سكان يؤكدون أنهم لا يحتملون الروائح الكريهة المنبعثة من غرف القمامة. الإمارات اليوم

سكان في الشارقة يتخلصون من القمامة في الطرقات

شكا سكان بنايات في الشارقة من محاصرة القمامة لهم، إذ يتركها أشخاص في الطرقات ومداخل غُرف النفايات، بدلاً من إلقائها في المكان المخصص لها، ما يؤدي إلى انتشار الحشرات والذباب والروائح الكريهة، وتالياً تهديد الصحة العامة، مؤكدين أن «بعضهم يضطر إلى مغادرة الشقق والبحث عن غيرها في بنايات جديدة لا تشهد مثل هذه الفوضى».

في المقابل، أكد مسؤول في بلدية الشارقة أنها «تحدد حزمة من الاشتراطات للترخيص والبناء، تضمن التخلص من القمامة من خلال غُرف تجميع القمامة المخصصة في كل بناء، تعرف باسم نظام التخلص من النفايات، إذ يتعين تزويد المباني والمجمعات السكنية والصناعية وغيرها بغرفة لتجميع القمامة في الطابق الأرضي، وذلك لتجميع النفايات، تمهيداً لنقلها إلى خارج المبنى، كما يتعين تزويد المباني التي يزيد ارتفاعها على طابق أرضي إضافة إلى طابقين بأنبوب التخلص من النفايات، إضافة إلى غرفة نفايات في الدور الأرضي، ويمكن الاكتفاء بغرفة لتجميع النفايات في الطابق الأرضي فقط للمباني التي يقل ارتفاعها عن ذلك».

وأضاف يشترط في أنبوب رمي القمامة، ألا يقل قطره الداخلي عن 60 سنتيمتراً، وأن يكون من مادة ناعمة الملمس، غير قابلة للصدأ أو التعفن، ومقاومة لتسرب المياه، وألا تتجاوز زاوية ميله عن الاتجاه العمودي عن 30 درجة، حتى لا يعوق حركة القمامة داخله، وأن يزوّد بفتحة تنظيف قابلة للإغلاق في السطح، ونظام إنذار بالحريق ورشاشات مياه تلقائية».

وتابع أن «غرف النفايات لها مواصفات أيضاً، إذ يشترط أن تكون في الطابق الأرضي وتفتح على الشارع أو الطريق مباشرة، أو من خلال ممر خدمة، ولا يجوز أن يوجد أي عائق في مسار حاويات القمامة من الغرفة إلى مركبات جمع القمامة، ولا يسمح بأن تفتح غرفة النفايات على صالة المدخل للبناية أو الدرج أو الممرات الرئيسة المستخدمة لحركة السكان، وغيرها من الاشتراطات».

من جانبه، قال أحد مالكي البنايات ويدعى، عبدالله علي: «اعتدت تحذير المستأجرين من مغبة ترك أكياس القمامة في مدخل غرفة النفايات، ونكتب الإعلانات التحذيرية بهذا الخصوص، وما يترتب على مرتكبيها من عقوبات ومخالفات من قِبل البلدية، كما أوصيت حارس البناية بالمراقبة والمتابعة والإبلاغ عن أي حالة، لكن مع ذلك هناك من لا يلتزم».

وقال أحد سكان منطقة الخان، ويدعى أحمد موسى: «ما عدت استطيع احتمال الروائح الكريهة المنبعثة من غرفة القمامة، كما أن هناك هجوماً كبيراً من الحشرات علي شقتي، لدرجة أنني ما أن أفتح باب الشقة حتى تدخل الحشرات والذباب إلى داخل الشقة، إضافة إلى الروائح الكريهة»، متابعاً «عندما سألت حارس البناية، قال لي إنه ينظف المكان يومياً، وينبه الجميع بعدم رمي القمامة في مدخل غرفة النفايات، لكن هناك من لا يستجيب».

وأضاف موسى: «من المفترض أن تكون هناك عقوبات رادعة وصارمة، من قِبل البلدية، ومتابعة حثيثة من قِبل مالك البناية».

