دبي تفتح باب الإفتاء للنساء

دائرة الشؤون الإسلامية في دبي تبدأ تدريب مواطنين ومواطنات الأسبوع المقبل.                   تصوير: إيرك أرازاس

تستعد دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي لتخريج «جيل من المواطنات المفتيات» لتولّي مسؤولية «الإفتاء للرجال والنساء داخل الدولة وخارجها».

وقال المدير العام للدائرة الدكتور حمد الشيباني لـ«الإمارات اليوم» إن «الدائرة دعت المواطنين والمواطنات الراغبين في تولّي مهام الإفتاء، والمؤهّلين لهذه المسؤولية، إلى التقدّم إليها»، مشيراً إلى أن «الدعوة لاقت استجابة كبيرة من الذكور والإناث».

وأعلن أن الدائرة ستبدأ الأسبوع المقبل تدريب من وقع عليهم الاختيار من المتقدّمين الذكور، وتالياً تبدأ تدريب الإناث، وسيتم بداية العام المقبل فتح الباب لاستقبال متقدّمات أخريات .

وأوضح أن الدائرة تتولى تدريس المتقدّمات منهجاً علمياً يضمّ دروساً في أصول الفقه والفتوى والفقه المذهبي، على مدار عامين.

وعلى الرغم من وجود معارضة من مشايخ وعلماء دين في دول عدة وفي مؤسّسة الأزهر «لتولّي المرأة موقع الإفتاء»، إلا أن مدير إدارة الإفتاء في الدائرة الدكتور أحمد الحدّاد «أفتى بجواز تولّي المرأة هذه المسؤولية، وأن تتولّى أيضاً منصب المفتي العام في الدول». وقال لـ«الإمارات اليوم» إن «المرأة كالرجل في باب الإفتاء سواء بسواء، لأن الإفتاء مرتبة علمية تؤهّل صاحبها لأن يكون مفتياً، ومن كانت لديه الأهليّة العلمية فقهاً وتفسيراً وحديثاً ومعرفة بالواقع فهو أهل للإفتاء، رجلاً كان أو امرأة».

وفي التفاصيل، قال الشيباني إن «الدائرة أطلقت مشروعاً لإعداد جيل من المفتين المواطنين الذكور والإناث، والهدف الرئيس من المبادرة إيجاد مواطنات مفتيات ملمّات بفقه المرأة، وقادرات على التواصل مع النساء والإجابة عن أسئلتهن الشرعية».

وأضاف «يغلب على نساء كثيرات الحياء، ويتحرّجن عند توجيه أسئلتهن الدينية الخاصة إلى علماء دين، من هنا، تأتي أهمية المرأة المفتية، وتهدف المبادرة غير المسبوقة في الدولة، وربما على مستوى الدول العربية، إلى إيجاد جيل من المفتيات المؤهّلات دينياً على أعلى مستوى لتولّي المسؤولية في الدائرة، ومختلف دوائر دبي ومؤسساتها»، مؤكداً أن «المفتيات المنتظرات قد يمتد مجال عملهن إلى مؤسسات الدولة المختلفة، ومؤسسات في الخارج».

وأوضح الشيباني أن «تأهيل المتقدّمات للإفتاء يتم بالتنسيق مع كلية الدراسات الإسلامية، وبتدريب من مفتين عاملين في الدائرة»، ولاحظ أن «الإقبال الأكبر على المشروع كان من النساء، وتهدف المرحلة الأولى إلى تخريج ست مفتيات، على أن يزيد العدد في المراحل المقبلة».

وقال الدكتور الحدّاد «قابلنا متقدّمات من طالبات الجامعات ومرحلة الدراسات العليا، فوجدنا بعضهن أحسن كفاءة من بعض الذكور، وأتمنى أن يكون لهن حضور في إدارة الإفتاء للحاجة الماسّة إلى عنصر نسائي في هذا المجال»، وأضاف «حاجتنا إلى المفتية المرأة كبيرة، للتواصل مع النساء اللاتي يتحرّجن من طرح أسئلتهن على الرجال».

ورفض الحدّاد الآراء التي تمنع المرأة من تولّي منصب الإفتاء، قائلاً: «كان في السلف الصالح نساء مفتيات، وفي عصر الصحابة كانت أمّهات المؤمنين مفتيات، ومن بعدهن في سائر العصور. لذلك، إذا تأهّلت المرأة دينياً فهي مفتية».

تويتر