مترو دبي يشــهد إقـبالاً كثيفاً فـــــــي يومه الأول

مع الساعات الأولى من صباح أمس، فوجئ العاملون في محطة «مول الإمارات» في مترو دبي، بعدد كبير يقدر بالمئات من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة، يقفون على نوافذ التذاكر ينتظرون الحصول على بطاقات الصعود للمترو في ساعات انطلاقه الأولى.


شرطي في المحطة قال لـ«الإمارات اليوم»: «لم نكن نتوقع هذا الطوفان من الركاب، الكل يتسابق لصعود القطار»، مضيفاً «كنا نظن أن هذا الإقبال الكبير والمثير للدهشة سينتهي بعد وقت قصير، لكن منافذ التذاكر لم تهدأ دقيقة واحدة طوال اليوم».

وفي جولتها بين محطتي الراشدية ومول الإمارات، عاشت «الإمارات اليوم» الساعات الأولى من انطلاق المترو، ورصدت مشاهد مئات المواطنين الذين حضروا في كل عربات القطارات، الكل يعلق على المشروع «نحن سعداء جداً».

وخلال الرحلة رصدت عدسة «الإمارات اليوم» أصغر راكبة وعمرها ثمانية أسابيع كانت بصحبة والدتها البريطانية التي حرصت على الاستمتاع بالرحلة الاولى للمترو، والى جوارها كان راكب صيني عمره تجاوز الثمانين عاماً.

عضو برلمان هندي
كشفت جولة «الإمارات اليوم» في مترو دبي أمس، وجود عضو البرلمان الهندي وسكرتير رابطة مسلمي الهند محمد بشير، بين ركاب الدرجة الذهبية، وبصحبته مجموعة من مواطنيه. بشير قال إنه «حرص خلال زيارته القصيرة لدبي أن يكون من أوائل ركاب مترو دبي في أول أيام انطلاقه».

واضاف «لقد سعدت بما شاهدت من تحضر شديد، وامكانات كبرى يتمتع بها هذا المشروع العملاق». وأشار بشير إلى أنه «طاف عدداً كبير من دول أوروبا وآسيا، ولم ير قطارات ومحطات مترو بمثل هذا التطور».

ومن بين الركاب سياح «حرصوا على استقلال المترو في رحلاته الاولى، لينقلوا ما شاهدوه من تطور في هذا المشروع الكبير إلى بلدانهم».

ومن المشاهد المتكررة أسر اماراتية اصطحبت اطفالها وتجولت بين المحطات، وتنقلت بالقطارات، ليتذكروا «هذا اليوم التاريخي لإمارة دبي».

طوال رحلات الذهاب والعودة على الخط الاحمر للمترو، قضى غالبية الركاب الرحلة وقوفاً للتمتع برؤية معالم دبي، بداية من مطار دبي الدولي، مروراً بمنطقة الجافلية وشارع الشيخ زايد ثم مول الامارات.

وكان المشهد اللافت حرص معظم الركاب على حمل كاميرات رقمية لتسجيل الرحلات الاولى لانطلاق المترو، وحرص بعضهم على التقاط الصور امام معالم المحطات.

إقبال

بدأت رحلة «الامارات اليوم» من محطة الراشدية، وبمجرد الوصول إلى مبنى مواقف السيارات، كان مكتظاً بمئات السيارات عبر طوابقه، وظل كثيرون يبحثون عن مواقف لبعض الوقت.

وعلى درجات السلالم المؤدية إلى المحطة، تجمع مواطنون وبصحبتهم زوجاتهم واطفالهم يتفقدون معالم المحطة، ويلتقطون صورا تذكارية على هواتفهم النقالة.

وعلى مقربة منهم تراصت صفوف الركاب امام مكتب الاستعلامات ومنافذ الحصول على التذاكر، وهم في انتظار الحصول على بطاقات الدخول.

وبعد المرور من البوابات الذكية عبر بطاقة نول، توجه كثيرون، اطفالاً وكباراً الى جوار «مجسم المترو» الذي اعلن من خلاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اطلاق المشروع، والتقطوا الصور التذكارية إلى جواره.

