برنامج يكسر عزلة البدناء
أفاد مسؤولون في مستشفى راشد بدبي بأن المستشفى يطبّق «برنامجاً لعلاج ذوي الأوزان الضخمة، ومن يعانون السمنة المفرطة»، مشيرين إلى أن «المشروع يستفيد منه أشخاص يزن بعضهم نحو 400 كيلوغرام، إذ يخرجهم من عزلتهم».
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن «الهدف من الخدمة الجديدة هو إخراج مفرطي البدانة من منازلهم، وتخليصهم من عشرات الكيلوغرامات، وإعادتهم إلى المجتمع أشخاصاً منتجين»، لافتين إلى أن «عدداً كبيراً ممن يعانون ضخامة الوزن يصابون بالاكتئاب ويحبسون أنفسهم في منازلهم، هرباً من نظرات السخرية».
وأوضحوا أن «المستشفى يجري جراحات تحويل معدة، وأخرى تجميلية، ويطبّق أنظمة غذائية متكاملة تخفّض عشرات الكيلوغرامات في كل حالة».
وتفصيلاً، قال رئيس قسم الجراحة في مستشفى راشد، الدكتور فيصل البدري، إن «هيئة الصحة في دبي أطلقت برنامجاً لعلاج مرضى السمنة المفرطة».
وأشار إلى أن «هناك حالات لمواطنين ومقيمين أصيبوا بالسمنة الزائدة، وبدلاً من أن يعملوا على علاجها، توقفوا عن العمل أو الدراسة، وحبسوا أنفسهم في منازلهم»، مضيفاً أن «هؤلاء مهدّدون بالإصابة بأمراض مزمنة، وغالباً ما يصابون باكتئاب يزيد وضعهم سوءاً». ولفت إلى أن «المستشفى يدعو هؤلاء للخروج من عزلتهم، والاستفادة من البرنامج لخفض أوزانهم، وإعادتهم إلى الصورة الطبيعية».
وذكر البدري أن «المستشفى عالج ما يزيد على 18 حالة زادت أوزان بعضها على 200 كيلوغرام، ووصلت في إحدى الحالات إلى 400 كيلوغرام».
وأوضح أن «فريقاً من الأطباء يتولى استقبال المصابين بفرط السمنة، وعلاجهم على مراحل»، مؤكداً أن «كل مريض يستقبله في البداية القسم الباطني لفحص حالته، ثم يتولى قسم التغذية وضع نظام غذائي له، ثم تُجرى له جراحة لتحويل الأمعاء، تتبعها جراحات تجميلية لإزالة الترهلات».
وأضاف أن البرنامج «يشمل أيضاً إدخال المريض في برنامج تأهيل رياضي».
ولفت إلى أن «البرنامج وفّر علاجاً كبيراً لحالات طافت دولاً عدة بحثاً عن علاج ولم تجده، لكن جراحة تحويل الأمعاء التي أدخلها مستشفى راشد مكّنتهم من التخلص من عشرات الكيلوغرامات».
وأفاد البدري بأن «جراحة ربط المعدة الشائعة في مستشفيات عدة تخفّض ما بين 15 و20 كيلوغراماً، لكن تحويل الأمعاء يخفّض عشرات الكيلوغرامات».
من جانبه، قال استشاري جراحة التجميل في المستشفى، الدكتور مروان الزرعوني، إن «بعض الحالات التي استفادت من البرنامج فقدت ما يزيد على 100 كيلوغرام، ومعظم الحالات تحتاج لجراحات تجميل تزيل الترهلات والدهون المتراكمة في الجسم»، مشيراً إلى أن «التجميل يضمن حماية الجسم من الأثار السلبية للدهون، وإعادة الجسم إلى صورته الطبيعية».
وأضاف أن «إزالة الترهلات تحمي الجسم أيضاً من أية أحمال زائدة على العمود الفقري والمفاصل».
ولفت المزروعي إلى أن «كلفة العلاج من السمنة الزائدة تعد رمزية وتقل كثيراً عن نفقات الجراحات التي تُجرى في القطاع الطبي الخاص».
وقال مدير المستشفى، شوقـي خـوري، إن «إدارة المستشفى عملت على توفـير الاحتياجات اللازمـة لإنجـاح هـذا البرنامـج»، مشيراً إلى أنها «وفـّرت طاولات خاصـة في غـرف العمليات تتحـمل الأوزان الضخمـة، إضافـة إلى المُعدات التـي تتيح لفريـق الأطباء إجـراء جـراحات خفض الوزن للمرضـى في أفضـل صـورة وبأعـلى كفاءة».
وأوضح خوري أن «هـدف المستشفى هـو تخليص هـذه الفئـة من أوزانها الزائـدة، وحمايتها مـن الأمـراض المزمنـة، حـتى تعـود إلى المجتمـع وتصبـح عناصـر فاعلة ومنتجـة».