مورّدون ينتقدون قائمة المقاصف المدرسية
انتقد مصنعو وموردو مواد غذائية، القوائم الغذائية المكافحة للسمنة المقررة على المقاصف المدرسية في أبوظبي، اعتباراً من بداية العام الدراسي الجديد، مشيرين إلى أن ما تحتويه من معجنات وعصائر وأغذية تسلية، يفتقد إلى الحساب الدقيق لمكوناتها، لافتين إلى أن حسابات السعرات الحرارية ونسب الدهون داخل المنتج الغذائي تحتاج إلى فحوص مختبرية دقيقة.
وأكد مصنعون أن غالبية المنتجات الغذائية المتداولة بين الموردين مستوردة، وتفتقد إلى اشتراطات «الهاساب»، ما يقلل من جودتها وكفاءة نوعيتها وحجم الاستفادة منها، بينما يؤكد جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، أنها قائمة غذائية صحية تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطلبة وتحميهم من السمنة.
ويشار إلى أن لجنة مشكلة من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وهيئة الصحة ومجلس أبوظبي للتعليم، أقرت أخيراً قائمة مواد غذائية سيتم تداولها في المقاصف المدرسية، اعتباراً من بداية العام الجديد، وتعتمد القائمة على السلع الغذائية الصحية والطبيعية ذات السعرات الحرارية الأقل، لمحاربة السمنة بين طلبة المدارس، وتحظر القوائم المعجنات والعصائر وأغذية التسلية أو مثيلاتها المحتوية على مكسبات طعم بنسب مبالغ فيها.
وتفصيلاً، قال أحد مصنعى المنتوجات الغذائية محمد الزرعوني إن غالبية موردي الأغذية للمدارس يتعاملون مع قائمة منتجات مستوردة، ومحلية الصنع، مثل المخبوزات لا تطبق نظام «الهاساب» في عملية الانتاج، ما يحدث خللاً في نسب تكوين المنتج الغذائي تؤثر في جودته.
وطالب الزرعوني بتطبيق شروط «الهاساب» على جميع مواقع تصنيع المواد الغذائية من مطاعم ومخابز، وعدم بيع منتج غذائي داخل المقاصف المدرسية أو خارجها لا يحمل علامة «الهاساب»، حرصاً على صحة الطلبة، مشيرين إلى أن أغلب طلبة المدارس يحصلون على احتياجاتهم من «كافتريات وبقالات» ملاصقة للمدارس تقدم مواد غذائية غير صحية مسببة للسمنة.
وأفاد بأن معظم أنواع المواد الغذائية المدرجة ضمن قوائم المقاصف المدرسية عبارة عن معجنات، تفتقد إلى الحساب الدقيق لمكوناتها، وغير ملتزمة بتطبيق شروط «الهاساب»، موضحاً أن الكرواسون والفطائر بجميع انواعها والشيكولاتة والـ«شيبسي» وما شابهها، تشكل 90٪ من المواد الغذائية الموردة للمقاصف المدرسية، لافتاً إلى أن محاربة السمنة لدى طلبة المدارس تأتي بتقديم مواد غذائية منخفضة السعرات الحرارية، محذراً في الوقت نفسه، من خطر تناول الكرواسون والفطائر لاحتوائهما على نسب عالية من الزبدة الحيوانية «المارجرين» أو الزيوت النباتية المهدرجة، «كبديل» مسبب للسمنة بالدرجة الأولى.
وأكد صاحب مصنع مواد غذائية، فضل عدم ذكر اسمه أن جميع المواد الغذائية المدرجة ضمن قوائم المقاصف المدرسية تفتقد إلى الحساب الدقيق لمكوناتها، مطالباً بضرورة إخضاع جميع المواد للفحص المختبري قبل اعتمادها في القائمة لضمان محاربة السمنة بصورة صحيحة، وطالب عدم استيراد مواد غذائية من دول الجوار التي لا تطبق نظام «الهاساب»، معتبراً ان التساهل في الاستيراد يضر بالمنتج المحلي، ملمحاً إلى ان مخابز امارة ابوظبي لا تطبق «الهاساب»، معتبرا ان هذا التهاون يؤثر في طبيعة ونوعية المنتج.
