أصحاب بنايات يطالبون البلدية بأن يكون القرار اختيارياً لخفض تكلفة البناء.                    الإمارات اليوم

ملاك يتوقفون عن البناء بسبب الأسطح الخضراء

توقف ملاك عقارات في دبي، عن استكمال بناياتهم، نتيجة عدم قدرتهم على تنفيذ مشروع الأسطح الخضراء الذي فرضته البلدية على المباني الجديدة كافة في دبي، والذي أضاف عليهم أعباء مالية كبيرة، وفق أصحاب بنايات أوضحوا أن تكلفة المشروع تصل إلى 170 ألف درهم، ما يفوق إمكاناتهم المالية.

فيما أكد مدير عام بلدية دبي المهندس حسين ناصر لوتاه أن «تكلفة المشروع وفق دراسات البلدية لا تتعدى الـ10 آلاف درهم، مشيراً إلى أن استغلال كثير من المقاولين لأصحاب البنايات بهدف تحقيق مزيد من الأرباح، يرفع من تكلفة المشروع».

وطالب لوتاه أصحاب المباني بالتوجه إلى بلدية دبي للاطلاع على الطرق الاقتصادية الحديثة التي اعتمدتها في تنفيذ الأسطح الخضراء، مشيراً إلى أن البلدية نفذت نماذج، يمكن، لمن أراد، الاطلاع عليها والاستفادة منها.

وتفصيلاً، قال المواطن حسين البشري إن تنفيذ القرار يحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة، مطالباً البلدية بالتراجع عنه أو جعله أكثر مرونة، مضيفاً أن «المقاول المسؤول عن بنايته حدد مبلغاً مالياً تعدى 120 ألف درهم، لتغطية الجزء الأدنى من السطح فقط، الذي حددته البلدية بـ30٪ من إجمالي المساحة الكلية للسطح، فضلاً عن ضرورة الزيادة في سماكة سطح المبنى ليتحمل تلك الزراعة عليه».

وأكد أنه اضطر للتوقف عن استكمال مبناه نظراً لذلك القرار الذي لا يستطيع تنفيذه في الوقت الحاضر، لاتساع مساحة فيلته، الأمر الذي رفع من تكلفة المشروع إلى حد كبير، وفق حسابات وتقديرات المقاول المسؤول عنها.

ولفت البشري إلى معاناة الكثيرين من الحاصلين على قروض الإسكان سواء من برنامج الشيخ زايد للإسكان أو مؤسسة الشيخ محمد بن راشد للإسكان، إذ يضيف هذا البند أعباء فوق أعبائهم الكثيرة، التي لا يستطيع بعضهم تحملها.

وأضاف البشري «يشكل ذلك القرار أيضاً عامل قلق للكثيرين من أصحاب الفلل، إذ يضطر الكثيرون إلى السفر خلال إجازاتهم ما يزيد على شهرين في بعض الأحيان، ما يعني ترك تلك النباتات من دون رعاية، الأمر الذي من شأنه تعرضها للتلف، فضلاً عما سينتج عنها من تلوث للسطح بأكمله».

وأيده مالك إحدى البنايات تحت الإنشاء في منطقة البرشاء، المواطن فهد عبدالله، مؤكداً أنه اضطر لإيقاف العمل في مبناه، بسبب التكلفة التي أضافها المقاول عليه، لإنشاء السطح الأخضر، التي بلغت 170 ألف درهم، وفق أدنى تقدير لأقل مساحة تتم زراعتها».

وفي السياق نفسه، أكد المواطن حمد سالم، أهمية أن تجعل البلدية القرار اختيارياً على أصحاب البنايات، بحيث يقومون من تلقاء أنفسهم بوضع نباتات في أماكن متفرقة من البناية، كما أن تنفيذ ذلك المشروع الذي تتفاوت تكلفته من مبنى إلى آخر، حسب حجم المبنى ومدى اتساع السقف، يهدر كميات كبيرة من المياه يومياً على تلك النباتات، إضافة إلى عمليات التنظيف المستمرة التي يجب أن تجرى على السقف من حين لآخر تزيد التكلفة.

وأضاف «تعتبر المساحة السميكة من التربة التي سيتم وضعها على سقف المبنى حملاً زائداً عليه، خصوصاً مع تشربه لكميات كبيرة من المياه، التي تتطلبها النباتات في ظل الحر الشديد الذي تتميز به طبيعة الدولة. محذرا من الظواهر السلبية التي قد تنتج عن تنفيذ ذلك المشروع، حيث من شأنه جلب أعداد كبيرة ومتنوعة من الحشرات إلى الأسقف، وتالياً تنتشر في المباني، مسببة إزعاجاً كبيراً للسكان، فضلاً عن التكلفة المالية التي سيضطر المالك إلى تكبدها خلال رعاية تلك النباتات على المدى الطويل.

من جهته أوضح مدير عام بلدية دبي المهندس حسين ناصر لوتاه، أن البلدية لم توقف أية ترخيص بناء حتى اليوم بسبب مشروع الأسطح الخضراء، مؤكداً أنه تتم إضافة بند في تصريح البناء يفيد بأن المشروع ستتم مناقشته خلال مراحل تنفيذ المبنى. وعزا الأرقام الخيالية لتكلفة المشروع التي يعلن عنها بعض الملاك ، إلى سياسة بعض شركات المقاولات، التي تضع تكلفة ضخمة للمشروع بهدف تحقيق أرباح من ورائه، موضحاً أنه وفق دراسة البلدية للمشروع لا تتجاوز التكلفة الإجمالية له 10 آلاف درهم.

 
معايير تنفيذ المشروع

يتم التطبيق إجبارياً على أنواع المباني كافة «باستثناء المباني الصناعية ذات الأسقف المعدنية»، وبحد أدنى 30٪ من إجمالي مساحة السطح وبشكل اختياري على الواجهات.

إنشاء التفاصيل المعمارية وفقاً للمواصفات العالمية المعتمدة مع مراعاة توفير شبكات الري وتحديد نوع المزروعات ونوع التربة وطبقات حماية الأسطح والجذور والعزل المائي والحراري.

استخدام الفائض من مياه المكيفات مصدراً أساسياً للري من خلال شبكة مصممة خصيصاً لري الأسطح ومزودة بخزان مياه منفصل، مع الأخذ في الاعتبار تزويد الخزان بالمياه الإضافية من شبكة المياه الرئيسة في المبنى أو من مياه الصرف الصحي النظيفة بعد تنقيتها وفقاً للمعايير المعتمدة.

فحص طبقات العزل الأفقية والرأسية والتأكد من سلامتها وفقاً للمعايير الهندسية قبل زراعة الأسطح.

توفير شبكات لتصريف الزيادة في مياه الري ومياه الأمطار وترشيحها وإعادتها إلى خزانات التجميع الخاصة بري الأسطح.

الأكثر مشاركة