سكان يشكون انقطاع الكهربـاء في موقف تحت الأرض
شكا سكان في أبوظبي، تكرار انقطاع الكهرباء في موقف السيارات مدفوع الاجر، الذي يشغل ثلاثة طوابق تحت الأرض في المنطقة الواقعة بين شارعي خليفة وحمدان، خلف مستشفى النور، مشيرين إلى «أنه من دون إضاءة منذ أكثر من ستة أشهر تقريباً، ويبدو مخيفاً جداً، لأن الظلام الدامس يحيط به من كل مكان، ولا توجد إنارة، إضافة إلى أن ضوء الشمس لا يعرف طريقاً إليه».
وأعربوا عن مخاوفهم من تعرضهم لمخاطر، إضافة إلى انتشار المتسولين الذين يجدون في الموقف مأوى ومصدر رزق لهم، مطالبين الجهات المسؤولة بالتدخل لإعادة الكهرباء إلى الموقف، حتى يشعروا بالأمان على أنفسهم وذويهم.
800 سيارة علمت «الإمارات اليوم» أن الموقف يستوعب 800 سيارة، ولا يوجد به أي مكان شاغر للاشتراكات الجديدة، وأن قيمة الاشتراك الشهري تبلغ 350 درهماً، وقيمة الاشتراك ربع السنوي (كل ثلاثة أشهر) يبلغ 1050 درهماً، كما أن رسم الوقوف لساعة واحدة يبلغ درهمين، والحد الأقصى لاجرة الوقوف يومياً 15 درهماً. |
في المقابل أقر مدير إدارة المواقف في دائرة النقل في أبو ظبي المهندس نجيب الزرعوني، بحاجة الموقف إلى الصيانة، وأن عدد المصابيح الموجودة به قليل جداً، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في الدائرة الكهربائية الخاصة به، إذ إنه كلما أضافت الهيئة مصابيح جديدة فإنها تحترق، موضحاً أن «الخطأ نابع من دائرة الكهرباء نفسها، وليس تقصيراً من قبل الهيئة في تركيب مصابيح بديلة عن المعطلة».
ووعد الزرعوني رواد الموقف بإصلاح الخلل الموجود في الكهرباء، وتركيب مصابيح جديدة وأجهزة خافضة للحرارة، وكذا إصلاح أجهزة التذاكر، وإحلال العاطل منها بأخرى جديدة، والاهتمام بنظافة الموقف على أكمل وجه، مشيراً إلى أن الموقف سيشهد تجديداً وتغييراً جذرياً قبل نهاية العام الجاري.
وتفصيلاً، زارت «الإمارات اليوم» الموقف وتبين أنه تحول إلى كتلة من الظلام، ومن الصعب دخوله، أو تحديد السيارات التي تقف بداخله.
وقالت مديرة عامة في إحدى الشركات تدعى (ل. ب)، إن «مشكلة الموقف ممتدة منذ ستة أشهر تقريباً، إذ إنه يعاني من انقطاع الكهرباء، على الرغم من أنه تحت الأرض، ولذا فالمكان مخيف جداً، لعدم وجود أي إضاءة واضحة ومعتم تماماً».
وأضافت أن الموقف يفتقر إلى الأكسجين، ما يؤدي إلى الاختناق بسبب ارتفاع الرطوبة ودرجات الحرارة العالية.
وطالبت القائمين على إدارة المواقف في أبوظبي بوضع سياراتهم في ذلك الموقف، مؤكدة أنهم لن يتمكنوا من الوصول إليها بسهولة، إذ إنهم إذا استطاعوا الوصول إليها فإنهم سيجدونها بعد عناء من خلال الاستعانة بالمصابيح المحمولة باليد، داعية القائمين عليه إلى تنظيم حملات تفتيشية أو حتى إجراء صيانة دورية له.
وذكرت مستخدمة للموقف تدعى فاطمة، أنه كان نظيفاً جداً ومثالياً عند افتتاحه، والإنارة كانت منتشرة في كل مكان، ولكن منذ عدة أشهر فوجئت بأنه تحول إلى مكان يشبه الكهف، معربة عن خوفها وقلقها على نفسها أو على أي امرأة أخرى تدخله من التعرض لأي مكروه، خصوصاً أنهن قد يدخلن الموقف بمفردهن، ما ينذر بخطر أكيد من تعرضهن -على الأقل- لمضايقات.