ومن جانبة، قال مورد المواد الغذائية مصطفى إبراهيم إن جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، منع المعجنات واختار المواد ذات السعرات الحرارية الأقل، وتم إخطارنا بالقوائم منذ شهر تقريباً، وأضاف لا يمكن توريد نوعيات مخالفة، لأن التقيد بالقائمة شرط استمرار التوريد. وانتقد إبراهيم نوعية المواد الغذائية المدرجة في القوائم وأعدادها، مؤكداً تضرر الموردين من إلغاء أنواع تحقق مكاسب مرضية للمصنّع والمورد، متسائلاً كيف يمكن لجهاز أبوظبي للرقابة تحديد مدى خطورة مادة غذائية على صحة الأطفال، وهي غير خاضعة للفحص المختبري أو معلوم نسب تكوينها؟ ومن جانبه قال مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية محمد جلال الريايسة لـ«الإمارات اليوم»، إن 542 مقصفاً مدرسياً في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، ستخضع لآلية رقابية، للتأكد من الالتزام بتطبيق القائمة الجديدة للأغذية، وفق الاشتراطات الصحية، موضحاً أن اللجنة حرصت على توفير انواع أغذية تلبي احتياجات ورغبات طلبة المدارس، وتوفر الغذاء الآمن الذي لا يسبب السمنة المفرطة او يرفع معدلات السعرات الحرارية في الجسم.
وأضاف أن جهاز أبوظبي جهة رقابية مسؤولة عما يباع داخل المقاصف المدرسية، ومن مهامه أيضاً مراقبة ما يباع داخل البقالات والمطاعم القريبة من المدارس أو البعيدة عنها، مشيراً إلى أن السيطرة على طلبة المدارس وتحجيم شراء احتياجاتهم من «كافتريات وبقالات» مجاورة أثناء الدوام الدراسي تقع مسؤوليتها على عاتق إدارات المدارس. وينصح الريايسة أولياء الأمور بتنمية الوعي الأسري وتوفير البديل الصحي المنزلي من مواد غذائية، وتعليم الابناء كيفية تناول أغذية صحية من المقاصف المدرسية أو غيرها، والتركيز على اختيار المواد ذات السعرات الحرارية الاقل. وتابع أن الكرواسون والمعجنات ممنوعة من قائمة المقاصف المدرسية في امارة ابوظبي، مؤكداً توافر الاشتراطات الغذائية كافة في القائمة الغذائية، ومراعاة تقليل السعرات الحرارية ونسب الدهون في السلع المقدمة للطلبة، موضحاً أن جميع المؤسسات الغذائية والمصانع على مستوى إمارة أبوظبي، تطبق النظام العالمي للمنتجات الغذائية «الهاساب».
وحول استيراد مواد غذائية لا تطبق نظام «الهاساب» أكد الريايسة أنه لا يمكن لأي مورد استيراد منتج غذائي، إلا بعد عرضه على الجهاز وإجراء الفحوصات المختبرية اللازمة لإجازته، لافتاً إلى ان المنتج الغذائي غير الخاضع لشروط «الهاساب» يخضع لمزيد من الفحوصات المختبرية للتأكد من جودته وسلامته، كما تخضع مرة ثانية الى فحص مختبري وتفتيش اثناء وجودها في المنافذ الحدودية، كما تخضع لرقابة دورية اثناء تداولها في الأسواق. ورحب الريايسة بتقديم الموردين منتوجات غذائية قليلة السعرات الحرارية لاعتمادها، وقال: كل مورد يعلم جيداً الاشتراطات الواجب الالتزام بها لاعتماد المادة الغذائية، لافتاً إلى أن المصنعين يقدمون منتجاتهم من خلال الموردين لاعتماد تداولها ضمن قوائم المقاصف المدرسية، مؤكداً ترحيب الجهاز بالمنتجات الصحيـة غير المسـببة للسـمنة.
الهاساب
يعرف «الهاساب» بأنه نظام عالمي لتحليل مخاطر نقاط المراقبة الحرجة، أثناء تصنيع المنتج الغذائي، وهذا النظام ركيزة أساسية لاعتماد أنظمة الجودة، ويعمل على تطوير المنتج ورفع جودته، ويبدأ تطبيق نظام «الهاساب» في تجهيز كيان بيئي سليم، واعتماد شروط عالية للنظافة، وأخرى صحية للعاملين والمباني والمرافق الملحقة بالمصنع، والمعدات، إلى جانب ضوابط وشروط تجهيز الأغذية.