كفيف يقرأ الحياة من نوتة موسيقية
يسير الشاب المواطن خلفان هلال خلفان على خطى الملحن والموسيقار المصري عمار الشريعي، إذ تغلب على إعاقته البصرية، وتفوق في مجال العزف الموسيقي والتلحين، حتى صار ملحناً لمطربين في الدولة وخارجها.
وخلفان، وفق ما قال لـ«الإمارات اليوم» ولد كفيفاً، وفي السنوات الأولى من عمره، كان كلما استمع إلى لحن موسيقي، يشعر بالألم لعدم قدرته على العزف، ويصل الأمر به إلى حد البكاء، وعندما «بلغ عمره السنوات الخمس، وفرت له والدته جهاز (أورغ)، ليلهو به، لكنه حوله من آلة للهو إلى آلة تُصدر ألحاناً عذبة». ومضت السنوات بخليفة «وهو عاشق لآلة (الأورغ)، كل فترة يشتري آلة، ثم يبحث عن الأحدث منها، ليؤلف بها ألحاناً لاقت إعجاب الكثيرين من حوله»، وفقاً له.
ولم يتخلف الشاب الإماراتي عن الدراسة، «فقد التحق بمدرسة لرعاية وتأهيل المكفوفين، وتفوق في دراسته، ليواصل طريقه نحو التعليم الثانوي، ويدرس في مدرسة عامة بين العشرات من الطلاب المبصرين».
واللافت، بحسب خلفان، أنه تميز في دراسته عن زملائه، وتميز أيضاً في العزف الموسيقي، حتى إن معلميه اختاروه ليكون العازف الرئيس للنشيد الوطني وموسيقى الأغاني الوطنية كل صباح.
وأُعجب مدرسون «بموهبته وقدرته على عزف ألحان ممتعة، وعزف موسيقى أغانٍ شهيرة، فنصحوه بأن يكمل الطريق»، متوقعين له أن «يكون من أبرز الملحنين والعازفين على الساحة العربية».
وسافر خلفان إلى أستراليا «بعد انتهاء دراسته الثانوية، ليكمل تعليمه، لكنه عاد بعد أربعة أشهر لعدم توافر مرافق له، فواصل طريق التأليف الموسيقي»، وتمكن من «عزف ألحان شهيرة بمجرد الاستماع إليها، ومن دون الاعتماد على النوتة الموسيقية».
ومنذ العام ،2003 وخلفان «يؤلف ألحاناً خاصة به، إذ كان يستمع إلى قصائد شعرية يكتبها خاله الشاعر أحمد بن ظاهر، ويلحنها لتصبح أغاني جميلة، لاقت إعجاباً كبيراً».
وأكمل الشاب تنمية موهبته في الموسيقى «حتى إن كثيراً من المختصين لقبوه بالملحن والموسيقار المتميز». وعلى الرغم من إعاقته، فقد «استعانت به فرق موسيقية كبرى، ليعزف على المسرح خلف المطربين راشد الماجد، وفايز السعيد».
وزادت شهرة خلفان في الوسط الموسيقي «فلحن أغاني للمطرب الإماراتي حمـد العامـري، طرحـت في الأسواق العام المـاضي»، كمـا لحن أغاني «للمغنيين العراقي حسام كامل، والإماراتي فيصل الجاسم».
وينتظر الملحن الشاب «أغاني أخرى ستطرح في ألبومات جديدة للمطرب فايز السعيد»، لكن ما بلغه خلفان في مجال الموسيقى «لم يرضِ طموحه»، فهو يريـد أن «يواصـل طـريق الدراسـة».
ويروي أنه انضم إلى الجامعة الأميركية ليدرس فيها علوم التكنولوجيا، وبسبب عدم توافر الأجهزة المساعدة للمكفوفين، لم يستطع أن ينتظم في التعليم، ووجد صعوبة في التحصيل الدراسي».
وكل ما يطلبه أن «تطرح في الأسواق أجهزة تساعد المكفوفين على القراءة والكتابة بأسعار مخفضة، وأن يلتحق بإحدى جامعات الدولة لدراسة علوم التكنولوجيا».
وتعهد خلفان بأنه «حين ينتهي من تعليمه سيتطوع لتدريب المكفوفين، في الدولة، على استخدام أجهزة القراءة والكتابة على الحاسب الآلي، علّه يُخرج من بينهم أشخاصاً منتجين يخدمون المجتمع».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news