أزمة مواقف يخـوت في أبوظبي
قال أصحاب قوارب ويخوت لـ«الإمارات اليوم» إنهم يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على مواقف مناسبة لقواربهم، على الرغم من اتساع الشواطئ البحرية التي تتمتع بها إمارة أبوظبي وتوافر البنية الأساسية والخدمات في أغلبها.
وذكر مدير إدارة المعايير السياحية في هيئة أبوظبي للسياحة ناصر الريامي، أن السنوات الأخيرة شهدت نموا كبيرا في هذا النوع من النشاط السياحي، في دول الخليج، خصوصاً الإمارات، إذ شهدت كثيراً من المعارض السنوية ليخوت وقوارب بأسعار تنافسية. وتالياً، تضاعفت أعداد القوارب ويخوت النزهة، وزادت الأنشطة الأخرى المتعلقة بها، وأصبحت هناك حاجة إلى مزيد من المواقف البحرية لاستيعابها.
وأضاف أن الجهة المعنية بإصدار تراخيص هذه المواقف، هي دائرة النقل والبلديات، وتوقع أن تشهد السنوات القليلة المقبلة افتتاح عدد من المواقف البحرية في أماكن كثيرة داخل مدينة أبوظبي وخارجها، مع تنفيذ عدد من المطورين العقاريين مشروعات متكاملة داخل الإمارة.
وأكّدت دائرة النقل في أبوظبي أن هناك مجموعة من الحلول والمشروعات الموضوعة للتغلب على هذه المشكلة وغيرها من المشكلات المتعلقة بقطاع النقل البحري، في إطار استراتيجية .2030
وذكر مسؤول في الدائرة - فضّل عدم ذكر اسمه - أن الدائرة تولّت المسؤوليات المتعلقة بالنقل البحري داخل الإمارة منذ نحو عام واحد فقط، بمقتضى القانون رقم «5» لسنة ،2008 وهي بصدد وضع حلول جذرية لكثير من المشكلات التي يعاني منها أصحاب اليخوت والقوارب، ومن بينها مشكلة قلة المواقف البحرية، إذ إن هناك خطة لتطوير منطقة صناعية متكاملة تضم مواقف مجهزة بأحدث التقنيات، وتوفر الخدمات التي يحتاج إليها أصحاب اليخوت والقوارب حيث إن عدد اليخوت والقوارب داخل الدولة يتجاوز 11 ألفاً، إلى جانب توفير وسائل خدمية وترفيهية أخرى بأسعار مناسبة، مشيرا إلى أن بعض الشركات العقارية الكبرى التي تنفذ مشروعات داخل الإمارة تنشئ مواقف جديدة في الجزر التي يطورونها.
وقال إن هناك اتجاهاً لتنفيذ حزمة من الحلول والمشروعات، يجري العمل عليها الآن، ومن شأنها تأمين متطلبات قطاع النقل البحري بالكامل، وتكوين منظومة متكاملة من الممرات المائية والمواقف البحرية في الإمارة.
ولفت إلى وجود دراسة حول الوضع الراهن لقطاع النقل البحري، ستساعد في إقرار مجموعة من اللوائح التنظيمية المهمة، لافتاً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تطبيق معايير للمرافئ والمواقف البحرية على أعلى المستويات، ضمن الخطة الشاملة التي تعدها الدائرة للنقل البحري داخل الإمارة بالتنسيق مع المجلس التنفيذي وبقية الأجهزة المعنية.
وأكد المواطن خليل درويش، صاحب يخت يرابط في نادي مارينا أبوظبي، في منطقة النادي السياحي، أنه شعر بأزمة حقيقية عندما حاول العثور على موقف بحري للقارب الذي يملكه، بعدما أبلغت إدارة المارينا جميع أصحاب القوارب واليخوت بضرورة نقلها من أماكنها الحالية، إلى أماكن أخرى خلال أيام، بحجة استكمال إقامة مشروعات في المنطقة المجاورة للمارينا في جزيرة الريم.
وأضاف أن هناك صعوبات بالغة في إيجاد مكان بديل داخـل أبوظبي، نظرا لعدم وجود أمـاكن مجهـزة مخصـصة لإيقاف القـوارب.