خفض زمن التقاطر
ثمّن عدد كبير من الركاب وجود كتيبات توضح لهم المناطق التي تخدمها محطات المترو، واعتبروا أن «هذه الكتيبات يسرت لهم الوصول للمناطق الرئيسة في المدينة، خصوصاً في المناطق التي تخدمها محطات تحت الأرض».

وأشاروا إلى أن وجود مضيفات يتولين إرشاد وتنبيه الركاب للمحطات التي يرغبون النزول فيها.

لكن بعض الركاب «طلبوا وجود شاشات في المحطات توضح موعد وصول كل قطار»، كما اقترحوا «تقليل زمن وقوف القطار في كل محطة، حتى يقل زمن الرحلة».



وبسهولة اتجه الركاب الى رصيف المحطة في الطابق العلوي، ومنه استقلوا القطار في درجاته الثلاث، الذهبية والفضية، ودرجة النساء والاطفال.

ومع تحرك المترو اتجه معظم الركاب للدرجة الذهبية ليشاهدوا الرحلة من مقدمة القطار، ورفعوا كاميراتهم وهواتفهم الجوالة ليصوروا معالم دبي من اعلى، وسجلوا بعدساتهم انهم من ركاب اليوم الاول لانطلاق المشروع.

وكلما اقترب القطار من محطة، ينطلق صوت مذياع داخلي يعلن اسم المحطة، ويتوقف القطار لدقائق في كل محطة، ثم يحذر المذياع الركاب في رسالة مسجلة، بأن أبواب القطار سوف تغلق.

أصغر راكبة
في مقدمة القطار كانت تجلس شارلن وهي موظفة في مركز دبي التجاري العالمي، وبصبحتها رضيعتها كارلي التي انجبتها قبل ثمانية اسابيع.

شارلن قالت لـ«الامارات اليوم»: «لقد حرصت ان اكون من اوائل ركاب هذا المشروع الكبير، واصطحبت ابنتي معي، حتى تكون اصغر راكبة تستقل المترو في يومه الاول».

واضافت «اسكن بالقرب من جبل علي، ومقر عملي في شارع الشيخ زايد، لهذا فإن افتتاح المترو سوف يسهل رحلتي الذهاب والإياب إلى عملي يومياً».



وتكمل «منذ صغري وأنا استقل قطارات مترو الانفاق في لندن، والحقيقة اني وجدت تطوراً كبيراً في مترو دبي، يفوق المشروعات المشابهة في اوروبا».

وبالمصادفة، كان الى جوار الرضيعة الصغيرة مسن آسيوي، تعدى عمره 80 عاماً، قال «وجود المترو امر حضاري، ويساعدني ان اتنقل بسهولة بين احياء دبي، دون الحاجة الى قيادة سيارة او انتظار سيارات تاكسي لوقت طويل».



ملابس العيد
وفي عربة السيدات والاطفال، اصطحبت المواطنة «أم يوسف» اطفالها الثلاث والخادمة في رحلة بين «ديرة سيتي سنتر»و«مول الامارات»، وحول رحلاتها قالت «اصطحبت ابنائي اليوم لأشتري لهم ملابس العيد، وقررت ان تكون جولتنا عبر المترو، لنكون من أول ركابه».

واضافت «اولادي فرحون جداً بأنهم استقلوا المترو، واحتفظوا ببطاقات نول في ايديهم، وسوف يعودوا الى ابناء الاسرة ليرووا تجربتهم في القطار». وتكمل «هذه وسيلة مواصلات حضارية، ويكفي انها وفرت لي الانتقال واطفالي بين اثنين من اهم المراكز التجارية في وقت قصير، وما لم اجده هنا، اجده في مركز تجاري اخر».

