قائدو سيارات يشكون ازدحام طرق رأس الخيمة
تتفاقم ظاهرة الازدحام المروري على شوارع في رأس الخيمة بصورة غير معهودة، ووفقاً لسكان في الإمارة، فإن مظهر اكتظاظ طرق رأس الخيمة بالسيارات، لم يعد مقتصراً على أوقات محددة، أو على أيام العطلات، وإنما بات «مشهداً يومياً مألوفاً للجميع». في المقابل، حمّلت إدارة المرور في شرطة رأس الخيمة مستخدمي الطرق من السائقين جزءاً من المسؤولية عن هذه الظاهرة «بسبب شيوع نوع من ثقافة عدم الالتزام بقوانين السير عند عدد كبير منهم».
وتفصيلاً، قال ناصر إبراهيم المنصوري، وهو موظف حكومي، إن أبرز أسباب المشكلة المرورية هو وجود تباين واضح بين عدد السيارات وسعة الطرق «فقد تضاعف عدد السيارات خلال السنوات العشر الأخيرة بضع مرات، فيما ظلت شوارع الإمارة، التي أنشئ بعضها قبل عشرات السنين، عاجزة عن استيعاب الحركة المرورية، الى درجة أنها تبدو اليوم فاقدة الصلاحية. ونتيجة لذلك، بدأت السيارات تتكدس على الشوارع، متحركة أو متوقفة، بينما ينشغل السائقون بالبحث المضني عن منفذ يمكنهم من مواصلة السير الى الجهة التي يقصدونها». وتشير تقديرات إحصائية مرورية إلى أن متوسط ما تحوز الأسرة من مركبات، لا يقل عن ثلاث سيارات. وفي عام 2008 تم تسجيل وتجديد ترخيص نحو 15 ألف سيارة. وهناك ازدحام كبير في أيام العطلات، حيث تستقبل الامارة كثيرا من مركبات الأسر التي تقصد الإمارة، إما لزيارة الأهل أو للاستمتاع بزيارة مواقعها السياحية المتنوعة. لكن عبدالله سعيد، وهو من قدامى سائقي سيارات الأجرة في الامارة، يرى أن متاعب الحركة المرورية في رأس الخيمة لا تقتصر على ضرورة تأهيل الشوارع، إذ تلعب الاشارات الضوئية التي تنظم حركة السير عند التقاطعات دوراً أساسياً في ذلك «فمن خلال متابعتي لظاهرة الازدحام المروري، أستطيع أن أوكد أن الاشارات الضوئية تمنح بعض مسارات الشوارع النشطة بحركة السيارات الوقت الزمني ذاته الممنوح للمسارات غير النشطة. ونتيجة لذلك، يحدث التكدس المثير للازعاج في جانب من الشارع، بينما يظل الجانب الآخر منه خالياً تماماً». ويتابع «لو أعيد تنظيم زمن الاشارات الضوئية وفقاً لحاجة مسارات الشوارع، فمن شأن ذلك أن يساعد بصورة فعلية على تمرير حركة السير بانسيابية تريح سائقي السيارات، وتؤمن السلامة المرورية للجميع». أما في إدارة المرور والترخيص، فإن ظاهرة الازدحام المروري تحظى باهتمام المسؤولين الذين يواصلون البحث عن علاج لها بشكل جاد، فلجأوا أخيرا إلى إجراءات من قبيل تحويل حركة الشاحنات إلى خارج المدينة لتسلك طريقا دائريا يبدأ من دوار الساعة، ويتجه عبر طريق المطار الى الطويين فالساعدي، ثم يلتقي مع شارع الامارات. وقال رئيس إدارة المرور العقيد حسن الجيدا «من خلال قراءتنا لظاهرة الازدحام على الشوارع، نحمل السائقين جزءا كبيرا من أسباب المشكلة، لأن هناك عددا كبيرا منهم لا يلتزمون بقوانين السير وفقا للنظم التي تحكم السير». وأضاف «ترى بعضهم يسعى، مع سبق الاصرار، للاستحواذ على حقوق السائقين الآخرين الذين يشاركونه الطريق، من خلال تجاوزهم أو الدخول أمامهم من أماكن ممنوعة. وبعض الأشخاص اعتادوا على التوجه لأعمالهم في الزمن الضائع من موعد الدوام، ما يضطرهم للسير بسرعة جنونية، فضلا عن عدم الالتزام بالمسارات، ما يعيق انسيابية حركة السيارات». وحول تنظيم زمن عمل الاشارات الضوئية وفقا لحاجة الطرق، أكد الجيدا أن «الأمر يخضع للدراسة بصورة مستمرة. وأن هناك توجها لمعالجة مشكلات الطرق وفق استراتيجية مدروسة بعناية تراعي التطورات المستقبلية».