زبائن يطالبون بتكميم الحلاقـين احترازاً من الأنفلونزا

ارتداء الكمامات اختيار شخصي.. مع اهميتها لبعض المهن. أ.ف.ب ــ أرشيفية

طالب زبائن لصالونات الحلاقة في دبي إدارة الصحة والسلامة العامة في بلدية دبي بإلزام العاملين في الصالونات بوضع كمامات على وجوههم في أثناء تأدية عملهم. ولكن البلدية أكدت عدم وجود توجه لإقرار قانون من هذا النوع، «لأن ذلك سيثير الفزع بين الجمهور، ويوهمهم بأن هناك وباءً».

وتعد البلدية الجهة المخولة بمراقبة الالتزام بتطبيق شروط النظافة العامة في صالونات الحلاقة، مثل إلزامية تعقيم المواد المستخدمة في القص والتجميل ونظافة المكان والمرافق وملابس العمل، وتوفير المستلزمات حسب المعايير والاشتراطات، والتهوية والتكييف، وعدم استخدام مستحضرات أو مواد محظورة، إضافة إلى إخضاع العاملين للفحص الطبي.

وتفصيلاً، طالب مواطنون ومقيمون الجهات الرسمية المسؤولة في بلدية دبي بإلزام العاملين في صالونات الحلاقة بوضع الكمامات، أسوة بإحدى البلديات التابعة لإمارة الشارقة. وقال محمد كمال، موظف، إنه أصبح يتردد كثيراً في الذهاب إلى صالونات الحلاقة، بعد المخاوف من انتشار «أنفلونزا الخنازير». وأشار راشد عبدالله إلى حرصه على اقنتاء أدوات حلاقة خاصة به، منعاً لأي احتمال لانتشار فيروسات خطيرة، مثل الإيدز والكبد الوبائي، لكنه طالب بحمايته من «أنفلونزا الخنازير» الذي ينتقل بالعطس، وملامسة الأسطح الملوثة.

ولفت شريف المحمود إلى أنه حاول ارتداء كمامة في أحد صالونات الحلاقة، لكن الحلاق لم يتمكن من حلاقة الأجزاء الخلفية من الرأس، بسبب وجود الأربطة، فاضطر إلى نزعها على الرغم من مخاوفه الشخصية من انتشار الفيروس.

وطالب بإلزام العاملين في الصالونات باستخدام الكمامات، نظراً إلى احتكاكهم المباشر بعشرات الزبائن يومياً، ما يجعلهم عرضة للإصابة، ونقل العدوى إلى آخرين.

في المقابل، قال مدير إدارة الصحة والسلامة العامة في بلدية دبي، المهندس رضا سلمان، إن استخدام الكمامات للوقاية من التقاط الفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير أمر اختياري، لكنه أكد أهمية استخدامه من الأشخاص المعرضين للإصابة بأي مرض معدٍ، وليس بمرض أنفلونزا الخنازير تحديداً. ويشمل ذلك الممرضات في العيادات والمستشفيات وذوي المناعة المتدنية.

وأوضح سلمان أن بلدية دبي لا يمكنها فرض إجراءات احترازية، أو وقائية غير مبررة، تتعلق بممارسات الصحة العامة، طالما أن الجهات المعنية محلياً ودولياً، مثل وزارة الصحة العامة وهيئة الصحة في دبي ومنظمة الصحة العالمية، لم تعتمد هذه الإجراءات جزءاً من خطة مكافحة المرض أو الوقاية منه. ودعا سلمان المطالبين بفرض وضع الكمامات باستخدامها ما داموا يجدون في ذلك ارتياحاً نفسياً، ووسيلة للحماية من المرض، مشيراً إلى عدم وجود أي أمر أو قانون يمنع استخدام الكمامات.

وأوضح مدير إدارة الصحة والسلامة العامة في بلدية دبي أن هناك معايير مدروسة ومنصوصاً عليها وفقاً لدراسات وأبحاث علمية مستفيضة، تستند إليها إدارة الصحة والسلامة العامة في بلدية دبي، عند إصدار أي أوامر ملزمة. وقال إن سن قانون يلزم الموظفين العاملين في صالونات الحلاقة بوضع الكمامات سيمتد حكماً ليطال مختلف المهن التي يتعامل أصحابها مع الجمهور بشكل مباشر، ما يشيع جواً من الذعر، ويوحي بانتشار وباء تصعب السيطرة عليه.

وقال سلمان: إذا كان هناك تخوف من الاتصال مع العاملين في الصالونات، فإن الأمر لا يختلف كثيراً عن احتمال التقاط الفيروسات في أثناء الوجود في الأسواق التجارية أو الجمعيات التعاونية أو دور السينما أو وسائل النقل العام والمطارات، وما إلى ذلك من أماكن مكتظة بالتجمعات البشرية. وتساءل «هل نعمل على فرض وضع الكمامات في كل أماكن التجمعات، وهل يمكن تخيل المشهد العام وأفراد المجتمع، كباراً وصغاراً، يضعون الكمامات على وجوههم». وقال «إن سن قانون ملزم بوضع الكمامات يستدعي في المقابل فرض عقوبات أو غرامات على المخالفين، ما سيحمّلهم أعباء مالية إضافية، هم في غنى عنها».

تويتر