وأيدتها أم شيماء، قائلة إنها تعرضت بالفعل للرعب والخوف ذات مرة حينما دخلت إلى الموقف ووصلت إلى سيارتها في وسط الظلام، وما لبثت أن أشعلت ضوء سيارتها حتى فوجئت قبل أن تغلق بابها بصوت متسول يطلب منها المساعدة، فارتعشت من الموقف، وعلى الفور أعطته نقوداً وأغلقت باب السيارة وانطلقت مسرعة إلى الخارج، مشيرة إلى أنها مضطرة لإيقاف سيارتها يومياً في ذلك الموقف، لأنها لا تجد موقفاً آخر خالياً.
وتتساءل مستخدمة للموقف تدعى منال، قائلة: هل تعجز دائرة النقل عن إنارة الموقف بطوابقه الثلاثة؟ وأين دور الرقابة وأجهزة التفتيش على تلك المواقف؟ معربة عن قلقها مما يحدث داخله، وما قد تتعرض له النساء من مضايقات، مشيرة إلى أنها تخشى تماماً الآن الدخول إلى الموقف بمفردها، فهي دائماً تصطحب أحد أفراد أسرتها خوفاً من أي مواقف مفاجئة.
وأكدت منال أنها تعثرت وسقطت في الموقف أكثر من مرة وهي حامل، بسبب عدم رؤية الأرصفة، كما أنها تبذل جهداً كبيراً ومرهقاً من أجل الوصول إلى سيارتها.
وأبدت الدكتورة (م.أ) دهشتها من سوء الخدمة في الموقف، موضحة أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل إن ماكينة التذاكر الخاصة بالموقف لا تعمل، إذ إنها توقف سيارتها يومياً في الموقف وتدفع 15 درهماً يومياً نظير ذلك، مشيرة إلى أنها تضطر- وغيرها من رواد الموقف- إلى انتظار «أفراد الأمن» لحين إعطائهم تذاكر يدوية، ما يؤخرهم عن أعمالهم.
وأكد مستخدمون للموقف يعملون فى شركات قريبة منه أنه يفتقر إلى النظافة والصيانة ومليء بالقطط، مطالبين المسؤولين الاهتمام بتلك المنطقة ومواقفها، دون النظر فقط إلى جعل كل المواقف برسوم من دون أن يكون هناك موقف نظيف وآمن وصحي، يستفيد منه السكان والموظفون.
من جانبه أوضح مدير إدارة المواقف في دائرة النقل في أبوظبي، أن الدائرة تعاقدت مع شركة صيانة لمتابعة الموقف وإصلاح الكهرباء في طوابقه الثلاثة، موضحاً أن «الشركة تعمل حالياً على إصلاح الكهرباء في الموقف، وكشف أسباب احتراق المصابيح المتكرر».
وحول ارتفاع درجات الحرارة، والرطوبة العالية داخل الموقف قال الزرعوني بأن الحرارة والرطوبة عاليتان جداً بالفعل داخل الموقف، موضحاً أن «دائرة النقل تسعى إلى إيجاد حل لتلك المشكلة من خلال تركيب أجهزة تقلل من درجة الحرارة والرطوبة داخله»، معلناً أن الدائرة تدرس حالياً أنواعاً عدة من الأجهزة لاختيار أفضلها لتركيبه قبل نهاية السنة.
وعن تعطل ماكينات التذاكر بالموقف قال الزرعوني إنه تم حالياً تكليف شركة متخصصة لاستبدالها، وإزالة الماكينات المعطلة القديمة التي لا يمكن إصلاحها، وتركيب أخرى جديدة بدلاً عنها.
وأوضح أن إدارة المواقف في دائرة النقل كانت قد تسلمت الموقف في شهر مايو الماضي بحالته المتردية، مشيراً إلى أن «الدائرة أوكلت الموقف حالياً وبصفة مؤقتة، لشركة صيانة لإصلاح ما يمكن إصلاحه من المصابيح، ومعرفة مشكلة الكهرباء، حتى يتم إجراء المناقصة وانتهاء إجراءات اختيار شركة صيانة رئيسة تغير كل المصابيح، وتكون مسؤولة عن الموقف على مدار اليوم، وسيتم تنظيف الموقف بشكل جيد».
وأكد أنه يتم حالياً التشديد على شركة الأمن الموجودة في الموقف، لكي تنشر رجالها في أرجائه، حتى يمنعوا أي حالات سرقة أو اعتداء أو أي مخالفات أو تجاوزات قد تحدث داخله، معلناً أن ذلك سيتم تعميمه على كل المواقف الموجودة في أبوظبي وعلى مدار الساعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news