قصصاً غير واقعية للتحايل على الأفراد»، مؤكداً أن «البعض يمارس أعمال التسوّل عن طريق التحايل ببيع منتجات مغشوشة، إذ تم ضبط متسوّلين يببيعون نشارة خشب بزعم أنها عود معطر إلى الأمهات وربات البيوت خلال فترة الصباح وأثناء غياب الرجال في أعمالهم».

ولفت إلى أن «المتسوّلين باتوا أكثر تنظيماً من ذي قبل، إذ يوزعون أنفسهم على المناطق الجغرافية المختلفة التي تكثر فيها المساجد وأماكن التسوّق، ويلتزم كل واحد منهم بمكان التسوّل الخاص به، بل إن بعضهم يبيع ويشتري أماكن التسوّل بأسعار مختلفة».

وتشير وقائع الضبطيات إلى أن المتسوّلين ينقسمون إلى عدد من الفئات، منها السائح الذي يأتي بتأشيرة سياحة، والمحترف الذي له باع طويل في أعمال التسوّل، والمنحرف الذي لا يكتفي بالتسوّل، وإنما يزيد عليه ارتكاب جرائم السرقة وغيرها.

تويتر