حنيف: تطعيم الحجاج إجباري بدءاً من اليوم
اعلن وزير الصحة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لمواجهة فيروس «إتش1 إن1» الدكتور حنيف حسن، ان التطعيم متوافر في المؤسسات والهيئات الصحية في الدولة كافة، وسيقدم لجميع المواطنين والوافدين مجاناً، مشيراً الى ان حملة تطعيم حجاج بيت الله الحرام ستبدأ اليوم، وسيكون التطعيم اجبارياً لحجاج هذا العام، فيما حثت وزارة الصحة في بيان لها جميع المواطنين والمقيمين على الإقبال على التطعيم.
ونوه بمبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتدشين الحملة الوطنية للتطعيم ضد المرض المعروف عالمياً بـ«أنفلونزا الخنازير»، إذ كان سموه أول من تناول اللقاح المضاد لهذا المرض مساء أول من امس.
وأضاف وزير الصحة، أن إطلاق الحملة الوطنية للتطعيم ضد المرض يجيء في اطار توفير كل الاحتياجات اللازمة في الدولة للحيلولة دون انتشارالمرض انطلاقاً من حرص الدولة على سلامة المواطنين والمقيمين في الدولة.
وتناول اجتماع اللجنة الإشرافية العليا لمواجهة فيروس «إتش1 إن1» الذي عقد أمس في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتجية عدداً من الموضوعات الخاصة بالخطة الموضوعة للبدء بالتطعيم اعتباراً من أول من امس، ليشمل المواطنين والمقيمين، إذ تمت مناقشة التوصيات التي أُقرت في الاجتماع الأخير للجنة وما تم الاتفاق عليه، خصوصاً في ما يتعلق بتطعيم الحجاح، وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.
وقال المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية في وزارة الصحة، محمود فكري، ان الوزارة استعدت مبكراً من خلال الخطة الوطنية لمواجهة الأنفلونزا، واتخذت الإجراءات اللازمة لضمان الاستجابة المثلى لتقليل عبء هذا المرض، بما في ذلك توفير الموارد وتسخير الإمكانات اللازمة لضمان جهوزية النظام الصحي.
وجاء في البيان الذي أصدرته وزارة الصحة، انه نظراً إلى تحول هذا المرض، وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية إلى وباء عالمي، فقد سعت دول العالم والمنظمات الدولية ومراكز البحث العلمي إلى تطوير وإنتاج لقاح ضد هذا المرض من اجل توفير أفضل سبل الوقاية، فالتحصين يعد إحدى أنجح وسائل الوقاية من الأمراض المعدية، مشيراً الى أن هذا الفيروس لم يتحور ولم تتغير صفاته الجينية منذ بداية الجائحة وحتى الآن، ما ساعد على تطوير لقاح ضد هذه السلالة من الأنفلونزا .
واوضح فكري انه استنادا إلى رأي اللجان العلمية وآراء الخبراء من داخل وخارج الدولة، فقد قررت اللجنة الإشرافية العليا البدء في حملة التطعيم ضد فيروس أنفلونزا «اتش1 ان1»عن طريق جرعة واحدة من اللقاح تُعطى عن طريق الحقن.
وحول الفئات المستهدفة التي سيتم تطعيمها أشار البيان الى ان هذه الفئات هي «الحجاج والعاملون في المجال الصحي والحوامل وذوو الأمراض المزمنة من جميع الأعمار، والأطفال من ستة أشهر إلى عامين، والأطفال من عامين إلى خمس سنوات، إضافة إلى الأطفال في السن المدرسي، من ست سنوات إلى 18 سنة، ومن 18 عاماً وما فوق، أي فئات المجتمع المتبقية من الأشخاص الأصحاء، خصوصاً طلبة الجامعات والمعاهد التعليمية، على أن تستكمل الفئات الأخرى لاحقاً حسب معطيات منظمة الصحة العالمية».
