دبي تدشّن أضخم سيارة إسعــاف في العالم الشهر المقبل
تستعد إمارة دبي لاستقبال أضخم وأطول سيارة اسعاف في العالم نهاية الشهر الجاري، قادمة من مدينة فرانكفورت الالمانية.
وقال المدير التنفيذي لمركز خدمات الاسعاف في دبي خليفة بن دراي لـ«الإمارات اليوم»، إن «السيارة الجديدة تكلفت ستة ملايين درهم». مؤكدا أنها ابتكار إماراتي خالص، اذ وضع فكرتها وتصميمها خبراء في المركز، وتولت شركتان المانية واماراتية تنفيذها».
وذكر أن «السيارة الجديدة ستدخل الخدمة بداية الشهر المقبل، وسوف تستخدم في حالات الحوادث الكبرى». موضحا أن «فكرة هذا المشروع جاءت بعد تعرض الدولة لحوادث كبرى عدة، مثل حادث تصادم عشرات السيارات على طـريق ابوظبي ـ دبي عند منطقة غنتوت».
وأفاد بن دراي بأن «المركز يعمل دوما على وضع خطط استراتيجية تواكب التطور العمراني المتسارع الذي تشهده الامارة، ومن هنا كانت فكرة تصميم اضخم سيارة اسعاف في العالم، للتعامل مع حالات الحوادث الكبرى والكوارث والحرائق».
وأوضح ان «السيارة لا تؤدي وظيفة نقل المصابين فحسب، بل هي مستشفى ميداني متنقل، يتسع لأكثر من 44 مصابا وجريحا في وقت واحد، ويتيح اجراء العمليات الجراحية الدقيقة اثناء نقل المصابين».
وأضاف أن «السيارة تضم مكونات فريدة من نوعها، لا تتوافر في أي سيارة اسعاف اخرى في العالم، مثل وحدات للعمليات والعناية المركزة، وأسرّة طبية وصيدلية».
من جانبه، شرح استشاري الطب الطارئ في المركز الدكتور عمر السقاف لـ«الإمارات اليوم» آلية عمل السيارة، إذ انه«بمجرد تلقي المركز بلاغا بحادث أسفر عن عدد كبير من الاصابات، تنتقل السيارة لموقع الحادث، وعلى متنها فريق طبي من اطباء الطوارئ وجراحين، وطاقم تمريض واسعاف».
وأضاف «يتم تصنيف حالات الاصابة ما بين متوسطة وبسيطة وبليغة وحرجة». مبينا أن «الحالات الحرجة تجرى لها جراحات في الحال، في وحدة الجراحات، وتخرج الى وحدة العناية المركزة»، بينما «يتم التعامل مع الاصابات البسيطة على مقاعد مخصصة لاستقبالهم».
ولفت إلى أن «السيارة تضم غرفة مراقبة تصور ما يجري فيها من جراحات وعلاج للاصابات، وهذه الغرفة مزودة بفاكس وكاميرات مرتبطة بالاقمار الاصطناعية ومتوافرة فيها خدمة الانترنت، بما يضمن نقل التقارير العلاجية في الحال عن كل اصابة للمستشفى المستقبل للاصابات».
إلى ذلك، قال المدير في شركة سيتوميد الشرق الاوسط الطبية عبدالله كيالي إن «الشركة زودت السيارة بإمكان إجراء جراحات دقيقة ومعقدة مثل جراحات القلب وجراحات الاعضاء الباطنية وعلاج الكسور»، كما توفر «اجراء التصوير الاشعاعي للكشف عن النزف الداخلي».
وتضم السيارة «اجهزة تخدير وتنفس اصطناعي، واجهزة اوكسجين مركزي، تتدلى كماماتها من سقف السيارة الى المصاب، على غرار المقدمة لركاب الطائرات». لافتاً الى ان «اكثر من 25 جهازا طبيا من احدث التنقيات الطبية في العالم وضعت في السيارة لضمان تقديم افضل خدمة طبية للمصابين».
وأفاد الكيالي بأن السيارة «قادرة على تقديم خدمات اضافية إلى أي عدد من الاصابات». موضحا انها «زودت بمخزن خلفي يحوي خيمة تتحول الى مخيم طبي في موقع الحادث يتسع لعشرات المصابين». كما تحوي السيارة «نظاما للتعامل في حال الحوادث الكيماوية، ومولد كهرباء اضافيا في حال نفاد الوقود، ومولد اوكسجين اضافيا يعمل بالكهرباء ويؤمن امداد الاوكسجين لأسابيع عدة».
وأوضح أن «حافلة الاسعاف مجهزة بنظام التحكم الاوتوماتيكي في الاوكسجين، اذ يتم التنقل بين اسطوانات الاوكسجين آليا عند نفاد أي منها».