يتيمات يبتكرن علامة «تمكين» للمنسوجات

المشروع يمكّن اليتيمات من الإنفاق على عائلاتهن. تصوير: باتريك كاستيلو

ابتكرت فتيات منتسبات إلى مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، علامة تجارية خاصة بالمشغولات المنزلية التي ينسجنها، أطلقن عليها اسم «تمكين» تيمناً بالمؤسسة التي احتوتهن، وتأكيداً على وجودهن عناصر فاعلة في المجتمع الإماراتي.

المنتسبات البالغ عددهن 12 فتاة يتيمة، بدأن المشروع قبل أربع سنوات ضمن ورشة لتعليم فنون الخياطة والتصميم، نفذتها المؤسسة لاستغلال وقت فراغ الفتيات المتوقفات عن الدراسة، من خلال إنتاج منسوجات ومشغولات يدوية تتمتع بجودة عالية وحرفية في الصنع، تنافس المعروض في الأسواق المحلية.

وقالت عائشة محمد (28 سنة) أولى المنتسبات في الورشة لـ«الإمارات اليوم»، إن الفكرة بدأت بتعليم أربع فتيات من اليتيمات حرفة الخياطة على يد مصممة متطوعة في مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، مضيفة أنها انضمت إلى هذه الورشة لأنها شعرت بأنها تقدمت في العمر، ولم يعد ممكنا بالنسبة إليها متابعة تعليمها ضمن برنامج تمكين الأكاديمي.

وأضافت «تدريجياً بدأت أجيد حياكة مشغولات ومنتجات منزلية، مثل مفارش الطاولات وأطقم الصلاة النسائية. وبالتدريب المتواصل خرجت من مرحلة التعلم، الى مستوى الاحتراف، وبدأت حياكة أطقم غرف النوم، وتطريز أغطية الوسائد، وتفصيل إكسسوارات المجالس العربية».

نقلت عائشة خبرتها التي اكتسبتها لـ12 يتيمة من منتسبات مؤسسة تمكين، وعلمتهن أساسيات الخياطة، وتمكنّ معاً بمساعدة المؤسسة، من تأسيس مشغل دائم لهن.

وتضيف عائشة «أرادت إدارة المؤسسة، تشجيع الفتيات فوفرت لهن مستلزمات إنشاء مشغل دائم، تنتج فيه الفتيات أصنافاً متنوعة من المشغولات المنزلية التي تنافس المعروض المحلي في أسواق الشارقة، مع مراعاة جودة الحياكة وتنسيق الألوان، ومواكبة الموضة والأشكال العصرية».

وتابعت أن «الإقبال المتزايد على المنتجات والمشغولات التي يتم بيعها في معارض تقيمها المؤسسة في الدوائر الحكومية في الشارقة ودبي والمنطقة الشرقية، شجع الفتيات على مواصلة الإنتاج وابتكار أصناف جديدة ونوعية من المنتجات» لافتة إلى أن «المجموعة طرحت منتجات موسمية تضم تشكيلات متنوعة من أطقم الجلوس ومفارش الطاولات، وخلال شهر رمضان طُرحت أنواع مختلفة من مفارش الصلاة للفتيات والأطفال، إضافة إلى أصناف متنوعة من سجاد الصلاة وأغلفة المصاحف، حيث بيعت المجموعة كاملة، ونحن نسعى حالياً لتغطية السوقين المحلية والخليجية».

بعد النجاح الذي تحقق ابتكرت إدارة المؤسسة والمنتسبات، علامة تجارية مخصصة لمنتجات ومشغولات المشغل، أطلقن عليها «تمكين» بهدف إعطاء هوية للمنسوجات وتثبيت الفتيات في السوق المحلية، وفق مديرة مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي منى بن هده السويدي، التي أكدت أن المؤسسة نفذت نحو 30 معرضاً على مستوى الدولة في مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، والمشاركة في المعارض الدولية والمحلية، من أبرزها معرض الزفاف ومهرجان الخليج الأول للعمل الاجتماعي، بهدف بيع منتجات ومشغولات الفتيات، التي ظهرت بصورة مدهشة، الأمر الذي حفّز الفتيات على ابتكار شعار، عبارة عن علامة تجارية دائمة تميز المنتجات وتكسب العمل المنتج مصداقية وتفرداً عن المعروض، لافتة إلى أن الفتيات يخضعن لدورات تدريبية وورش عمل دائمة لتطوير مهاراتهن الحرفية، وتحفيزهن على الإبداع والابتكار في التصاميم المنتجة.