وذكر موسى أن «البلدية لم تعد تحذر سكان وأصحاب البنايات بضرورة المتابعة وتثبيت عقوبات رادعة للذين يقومون بمثل هذه الأعمال، ما أصبح يهدّد الصحة العامة للسكان، خصوصاً الأطفال منهم».

وتساءل: «كيف يتصرف البعض بهذه الطريقة؟ ولماذا؟ ألا يشعرون أن في هذا العمل ضرراً كبيراً لهم وللسكان كافة؟».

وقال أحد سكان منطقة المجاز ويدعى، علي مصطفى: «يومياً أشاهد بعض الأشخاص يحملون أكياس القمامة ويلقون بها في مدخل غرفة النفايات، وهم جيراني وأكون في غاية الإحراج عندما أشاهد بعضهم يلقي بها ويغادر إلى عمله، لدرجة أنه لا يكلف خاطره بالعودة إلى منزله لغسل يديه، ومثل هذا الشخص لا يمكن الحديث معه مادام لا يهتم بنظافة يديه التي تحمل أكياس القمامة».

وأيده منير أبو نصر، مضيفاً «قبل يومين تحدثت مع أحد الجيران، وقلت له لماذا لا تلقي أكياس القمامة في المكان المخصص لها، فما كان منه إلا أن قال لي: لا تتدخل في ما لا يعنيك، فبعد قليل سيأتي الناطور ويقذف بها إلى نازل القمامة، أم تريدني أن أقوم بمهمة الناطور».

وقال ساكن في المنطقة نفسها يدعى، (أ.ع): «أحياناً أكون مضطراً لإلقاء كيس أو أكثر في مدخل غرفة القمامة، لأسباب تتعلق بكون الغرفة مليئة بأكوام وأكياس النفايات، ولا مجال لرمي الأكياس في مكانها المخصص، وهذا الأمر يرتبط بتقصير واضح من قبل مالك البناية ونواطيره الذين لا يريدون تنظيف البناية، ما يهدد صحة السكان».

من جانبه، أوضح مسؤول في بلدية الشارقة أن «البلدية تنفذ دور تثقيفي وتوعية في ما يتعلق بالنظافة، وتركز على هذا الدور من خلال محاضرات وتدريبات عملية في المدارس ومختلف المؤسسات العاملة في الإمارة، على أساس أن كل فرد وكل أسرة تعي دورها في النظافة والصحة، خصوصاً في ما يتعلق بفضلات الطعام، والمكان المخصص لها، إذ نوفر في كل بناية غرفة للقمامة». ولفت المصدر إلى أن «مسألة النظافة والالتزام بأسسها الرئيسة تعد مسألة ثقافية، فمن يكون نظيفاً في بيته يكون نظيفاً أينما وجد، ويلتزم بالتعليمات والشروط والقوانين، وبالنسبة لمن يلقي أكياس القمامة في أي مكان سواء في مدخل غرفة القمامة أو في الشارع، فهو يعكس حالته الثقافية».

حاويات الشارع

قال حارس بناية، يدعى (ن.ص): «لا يستغرق بقاء أكياس القمامة أمام غُرف جمع النفايات دقائق معدودة، لأن النواطير يتجولون على غرف القمامة كافة، ويلقون ما يجدونه في داخلها إلى نازل القمامة، ولا يمكن أن تمكث طويلاً، وتالياً لا صحة لأولئك الشاكين من الروائح والحشرات، التي قد تكون من داخل بيوتهم فهي ليست من غرفة القمامة». وأيده حارس إحدى البنايات في منطقة الخان، ويدعى، راجو تشاند: «يومياً منذ ساعات الصباح الأولى أتابع غُرف القمامة، وعندما أجد أكياساً هناك ألقيها في نازل القمامة كي نجمعها ونرسلها إلى المكان المخصّص لها في الحاويات الموجودة في الشارع».

وأضاف «أبلغ سكان البناية كافة بأهمية ألا يتسببوا في أذى السكان الآخرين، وإلقاء أكياس القمامة وفضلات الطعام في المكان المخصّص لها».

الأكثر مشاركة