الكسّــارات تلـــوّث الهـــواء فـي رأس الخيمــة
شكا مواطنون ومقيمون في رأس الخيمة، من ارتفاع التلوث البيئي في الإمارة، مؤكدين «أنهم باتوا يستنشقون هواء مليئاً بالغبار، الناتج عن نشاط الكسارات ومصانع الإسمنت وحركة الشاحنات في المنطقة، ما يهدد الصحة العامة، وأن الأمر سيتفاقم إذا لم تبذل جهود جادة لإنقاذ البيئة من التلوث»، معربين عن مخاوفهم من إصابتهم بأمراض خطيرة.
في المقابل، طمأن مدير هيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة، سيف الغيص، السكان، مؤكداً أن الهواء نقي، إذ تقل نسبة الثلوث فيه، عن مستوى التلوث المسموح به عالمياً، موضحاً أن «الهيئة نصبت مجموعة من أجهزة الرصد المتطورة، ضمن جهود تنفذها للحصول على معلومات تساعد على الكشف عن أسباب انتشار الغبار في الهواء».
وتفصيلاً، شكا مواطنون ومقيمون في رأس الخيمة أنهم يتنفسون هواء ملوثاً بالغبار الناجم عن نشاط الكسارات ومصانع الإسمنت وحركة الشاحنات، وقال سالم راشد، موظف، إن «الأمر سيتفاقم إذا لم تبذل جهود جادة لإنقاذ البيئة من عوامل التلوث، مع قناعتنا بأن هناك رغبة متزايدة لدى هيئة حماية البيئة والتنمية لمعالجة المشكلات البيئية غير أننا مازلنا ننتظر وبشغف مشاهدة نتائج ملموسة ومقنعة لتلك الجهود على أرض الواقع».
وأيده مواطن آخر يدعى سليمان الشحي، قائلاً إن «الطقس أصبح مشحوناً بالغبار»، مضيفاً «يمكن مشاهدة ذلك بوضوح تام عندما تشرق الشمس أو تتجه إلى الغروب، إذ تعاني المناطق القريبة من المصانع من اتساخ سياراتها ومساكنها بالغبار».
وبدوره قال (محمد.س)، إن الأمراض أصبحت تحاصر سكان ينتظرون تدخل الجهات المعنية في أسرع وقت ممكن لإنهاء هذه المشكلة.
من جانبه، أوضح مدير هيئة حماية البيئة والتنمية سيف الغيص أن «الأجهزة المستخدمة في رصد تلوث الهواء هي مختبرات علمية تعمل بتقنية متطورة، ومهمتها البحث عن جزيئات الغبار العالقة في الهواء، ما يجعلها تعمل كنظام إنذار مبكر».
وتابع «من أجل الحصول على نتائج بيئية مقنعة تم توزيع المختبرات التي تراقب الهواء في انحاء مختلفة من رأس الخيمة، تتيح لها شمولية رصد التلوث أينما وجد في الإمارة فقد تم نصب ثلاثة أجهزة ثابتة في مناطق الجير والبريرات ومدينة رأس الخيمة»، لافتاً إلى أن «الهيئة تراقب الهواء بمختبرين يمكن تحريكهما من مكان لآخر حسب الضرورة، أما المختبر السادس فهو عبارة عن حاوية مثبتة على سيارة متحركة، ومصمم تقنياً بحيث يمكنه رصد كل التغيرات الجوية خلال 24 ساعة، مثل جزيئات الأتربة العالقة في الهواء وأيضا سرعة الرياح ونسبة الرطوبة ودرجات الحرارة». وأكمل «تتضح أهمية تلك الأرقام اذا ما قورنت بمعدل تلوث الهواء المسموح به عالمياً، وهو 400 جزيء في المتر المكعب، فيما تتراوح في رأس الخيمة بين 150 و200جزيء في المتر المكعب، هي نسبة أقل من المسموح به عالمياً».
وحذر الدكتور الغيص من الغبار المتصاعد من حركة المركبات المتزايدة على شوارع رأس الخيمة، لافتاً إلى أنه يشكل عبئاً ثقيلاً على البيئة، لأنه يضاعف من مشكلة تلوث الهواء.
لكن الدكتور الغيص نفسه لا يرى أن ثمة انزعاجاً من الغبار الموجود في الجو، مشيراً الى أنه ليس السبب الوحيد لزيادة حالات الاصابة بالربو التي يعاني منها العديد من الناس في الإمارة، ويستدل على ذلك بأن المدن التي توصف بأنها تتمتع ببيئة خالية تماماً من مظاهر التلوث أيضاً يشتكي سكانها من متاعب الحساسية.