وقدمت المؤسسة مكافآت شهرية تشجيعية للفتيات المنتجات، إضافة إلى منح المشاركات قيمة المنتجات المباعة في المعارض، التي تسجل في حساب خاص بالورشة.

وتضيف السويدي أن المؤسسة تشتري المنتج كاملاً، وتعطي قيمته لكل فتاة شاركت في توفير طلبية المشغولات، مما يساعدهن على توفير مصدر رزق لأسرهن، وتنميته من خلال تكثيف الإنتاج.

ويذكر أن مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي تقدم خدمات للمنتسبين من الأيتام وأوصيائهم، منها خدمات اجتماعية ونفسية وبيئية ومهنية وصحية، إضافة إلى التمكين الأكاديمي الذي يعد من أهم برامج المؤسسة، ويعنى بشؤونهم التعليمية، عبر توفير فرص دراسية جديدة للأيتام؛ ومِنَح لمتابعة الدراسة الجامعية، وتوفير مستلزمات الدراسة، وتعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة من الأيتام، ورعاية الموهوبين والمتفوقين. وتنظم مشروعات متنوعة لخدمة الأيتام، منها كفالة الأيتام، والحقيبة المدرسية، وبرنامج المتأخرين دراسياً واخر للتأهيل المهني، ومشروعات المساعدات الموسمية.

دورات ومعارض

ذكرت رئيسة قسم البحث والمساعَدات الاجتماعية والمشرفة على برنامج تمكين المهني في مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي نوال ياسر، أن المؤسسة نفذت برنامج الورش المهنية ضمن برامج التمكين المهني والوظيفي للأبناء، واستهدفت المنتسبات المتوقفات عن الدراسة، اللاتي خضعن لدورات تعليم فنون الخياطة والتصميم وإنتاج المشغولات الحرفية بجودة عالية.

وتابعت أن المنتجات تروّج من خلال خطة تنفيذية سنوية، تقوم من خلالها المؤسسة بإقامة معارض على مستوى الدولة، فضلاً عن المشاركات في معارض دولية وأخرى محلية، منها معارض متنقلة أقيمت في دوائر حكومية مثل دائرة التنمية الاقتصادية في دبي ومنتجع ميريديان العقة في الفجيرة ودائرة المالية المركزية في الشارقة وجامعة الشارقة.

وأضافت أن منتجات الفتيات واكبت المعروض في السوق المحلية، وحرصت بشكل مستمر، على تنفيذ خط جديد من الإنتاج، باستخدام قطع فنية وإكسسوارات في المنتج فضلاً عن إدخال تصاميم ولمسات من دول عربية واجنبية.

تصاميم جديدة

أكدت فتيات في المجموعة أنهن يعتزمن دخول عالم تصميم الملابس النسائية.

وقالت فاطمة علي (30 سنة) إن النجاح الذي حصدته ماركة «تمكين» في مجال المنتجات والمشغولات المنزلية، حفّز المجموعة على اقتحام مجال صناعة العباءات والشيل النسائية، خصوصاً أن الصناعة تلقى قبولاً لدى النساء. وأضافت أن التصاميم التي تم طرحها أخيراً شهدت إقبالاً من النساء والفتيات، كما أن الطلب زاد على أطقم الصلاة وأغطية غرف النوم، والحقيبة العصرية التي تتحول بعد فتحها سجادة للصلاة، مشيرة الى أن فتيات المجموعة مبدعات وجريئات ويمتلكن روح الابتكار

تويتر