وعلى الرغم من ارتفاع قيمة الإيجار السنوي في المارينا، إلا أن مالكي القوارب واليخوت مضطرون لتسديد الإيجار كاملا، لعدم وجود بدائل في الوقت الحالي، إذ تحصل الإدارة على رسوم سنوية تقدر بنحو 750 درهماً عن كل قدم مربعة، ما يعني أن إيجار الموقف الخاص بالقارب متوسط الحجم، الذي يبلغ طوله 40 قدما، يصل سنويا الى نحو 30 ألف درهم.
وقال عامر نجيب، صاحب قارب في مارينا أبوظبي إن الموقف البحري يوفر توصيلات كهربائية ومائية لليخوت الموجودة في المرفأ، والتي تحتوي على أجهزة كهربائية ومعدات دقيقة، إضافة إلى أعمال التنظيف الدورية التي تقوم بها إدارة المارينا، وتاليا لا يمكن إيقاف هذه القوارب في أماكن غير مخصصة لهذا الغرض، إضافة إلى عنصر الأمان الذي يحميها من السرقة، أو العبث بمحتوياتها. وقال المواطن سعيد الزعابي، إنه حاول الحصول على موقف لدى أحد الفنادق الشاطئية قريبا من أبوظبي، لكنه فوجئ بـ«التكلفة المبالغ بها»، حيث تصل قيمة إيجار القدم الواحدة الى ما يراوح بين 1500 و2000 درهم سنويا، ما يعني أن إيجار القارب الذي تبلغ مساحته 60 قدما سيكلفه أكثر من 100 ألف درهم سنويا للموقف فقط.
فيما أكّد المواطن خالد عبدالله، الذي يملك مع عدد من أقربائه أربعة قوارب، تضررهم من الإنذارات التي تلقوها من إدارة الموقف البحري في مارينا أبوظبي لتحريك اليخوت بأسرع وقت ممكن. وقال إن مئات من أصحاب اليخوت والقوارب سيواجهون مشكلة حقيقية، لافتا الى صعوبة العثور على مكان بديل في الوقت الحالي لأن مشروعات إقامة المواقف البحرية لم تكتمل بعد، مطالبا إدارة المرفأ التابعة لشركة أبوظبي للفنادق بأن تؤجل تنفيذ القرار، أو توفر بديلا مناسبا لأصحاب القوارب واليخوت.
وذكر جير هوبكنز، صاحب يخت، أن قوارب النزهة بشكل عام، هي قطع بحرية عالية القيمة، إذ تتجاوز أسعار بعضها خمسة ملايين درهم، لأنها تحتوي على مكونات مرتفعة السعر، ولا يمكن أن تترك دون حراسة أو أماكن آمنة. كما أنها تحتاج الى تنظيف وصيانة مستمرة. وتاليا لابد من توافر أماكن خاصة مجهزة. وأشار هوبكنز إلى صعوبة نقل اليخوت ذات الأحجام الكبيرة إلى خارج المياه، كما هو الأمر بالنسبة للقوارب الصغيرة التي يفضل أصحابها اصطحابها إلى أماكن سكنهم. وقال إن تكلفة رفع ماكينة اليخت لتنظيفها فقط داخل المارينا نحو 1000 درهم، بخلاف أية أعمال صيانة أخرى تجرى لها، ما يوضح صعوبة نقلها. وأكّد أنه فكر مليا في بيع قاربه بعد كل هذه الصعوبات التي واجهها.
وقال المسؤول الإداري لنادي مارينا أبوظبي خليل إبراهيم إن تعليمات صدرت للإدارة من الشركة القائمة على تنفيذ مشروعات الريم والمشروعات المجاورة لها بضرورة إغلاق الموقف البحري التابع للمارينا، تمهيدا لردم المساحة المخصصة للموقف البحري. كما سيتم إغلاق المنفذ المؤدي للموقف، لكنه نفى أن يتم إغلاق المنشآت داخل المارينا، والتي تضم إلى جانب الموقف البحري مطاعم وأماكن ترفيهية أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news