خطوط سير المترو أبرز تحدياته
قال المدير التنفيذي والإداري المسؤول عن تحالف شركات «ديورل» التي تولت تنفيذ عقد تصميم وتشييد مشروع مترو دبي تاكيوكي فوجينو لـ«الإمارات اليوم»، إن «الشركات واجهت صعوبات في تلبية المواصفات والشروط التي وضعتها هيئة الطرق والمواصلات لإنشاء وتصميم مترو دبي، على الرغم من امتلاك الإمارة الإمكانات التي تؤهلها لاحتواء مشروع بضخامة المترو، لا سيما أنها باتت مركزاً تجارياً مهماً في العالم، فضلاً عن كونها إحدى المدن سريعة التطور».
وتتمثل أبرز التحديات التي واجهت الشركات، وفقاً لفوجينو، في خطوط سير المترو «إذ اشترطت الهيئة في عقدها أن يسير بجميع خطوطه في مناطق مدينة دبي الداخلية، وعلى مقربة من المراكز التجارية، ومراكز المال والأعمال، الأمر الذي يخالف المتعارف عليه في شبكات قطارات المترو في دول العالم، ومنها اليابان، إذ تسير خطوطها خارج المدينة. كما أن المسافة التي يقطعها القطار داخل المناطق القريبة من بعضهاً في دبي تعد قصيرة، مقارنة بالمسافات الكبيرة خارج حدود المدينة» لافتاً إلى أن مترو دبي يعتمد على أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا وتقنيات القطارات في العالم، ومزود بتقنيات السلامة والأمان العالمية.
وأوضح أن مترو دبي يمتاز بمواصفات وتقنيات عالية، منها تقنية القيادة الآلية للقطارات (القيادة من دون سائق) ونظام الحاسوب الذي يعمل على مراقبة حركة القطارات بالكامل والمحطات وأنظمة الحريق المتطورة وأنظمة التحكم بمراقبة القطارات وإجراء عمليات التشغيل، الأمر الذي يمكّن دبي من اكتساب الخبرة في عالم النقل الجماعي المتطور، ويحفز الدول المجاورة على الاستفادة من هذه التجربة».
وكانت الأعمال الإنشائية في مشروع مترو دبي بدأت في ،2006 وسبقها في يوليو 2005 توقيع عقد تصميم وتشييد المترو ضمن تحالف مجموعة من الشركات العالمية، منها شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة التي تقدم خدمات ومنتجات في مجالات بناء السفن والهياكل الفولاذية ومحطات الطاقة والمصانع الكيماوية والمعدات البيئية والصناعية والآلات والطائرات والصواريخ الفضائية، وأنظمة تكييف الهواء. كما عملت في بناء منظومة السكك الحديد والعربات ونظام التحكم وشبكة إمدادات الكهرباء، فضلاً عن بناء الأنفاق والمباني والأساسات لمحطة السكك الحديدية مرتفعة المسارات مع شركات كاجيما ويابي ماركيزي.
وأكد فوجينو أن الفترة الزمنية التي تم خلالها تنفيذ أعمال الإنشاء والتشييد لمشروع مترو دبي (أربع سنوات) أثارت دهشة كثيرين، خصوصاً أن تحديات عدة سبقت المشروع.
ويذكر أن عدد قطارات مترو دبي يبلغ 87 قطاراً، بسعة خمس عربات، تخدم الخطين الأحمر والأخضر، بمعدل 62 قطاراً للخط الأحمر، و25 قطاراً للخط الأخضر.
ويبلغ طول كل من العربة الأولى والعربة الأخيرة 17.5 متراً، فيما لا يتجاوز طول العربات الثلاث الوسطى 16.8 متراً، بإجمالي طول كلي للقطار 85.5 متراً.
إلى ذلك، أفاد المدير التنفيذي لمؤسسة القطارات في هيئة الطرق والمواصلات المهندس عبدالمجيد الخاجة، بأن الهيئة أسندت عملية تشغيل وصيانة مترو دبي لشركات عالمية متخصصة «لأن تشغيل وصيانة المترو يتطلبان خبرة في طرق جدولة عمل خطوط المترو، ودراية كاملة بأنظمة إلكترونية وحاسوبية وميكانيكية معقدة، كما يحتاج إلى عدد من موظفي التشغيل والصيانة، لا يقل عن 3200 موظف، وهو أمر لا يمكن للهيئة توفيره أو تدريبه لعدم امتلاكها أنظمة مترو سابقة».
وأكد الخاجة أن إسناد التشغيل والصيانة لشركات عالمية يقلل من تكاليف التشغيل، ويتيح الاستفادة من الكفاءة العالية في الأداء لشركات القطاع الخاص، خصوصاً في توفير خدمات ذات جودة ممتازة، فضلاً عن قيامها بالتحسين المستمر لتقليل تكاليف التشغيل»، لافتاً إلى أن أسلوب الخصخصة في تشغيل وصيانة المترو والقطارات معمول به في عدد من أنظمة المترو في العالم، ومنها خطوط مترو لندن والسويد وفرنسا وكوريا والولايات المتحدة الأميركية.
تشغيل وصيانة لـ 10 سنوات
قال المدير التنفيذي لمؤسسة القطارات في هيئة الطرق والمواصلات المهندس عبدالمجيد الخاجة، إن شركة «سركو» البريطانية ستتولى توفير خدمات التشغيل والصيانة لجميع الأصول التابعة لنظام المترو لمدة 10 سنوات. وتشمل القطارات والسكك الحديدية والمحطات وتوابعها خلال فترة العقد، وتوفير خدمات نقل للمستخدمين على مستوى عالٍ ومتوافق مع التغيرات اليومية في زيادة ونقصان تدفق المستخدمين، إضافة إلى تشغيل نظام الإيرادات الخاصة بالمترو وتحصيل إيرادات بيع وتعبئة بطاقات المترو بالإنابة عن الهيئة، وتوفير وظائف للمواطنين وتدريبهم، وتحقيق نسبة محددة من التوطين خلال خمس سنوات من بدء تشغيل المترو.
أبلغ مدير إدارة التسويق والاتصال في هيئة الطرق والمواصلات بيمان يونس برهام «الإمارات اليوم»، بأن إجمالي عدد الركاب الذين استخدموا مترو دبي في يومه الثالث بلغ 64 ألف راكب، لافتاً إلى أن «عدد الركاب في تزايد مستمر، خصوصاً أن يوم أمس تزامن مع عودة الكوادر التعليمية الحكومية من مدرسين وإداريين، الى المدارس».
وأفاد بأن اليوم الثالث من عمر مترو دبي، شهد أعطالا ومشكلات فنية بسيطة، منها حصول خلل في إغلاق وفتح الأبواب، الأمر الذي استدعى الاتصال بمركز التحكم، خصوصاً أن نظام التشغيل وفتح وإغلاق الأبواب يعد نظاماً للتحكم، ولم يتجاوز الخلل مدة دقيقة إلى خمس دقائق. وتوقع برهام أن يقبل كثير من سكان دبي والمناطق المجاورة على استخدام المترو، واعتماده وسيلة نقل دائمة، مضيفاً أن اليوم الرابع للمترو شهد إقبالا كبيرا من المستخدمين.