موزة تموت بمرض غامض
في أقل من 12 ساعة تبدّل حال موزة من الحياة إلى الموت، من فتاة تلهو بين عائلتها بكل حيويـة ونشاط إلى جثـة هامـدة حملها أهلها إلى المقبرة.
موزة (11 عاماً) كانت بكامل صحتها، تلعب مع أطفال العائلة، وبعد ساعات قليلة ارتفعت درجة حرارتها وأصيبت بالتقيؤ، فسارع بها والداها إلى مستشفى الوصل، باعتباره المستشفى الأهم المتخصص في علاج أمراض الأطفال في دبي.
لكن، وفق قول والدة موزة، رفضت الطبيبة الموجودة حينئذ الاستجابة لنداءات الأم لفحص الطفلة والتدخل لوقف تدهور حالتها، حتى توفيت متأثرة بآلام شديدة، وحتى الآن «فإن المرض الذي أدى إلى وفاتها غير معروف».
الأم قالت لـ«الإمارات اليوم»: «إن ابنتها لم تكن تشكو من أي مرض، وفجأة أصيبت بارتفاع درجة حرارة وقيء شديدين، فنقلتها فوراً إلى قسم الطوارئ في مستشفى الوصل، وهناك استقبلوها وقدموا لها الإسعافات العاجلة، وقرروا حجزها ليوم واحد لتعويض جسمها بسوائل غذائية بدلاً من التي فقدتها».
وأضافت: «دخلت ابنتي في قسم (4) وفحصها ثلاثة أطباء، وأكدوا أن حالتها مستقرة، وتقاريرها تؤكد أنها لا تعاني من أية أعراض خطرة». وبعد ساعات قليلة من حقن موزة «بسائل مغذٍ بدأت حالتها تتحسّن، وتحدثت إلى والدتها وبدأت تبتسم لشعورها بأنها ستعود إلى المنزل بعد وقت قليل».
وتكمل الأم «استبدل الفريق الطبي المادة المغذية بمادة أخرى، وما هي إلا لحظات حتى ارتعد جسد ابنتي، ولاحظت الممرضـة انخفاض ضغط الدم»، وعندما تم استدعاء الطبيبـة قالت: إن «حالتها مستقرة، والأعراض التي تتعرض لها طبيعية، والطفلة (تدلع)».
لكن بعد دقائق ازدادت الحالة سوءاً، وفق الأم، وصرخت الطفلة «الحقوني، أنا لا استطيع رؤيتكم، ولا أشعر بقدمي».
فهرعت والدتها لاستدعاء الطبيبة، لكنها «لم تهتم، ولم تأتِ لرؤية الطفلة، واكتفت بالجلوس على مكتبها»، وفق الأم.
وتابعت: «لم تتحرك الطبيبة إلا بعد أن هددتها بأنني سأبلغ إدارة المستشفى بهذا الإهمال، فانتقلت إلى غرفة الطفلة، وكانت حالتها سيئة جداً، وعيناها جاحظتين»، لكنها «بدلاً من أن تسارع باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذها، ووقف تدهور حالتها، اكتفت الطبيبة بالقول إن حالتها عادية».
وتضيف أم موزة «الطبيبة قالت إنها تتابع حالات أخرى، وغادرت الغرفة، وبعد دقائق فارقت ابنتي الحياة».
الأم، التي أصيبت بصدمة عصبية بعد وفاة ابنتها أدخلتها المستشفى، قالت: «كانت ابنتي تموت أمام عيني الطبيبة التي لم تؤدِ واجبها، وأبسط قواعد المهنة أن تفحصها وتأتي بكل الأجهزة المساعدة لتنقذ حياتها، وهو ما لم يحدث».
وتكمل والدة موزة «لقد رجوت الطبيبة، وقبّلت كتفها، أرجوها أن تبقى إلى جوار ابنتي في لحظاتها الأخيرة، وتفعل شيئاً لإنقاذها، لكنها غادرت الغرفة من دون مبالاة».
الأم، التي ظلت تردّد عبارة «حسبي الله ونعم الوكيل»، قالت: «إنها لن تهدأ حتى تعرف سبب الوفاة، ويتم التحقيق في الواقعة ومعرفة المسؤول عن وفاة الطفلة، ليأخذ جزاءه، ولايتكرّر هذا السيناريو الأسود مع مرضى آخرين».
من جانبه، قال مدير المستشفى، الدكتور عبدالله الخياط، لـ«الإمارات اليوم»: «إن إدارة المستشفى اهتمت بشكوى الأم، وحـققت في الواقعـة وثـبت أن الإجـراءات الطبيـة مـع الطفلة كانت سليمـة».
وأضاف: «لم يتم حتى الآن البت في شكوى الأم ضد الطبيبة» مشيراً إلى أن «لجنة موسعة في المستشفى تجري تحقيقاً شاملاً، وسنعلن النتائج التي توصلت إليها هذا الأسبوع».
وأكد الخياط أن «أي طبيب سيُدان في الواقعـة سينال عقابـه»، لافـتاً إلى أن «أهـل الطفلة المتـوفاة إذا لم يقتنعـوا بالتحقيـق الـذي يجريـه المستشفى، سنشكل لجنة محايدة لتتولى التحقيق في وفاة الطفلة».