رأس الخيمة تتّجه لحظر الحيوانـــات السائبة في المناطق النائية
أكد أمين عام المجلس البلدي عبدالله النقبي خطورة الحيوانات السائبة في الطرق والشوارع، لافتاً الى أن «تلك الحيوانات كانت إحدى القضايا الملحة التي تثير اهتمام المجلس دائماً».
ولكنه اعتبر أن «هذه المشكلة باتت الآن تحت السيطرة»، منوهاً بقرارات المجلس في هذا الصدد. ومنها توجيه دائرة الأشغال والخدمات العامة بمصادرة الحيوانات السائبة في مناطق المدينة، ونقلها من غير تردد الى المسلخ، لذبحها وبيع لحومها.
ورداً على شكاوى من سكان مناطق نائية في الإمارة، كشف النقبي لـ«الإمارات اليوم» عن توجه المجلس الى اتخاذ قرارات مماثلة قريباً.
وكان سكان مناطق في رأس الخيمة شكوا من وجود حيوانات سائبة في الأحياء السكنية، وعلى الشوارع العامة، لافتين الى أنها تشكل مصدر خطر على سلامة الحركة المرورية، وتعرقل الجهود المبذولة لتزيين المدن. كما أنها تمنع المساعي الحثيثة للمحافظة على البيئة.
وتفصيلاً، ذكر سعيد علي المحمودي، وهو مواطن من رأس الخيمة، أن الحيوانات السائبة تشكل ظاهرة مزعجة، بسبب انعكاساتها السيئة على البيئة، مشيرا إلى أن الجزء الأسوأ في المشكلة أن بعض الأهالي يربون الأغنام والأبقار داخل مساكنهم، من دون مراعاة لأحوال جيرانهم. وأوضح أن «تلك الحيوانات تمثل مصدراً للإزعاج والضوضاء والرائحة الكريهة، والأوساخ التي تجلب كثيراً من الآفات والأمراض».
وطالب المحمودي بإنشاء حظائر بعيدة عن الأحياء السكنية ومجهزة بالرعاية البيطرية والغذائية بصورة مثلى، لمساعدة الراغبين في تربية هذه الحيوانات بعيداً عن المناطق السكنية، معتبراً أن هذا الإجراء ضروري جدا «حتى تعطي هذه الحيوانات منافعها على نحو أفضل، وتكون تربية الحيوانات قائمة على نهج عصري يضمن سلامتها وتغذيتها».
ويصف المواطن عبيد علي الشحي هذه الظاهرة بأنها «مشكلة حقيقية»، موضحاً أن «الحيوانات السائبة تتحرك نحو السيارات المسرعة على الشوارع ليلاً أو نهاراً، وتصطدم بها، فتكون النتيجة حادثاً مرورياً يزهق الأرواح ويسفر عن مصابين وخسائر مادية».
وبحسب الشحي، فإن تكرار الحوادث التي كانت الحيوانات السائبة طرفاً رئيساً في وقوعها أفقد المجتمع عدداً من أبنائه الشباب.
أما المواطن مصبح سعيد مصبح، فيرى أن مشكلة الحيوانات السائبة لا تنتهي عند كونها جزءاً من أسباب وقوع كثير من الحوادث المرورية، بل تتعدى ذلك لتكون عائقاً مزعجاً أمام الجهود المبذولة للمحافظة على البيئة «فالحيوانات حين تسرح بلا رقيب، تقضي على المسطحات الخضراء، وتأتي على الأشجار والنجيل، إضافة الى أنها تتسبب في تلويث الأرض بمخلفاتها».
ويرى مصبح أن «تسييب الحيوانات يعرضها هي ذاتها للحوادث، إذ تلتهم أكياساً من البلاستيك، ومخلفات ضارة، مما يؤدي إلى نفوق بعضها».
ويؤكد المواطن علي جاسم أن «ظاهرة الحيوانات السائبة شهدت تحسناً ملحوظاً بعد تنفيذ نظام السياج العازل حول الشوارع العامة، إذ أسهم في منعها من الوصول الى الشوارع، حيث السيارات المسرعة».
ويضيف «لكن ظاهرة الحيوانات السائبة لاتزال موجودة في بعض المناطق، مثل شارع الرمس وخور خوير وغليلة وشعم. لذلك تبقى مطالبة الأهالي هناك قائمة بإيجاد حل لها».
وبحسب النقبي، فإن مشكلة الحيوانات السائبة كانت دائما موضوعا للبحث من قبل أعضاء المجلس البلدي «الذين أدركوا أنها تعيق الجهود المبذولة للارتقاء بالخدمات بمختلف أشكالها، فضلاً عن كونها سبباً مباشراً للحوادث المرورية».
وأضاف أن «المجلس اتخذ خطوات عدة بهدف القضاء على هذه الظاهرة بصورة جذرية، فبدأ في مواجهتها داخل الأحياء السكنية، باعتبارها الأكثر تضرراً منها».
كما طالب دائرة الأشغال والخدمات العامة بالبحث عن الحيوانات السائبة أينما وجدت، ومصادرتها، ومن ثم نقلها الى المقصب لذبحها والتصرف في لحومها بالبيع لمصلحة البلدية.
وحول الحيوانات السائبة التي يشتكي منها سكان القرى النائية، ذكر النقبي أن «أمانة المجلس تُخضع المشكلة للدراسة، خصوصاً أن حياة القرى النائية أصبحت حياة مدنية راقية، ومن المنتظر صدور قرار مماثل لما هو مطبق في المدن حالياً، يتضمن حظر الحيوانات السائبة وسط القرى، أو في زرائب مجاورة للمساكن».