سكان في رأس الخيمة: مقاهـي الشيشة تضرنا صحياً
أعرب سكان في رأس الخيمة عن مخاوفهم من انتشار المقاهي التي تقدم الشيشة لزبائنها، مؤكدين أن دخانها يلوث البيئة ويضر بالصحة العامة، معتبرين أنها ظاهرة سلبية لا تليق بمجتمع رأس الخيمة، وتغري الأبناء الصغار ليكونوا من فئة المدخنين، مشيرين إلى أنها مصدر إزعاج للأسر الباحثة عن الاستجمام على الكورنيش.
في المقابل، قال نائب مدير الدائرة الاقتصادية في رأس الخيمة، حمد أرحمه الشامسي، إن «المقاهي تخضع لإجراءات واشتراطات صارمة قبل ترخيصها، تهدف إلى منع ظهور الجوانب السلبية الى أقصى درجة، ولعل أبرز تلك الاشتراطات الاهتمام بالنظافة وحظر استقبال الشباب الذين تقل اعمارهم عن 18 عاماً».
ومن جانبه، أكد مدير هيئة البيئة والتنمية في رأس الخيمة، الدكتور سيف الغيص، أن «الدخان المتصاعد من الشيشة أو حتى من البخور يعتبر غباراً، من حيث تسببه في تلوث الجو ولذا يتعرض من يداوم على استنشاقه لأضرار صحية، ما يدفعنا للمطالبة بعدم ترخيص الشيشة نهائياً أو على الأقل إخراجها من الأماكن التي يوجد فيها غير المدخنين».
كانت «الإمارات اليوم»، تلقت شكاوى من سكان في رأس الخيمة لكثرة انتشار الشيشة، وقال زيد المنصوري، الذي أكد أن تدخين الشيشة يضر بالصحة العامة خصوصاً للأطفال، منوهاً بمشروع تطوير الكورنيش، مشيرا إلى «انه جاء منسجما مع ضرورات النهضة السياحية التي يتطلع اليها مجتمع رأس الخيمة، خصوصاً الأسر التي باتت تنتظر عطلة نهاية الاسبوع بفارغ الصبر لتصطحب أطفالها لقضاء وقت مشحون باللهو والمتعة على الكورنيش».
وأضاف المنصوري الذي كان يصطحب أحد أطفاله: كورنيش القواسم وفر لنا شاطئاً مثالياً للتنزه، لكن المقاهي التي تقدم الشيشة المنتشرة على مقربة منه تعكر صفو المكان وتحوله إلى جو مشحون بسحب الدخان الأسود، الأمر الذي تسبب في حرمان بعض الأسر من المجيء اليه تجنبا لاستنشاق الدخان الملوث.
وذكر سعيد أحمد سعيد، وهو موظف في مؤسسة خاصة، أن مقاهي الشيشة تمارس نشاطها في الأماكن التي يزورها الكثير من الناس مثل الشواطئ والأسواق والمراكز التجارية، ومن المعروف ان الناس يزورون تلك الأماكن بصحبة أسرهم، رغبة منهم في شراء احتياجاتهم أو بحثا عن الترفيه والتسلية لكن الدخان المنبعث من الشيشة يعرضهم لمخاطر صحية محتملة مثل أمراض الصدر والحساسية والاصابة بالربو.
وطالب سعيد، بوقف أنشطة مقاهي الشيشة في الأماكن التي ترتادها الأسر مشيراً إلى أنه يفضل أن تكون في مواقع نائية عن التجمعات السكانية، مؤكداً أنه من الخطأ السماح لتلك المقاهي بمزاولة أنشطتها غير المرغوب فيها بالقرب من الشواطئ والأحياء السكنية والأسواق.
ودعت أم ناصر، موظفة في القطاع الصحي، إلى إلغاء تراخيص الشيشة نهائياً في المجتمع لأنها دخيلة عليه وتشكل خطراً على صحة الناس جميعا موضحة: ليس بالضرورة أن يكون الانسان مدخنا للشيشة حتى يصاب بأمراضها بل أيضا الأمراض تطال الذين يدخنونها سلبياً أي يستنشقونها عن بعد.
وتساءلت:ما الفائدة التي يجنيها المجتمع من مقاهي الشيشة غير نشر الأمراض بين الناس؟ في الوقت الذي يلهث فيه المجتمع باحثاً عن سبل لإنقاذ أبنائه من عادة تدخين السجائر.
ويرى محمد حمدان، أن متاعب الشيشة لا تنتهي عند تلك الأضرار الصحية وحال الادمان التي يتعذر الافلات منها فحسب بل أيضاً تمثل ساحة ينشغل بها العديد من الأزواج عن أسرهم بالنحو الذي فاقم من الخلافات الأسرية بصورة مزعجة.
وقال سعيد السويدي، ان ظاهرة الشيشة باتت جزءا من الممارسات السلوكية التي تجتذب فئة من الطلاب وتشغلهم عن الانتظام في الواجبات المدرسية فهم يهربون نهارا من مقاعد الدراسة ليمكثوا في المقاهي. مشيرا الى ان «محاربة الشيشة ينبغي ان تكون ضمن الأولويات الاجتماعية والصحية».
من جانبه، أوضح نائب مدير الدائرة الاقتصادية في رأس الخيمة، حمد أرحمه الشامسي، أن الأنشطة التي تزاولها مقاهي الشيشة تحت بصر وسمع الدائرة الاقتصادية، باعتبارها الجهة المرخصة لها مشيرا إلى أن «الحصول على الترخيص بمزاولة المهنة أمر يتطلب تنفيذ العديد من الاشتراطات، إضافة إلى المتابعة الميدانية من جانب الدائرة».
وأضاف أن الشيشة جزء من نشاط المقاهي، لكن يشترط أن تكون بمعزل عن الأنشطة الأخرى، كما يتعين اغلاقها بعد الثانية فجرا وحتى الثامنة صباحا ومن الامور المحظورة تماما استقبال الصغار الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً وفي حال مخالفة ذلك يتم اغلاقها فورا ومن غير تردد.
وبدوره أكد مدير هيئة البيئة والتنمية، الدكتور سيف الغيص، أن تدخين الشيشة ينطوي على مخاطر صحية خطيرة، تشبه تماما تلك التي تحدث للانسان نتيجة وجوده في بيئة تعاني التلوث بالغبار أو الغازات، موضحاً أن «الدخان المتصاعد من الشيشة هو أصلا عبارة عن جزيئات تكون عالقة مع الهواء فتغير من خصائصه الطبيعية نحو الأسوأ، لذا ليس بوسع المرء أن يتجنب استنشاقه إذا كان يجلس بجوار شخص يدخن، وهنا مكمن الخطر الصحي فانتقال جزيئات الدخان الى الرئة يعني امكانية تحوصلها بالنحو الذي يجعل منها مصدرا للمتاعب الصحية حالا ومستقبلا.
وطالب الغيص بعدم التساهل مع المشكلات البيئية الناجمة عن مقاهي الشيشة لأنها تشكل ضررا على سلامة صحة الناس.