روائح حاويات القمامة «تطرد» سكاناً من منازلهم

«البلدية» دعت إلى التعامل الإيجــابي مع القمامة خلال نقلها الىاالحاويات. الإمارات اليوم

أعرب سكان مناطق مختلفة في رأس الخيمة عن انزعاجهم من الإهمال الذي يرافق مهام ترحيل حاويات القمامة خارج الأحياء السكنية، خصوصاً خلال عطلة نهاية الاسبوع، وعطلات المناسبات الرسمية والأعياد «الأمر الذي يتسبب في تكدسها بكميات كبيرة، إذ تمتلئ الحاويات، وتفيض منها على الأرض، لتكون مصدراً لانبعاث روائح نتنة، وتؤثر سلباً في الصحة العامة لسكان المناطق القريبة من الحاويات».

وفيما أكد سكان أن الروائح السيئة تدفعهم لمغادرة بيوتهم، مؤقتاً، في بعض الأحيان، بسبب شدتها، نفى المشرف على فرق النظافة في دائرة الأشغال والخدمات العامة في بلدية رأس الخيمة جوني سليم، وجود تقصير في أداء خدمات النظافة، مؤكداً، في الوقت نفسه، وجود برنامج خدمي نشيط يتولى سحب الأكياس المعبأة بالقمامة من أمام البيوت، وإخلاء حاويات القمامة أكثر من مرة في اليوم.

وشكا سليم بدوره من أن الواقع الميداني لجهود النظافة يكشف بكل وضوح عن حقيقة مؤلمة، تعكس ضعف تعامل بعض السكان الحضاري مع الجهود التي تبذلها الدائرة للمحافظة على نظافة مناطقهم.

وتفصيلاً، ذكر سعيد أحمد عبدالله، الذي يسكن في منطقة الجولان، أن منزله يقع على مقربة من حاويات جمع القمامة. وأنه كان يعتقد بأن تلك ميزة تتيح لأسرته التخلص من القمامة بسهولة أولاً بأول. لكنه اكتشف أنها نقمة مثيرة للإنزعاج، إذ تنبعث الرائحة الكريهة منها لفترات طويلة من الوقت، حتى بعد إزالتها بوساطة سيارات الأشغال.

ولفت إلى أن الأمر يصبح خارج الاحتمال، في أيام العطلات «إذ تتكدس الحاويات بالنفايات المنزلية أوقاتاً طويلة».

وتساءل عبدالله عن طبيعة مهام عمال النظافة، وأسباب تغيبهم عن عملهم اليومي، المتمثل في جمع أكياس القمامة، خصوصاً في العطلات، لافتاً إلى أن وظيفتهم تشبه وظائف الطوارئ التي لا يمكن الاستغناء عنها. أما سيف المنصوري، فيرى أن البطء في خدمات النظافة مرده الى عدم مواكبة التوسع السكاني المطرد في معظم مناطق الإمارة، خصوصاً في الفترة الأخيرة، حيث شهدت قيام مزيد من الأحياء السكنية، لذلك كان من الأهمية مواجهة ذلك بمزيد من الايات والحاويات والعمال والوسائل الأخرى التي تسهم في تقديم خدمات ذات جدوى، وتكون في متناول الجميع على مدار اليوم.

وتلاحظ أم حصة، التي تسكن الشعبية، أن عمال النظافة يختفون بعد الفترة الصباحية، بعيداً عن الأنظار، معربة عن اعتقادها بأنهم يتعمدون ذلك تجنباً لأداء واجباتهم. وتستدرك: «حتى في الفترة الصباحية لا يبدي العمال حماسة لسحب الأوساخ من أمام البيوت، على الرغم من أنهم يكونون تحت الرقابة. لكن الأسوأ، أنك تجد لدى بعضهم رغبة في الحصول على مقابل مالي من أجل قيامه بواجبه العملي»، موضحة أنهم يشتكون على الدوام من ضعف رواتبهم.

وفي رأي سالم أبوراشد، الذي يقيم في منطقة المعمورة، فإن «النظافة تشكل عنواناً للمجتمع، فمتى كان مهتماً بالنظافة، فإن ذلك دليل على أنه ينعم بالرقي. كما أنها -أي النظافة- تشكل الأرضية التي تقف عليها البيئة الصحية»، داعياً إلى أن تكون النظـافة جزءاً من ثقافة أفراد المجتمع العامة، ومن السلوك الذي يمارسونه تلقائياً. ويتابع: «لا أقصد بذلك القائمين على أعمال النظافة فحسب، بل السكان كلهم، وهو ما يعني أن عليهم لعب دور إيجابي، يتمثل في التعامل مع القمامة بطريقة سليمة في كل مراحل نقلها».

ويطالب أبوراشد الجهات القائمة على خدمات النظافة بتوفير وتوزيع الأكياس على المواطنين والمقيمين لاستخدامها بصورة مستمرة في جمع القمامة، مشيراً إلى أن «تلك الأكياس هي الحل الأفضل للمحافظة على نظافة البيئة».

وقال مواطن عرف نفسه بإسم «أبوناصر» إنه يقيم قرب نقطة تجميع القمامة، وإن الروائح النفاذة تحرمه من النوم لافتاً الى إنه يضطر إلى مغادرة منزله، في بعض الأحيان، إلى أماكن أخرى، حتى يتمكن من النوم.

ومن جانبه، قال المشرف على خدمات النظافة جوني سليم إن جهود النظافة في رأس الخيمة، لا تعاني من أي تقصير، مؤكداً أن الخدمات تجري بأسرع ما يكون، مدفوعة بوعيها أهمية مواكبة التطورات السكانية والاجتماعية المتسارعة في الإمارة، لافتاً إلى وجود 8500 حاوية كنقاط لاستقبال القمامة من المساكن و21 سيارة لجمعها وترحيلها، وتالياً القضاء عليها.

واعتبر سليم أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في عمال النظافة كما يخال الكثيرون، فهؤلاء تحت رقابة صارمة، بل في بعض السكان الذين يفضلون وضع القمامة خارج الـ«درامات»، حتى إن كانت تلك الحاويات فارغة، وفئة من الناس تبحث عن «الأجر» في أكياس القمامة، حين تأمر الخادمة بإفراغ محتوياته خارج الحاوية لتأكلها الحيوانات السائبة. وتابع: «من المفارقات الغريبة أن فئة من الناس يعجبهم تصويب أكياس القمامة مثل كرة (الباسكت) من مسافة بعيدة في الحاوية.

لكن غالبا ما تخطئ الهدف، فتسقط أرضاً، ويتبعثر ما فيها بصورة يتعذر معها إعادة تجميعه، فيكون سبباً في الرائحة الكريهة، وانتشار الذباب والفئران، وغيرها من الآفات الضارة بالبيئة.

تويتر