مواطنة تترجم القانون للصم والبكم

فاطمة المناعي ملمّة بلغتي الإشارة العربية والإنجليزية. تصوير: دينيس مالاري

تعلّمت فاطمة خليفة المناعي، لغة الإشارة للصُم والبُكم في شهرين، خلال فترة خطبتها لزوجها محمد حسن أهلي، منذ نحو سبع سنوات، إذ كان مترجماً لتلك الفئة من المجتمع، فشجعها على الانتساب متطوّعة في نادي دبي للرياضات الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، إلى أن أصبحت الآن محترفة، تمتلك المهارات الحركية وسرعة البديهة والدقة في توصيل المعلومة، باعتبارها أول مترجمة قانونية للصُم والبُكم «لغة الإشارات لذوي الاحتياجات الخاصة» على مستوى الدولة.

وقالت المناعي لـ«الإمارات اليوم» إنها أصرّت على كسب التحدي منذ ارتباطها بزوجها في عام ،2002 وتعلمت منه لغة الإشارة التي كان يتقنها، كونه مترجماً معتمداً في جميع دوائر دبي. وأكدت «بالفعل أتقنتها خلال شهرين فقط». ثم باتت على قدر من الاحتراف يؤهلها إلى إفهام القوانين والتهم والإجراءات والأسئلة الموجّهة إلى تلك الفئة.

وكانت المناعي أدت قبل نحو عامين ونصف العام، وتحديداً في يوليو من عام ،2007 اليمين القانونية في محاكم دبي أمام رئيس المحكمة المدنية، لتكون بذلك أول مترجمة معتمدة لذوي الإعاقة السمعية، فأقسمت على أنها «ستؤدي أعمال الترجمة بكل صدق وأمانة وعلى أكمل وجه، وبما يمليه عليها ضميرها وواجبها الديني، مراعية بذلك الحق والعدالة».

وبدأت المناعي عملها في محاكم دبي منذ عام 2006 في قسم الطباعة، ثم عملت مساعداً إدارياً في شؤون الخبراء والمحامين، ومن بعدها مترجمة. وأضافت «لا يقتصر عملي على الترجمة في محاكم دبي، إذ أتعاون مع شركاء المحاكم، كأن أترجم لشخص في مستشفى راشد، أو نيابة المرور، أو القيادة العامة لشرطة دبي».

وأشارت إلى أنها «تلّم بلغتي الإشارة العربية والإنجليزية، وتقدم دورات تدريبية فيهما لمتدربين في محاكم دبي»، مضيفة أن «جميع موظفي وموظفات محاكم دبي من ذوي الاحتياجات الخاصة البالغ عددهم 19 موظفاً وموظفة من أصدقائي وأصدقاء زوجي، وهم يعملون في الأرشفة».

وتعود المناعي (24 عاماً)، الأم لولدين هما مايد ومنصور، سنوات للوراء لتقول: «منذ انضمامي متطوّعة في النادي في عام ،2002 كسبت أصدقاء وصديقات من ذوي الإعاقة السمعية هم الأقرب إليّ الآن».

تشعر المناعي ـ التي حصلت على دورات عدّة في تعلم لغة الإشارة عند خبراء متخصصين في تلك اللغة ـ بالفخر لحصولها على شهادات تقدير من نادي دبي للرياضات لذوي الاحتياجات الخاصة. وأكدت أنها «لا ترى فرقاً بين المعاقين سمعياً والأصحاء سوى عدم تمكّنهم من الكلام».

وتتمنى المناعي «إنشاء نادٍ رياضي خاص بذوي الإعاقة السمعية، على اعتبار أن النادي الحالي يضّم كل أصحاب الإعاقات السمعية والذهنية والحركية و(متلازمة داون)».

التقت المناعي بصاحب السمّو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في رمضان الماضي، في أثناء استقباله ذوي الاحتياجات الخــاصة، وقالت إنه «شعر بالسعادة حينما أخبرته بأنني متـــطوّعة منذ عام ،2002 وسألني عن بعض الحركات الخاصة بلغة الإشـــارة التي أداها سموّه مع المعاقين».

تويتر