مواطنات
ومن المشاهد اللافتة، وجود مجموعة من الموظفات المواطنات تركن سياراتهن في موقف مول الامارات، واستقللن المترو في رحلة تشمل ديرة سيتي سنتر، ومحطة خالد ابن الوليد، اسفل مركز برجمان التجاري. تقول المواطنة ليلى البادي، وهي موظفة في المجلس التنفيذي «قررت انا وصديقاتي ان نترك سياراتنا في المواقف، وننطلق سوياً في رحلة بقطار المترو بين المراكز التجارية الكبرى في دبي»، مضيفة «انها حقا رحلة ممتعة، ويكفي اننا سوف نصل الى اهم المراكز التجارية في دبي في وقت قياسي»، والاجمل «اننا لن نذهب في أربعة سيارات، وطول الرحلة نتبادل الاحاديث وجهاً لوجه، بدلاً من استخدام الهواتف النقالة». وترى صديقتها فاطمة ان «المترو رحمها من متاعب القيادة، ووفر لها الوصول إلى وجهات عدة في وقت قصير، وهو كان بالنسبة لها ولكثيرين حلم كبيراً».



الدرجة الذهبية
وفي مقاعد الدرجة الذهبية كان المواطنان بدر الانصاري وعلي محمود رضا، يلتقطان بهواتفهم صورا لمعالم دبي من نوافذ المترو، واعتبرا ان «افتتاح هذا المشروع سيساهم في زيادة الترابط الاجتماعي، فهما من سكان الشارقة واقاربهم يقطنون في الجميرا، والافضل لهما ان يوقفا سياراتيهما في الراشدية،

وينتقلان إلى جميرا في أي وقت». واضاف الانصاري، «قديماً كنت اتردد كثيرا في النزول بالسيارة والانتقال لشارع الشيخ زايد، خشية ان يكون الطريق متكدسا بالسيارات، لكن الآن الوضع مختلف، ويمكن ان اصل الى أي منطقة في شارع الشيخ زايد في أي وقت».

خفض زمن التقاطر
ثمّن عدد كبير من الركاب وجود كتيبات توضح لهم المناطق التي تخدمها محطات المترو، واعتبروا أن «هذه الكتيبات يسرت لهم الوصول للمناطق الرئيسة في المدينة، خصوصاً في المناطق التي تخدمها محطات تحت الأرض».

وأشاروا إلى أن وجود مضيفات يتولين إرشاد وتنبيه الركاب للمحطات التي يرغبون النزول فيها.

لكن بعض الركاب «طلبوا وجود شاشات في المحطات توضح موعد وصول كل قطار»، كما اقترحوا «تقليل زمن وقوف القطار في كل محطة، حتى يقل زمن الرحلة».



مضيفات
ومن المشاهد التي أثنى عليها كثيرون في المترو، وجود مضيفات في عربتي النساء والدرجة الذهبية، وهن على تواصل دائم مع المسؤولين عبر أجهزة اتصال لاسلكي. وتتولى المضيفات إبلاغ الرجال الذين يجلسون في عربات النساء بأن وجودهم مخالف للقانون، بينما يتولين ترتيب الأمور في عربات الدرجة الذهبية منعاً لوقوع أية سلوكيات خاطئة.

 

 

 

 

 «محمد بن راشد للإسكان» في المترو
نظمت مؤسسة محمد بن راشد للإسكان، جولة لفريق القيادة في المؤسسة وعدد من موظفيها بوساطة مترو دبي، تجاوباً مع توجهات هيئة الطرق والمواصلات في دبي لإيجاد حلول فعالة لمشكلة الازدحام في دبي. وقال مساعد المدير التنفيذي للشؤون الإدارية والمالية في المؤسسة محمد حميد المري أن هذه المبادرة تأتي لتشجيع موظفي المؤسسة على استخدام وسائل النقل العام، خصوصا المترو، وإسهاماً من المؤسسة في التخفيف من الازدحام المروري. وأكد أن مشروع مترو دبي من المشروعات الحضارية والسياحية العملاقة المبتكرة في المنطقة، وسيكون له آثار إيجابية كبيرة في حياة المواطنين والمقيمين في دبي.

وأوضح أن المسافة التي قطعوها من خلال استخدام المترو تحتاج لأكثر من ساعة في السيارة، بينما استغرقت دقائق معدودة في المترو، وهذا هو الفارق المهم والكبير في توفير وقت الناس إلى جانب الراحة النفسية التي يشعر بها الإنسان، لأنه يصل إلى وجهته دون أية عوائق ومنغصات.
دبي ــ الإمارات اليوم

الأكثر مشاركة