وأرجع فكري ترتيب هذه الفئات الى أسباب عدة، هي تقليل نسبة الإصابة بالمرض للفئات التي أعطيت أولوية في التحصين نظراً إلى أنها أكثر عرضة لمضاعفاته والحرص على استمرارية الخدمات الصحية والخدمات الحيوية الأساسية والتقليل من انتشار المرض في المجتمع والتزاماً باللوائح والمعايير المعمول بها دولياً حسب توجيهات منظمة الصحة العالمية.
من جانبه، قال المستشار الطبي للأمراض المستجدة في منظمة الصحة العالمية الدكتور جان جبور، إن عدد الحالات التي تم الإبلاغ عن إصابتها وتم تأكيدها مختبرياً بلغت 486 ألف حالة ونحو 6084 وفاة بنسبة 1.3٪ وأن الاتجاه العام للوباء في حالة تزايد في العالم باستثناء بعض المناطق الاستوائية في الأميركتين وآسيا والمناطق المعتدلة في نصف الكرة الأرضية، وبعض الدول في جنوب شرق آسيا.
وذكر أن معظم الحالات في جميع الدول حدثت بين المراهقين وصغار السن، وكان معظمها خفيفاً وشفوا تلقائياً، وأن من 50 إلى 80٪ من الوفيات كانت لدى مصابين بأمراض أو حالات صحية مزمنة، فيما حدثت الحالات الشديدة والوفيات لدى صغار البالغين الذين كانوا من قبل أصحاء وأعمارهم تراوح بين 25 و64 سنة.
وأضاف جبور أن الاستراتيجية الأفضل للوقاية من هذا المرض هي اللقاح الآمن ضد الفيروس الذي يكون له الأثر الأكبر كاستراتيجية وقائية، حينما يتم إعطاؤه أو حين اقتراب ذروة الوباء، مشيراً إلى أن الأعراض الجانبية للقاح لا أساس لها، ما عدا تلك التي تتم ملاحظتها في لقاح الأنفلونزا الموسمية، لافتاً إلى أن اللقاح أنتج بسرعة إلا أنه اُتبع في تصنيعه التكنولوجيا نفسها التي يتم بها تصنيع اللقاحات الأخرى مثل شلل الأطفال والحصبة والجدري.
الآثار الجانبية للقاح
قال المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية في وزارة الصحة، الدكتور محمود فكري إن الآثار الجانبية المتوقعة والمصاحبة لأخذ اللقاح لا تختلف كثيراً عن الآثار المصاحبة لأي لقاح آخر وتتلخص في آثار موضعية مثل ألم وتورم واحمرار في موضع الحقن وارتفاع في درجة الحرارة وصداع، وهي في مجملها بسيطة وقد تستمر لمدة يوم أو يومين بعد أخذ اللقاح.
وأكد أن الوزارة قررت البدء في حملة التطعيم بعد أن حصلت هذه الشركات على الموافقة الدولية والتراخيص اللازمة لضمان فعالية ومأمونية اللقاح. وقالت ممثلة المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة جيهان الطويل أن منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع السلطات الصحية العالمية والمحلية، على مدى الأشهر الماضية بدأت أكثر من 20 دولة حول العالم في حملات التطعيم المضاد لفيروس «إتش1 إن1» وقد أعطيت الجرعات لملايين من الناس من دون حدوث أيه مضاعفات باستثناء بعض الآثار الجانبية الخفيفة وهي عبارة عن ألم وتورم بسيط في الذراع ولا توجد أيه أدلة حتى الآن تؤكد وجود آثار جانبية وخيمة غير متوقعة أو غير معتادة. وأضافت أنه استناداً إلى الخبرة وإلى العديد من الدراسات السريرية ورصد البيانات تأكدت مأمونية ونجاعة اللقاح حتى للحوامل، كما تأكدت أيضاً من إعطائه مع لقاحات أخرى، مشيرة إلى أنه لابد من طمأنة عامة الناس وإعلامهم بأن الإجراءات التنظيمية القائمة في ما يخص ترخيص تلك اللقاحات، بما في ذلك الإجراءات الخاصة بتسريع الموافقة التنظيمية، وهي إجراءات صارمة ولا تعرقل مأمونية تلك اللقاحات أو عمليات ضبط الجودة. |