«الرسوم» تعيق الشقيقين أحمد وريم عن المدرسة
غادر أحمد (14عاماً) وشقيقته ريم (11 عاماً) مقاعد الدراسة في المدرسة الأميركية الدولية، ليلازما المنزل، بعد أن ألمّت ظروف مالية صعبة بعائلتهما، وفق أمهما التي أكدت أن والدهما لم يتمكن من سداد متأخرات الأقساط الدراسية البالغة 46 ألف درهم، وتالياً أعاق عدم تسديد الرسوم طفليها عن المدرسة، وأصبحا مهددين بأن يتحولا إلى أميين نتيجة أزمة والدهما المالية.
في المقابل أكد محاسب المدرسة، السيد عبدالحميد، أن «المدرسة تطلب من الشقيقين أحمد وريم متأخرات دراسية عن العامين الماضيين بإجمالي يبلغ اكثر من 46 ألفاً درهماً، حتى يتسلما شهادة العام الماضي، ويتمكنا من الالتحاق بالعام الجاري»، موضحاً أن «المبلغ المطلوب دفعه عن ريم 15 ألفاً و958 درهماً شاملاً رسوم المدرسة والملابس والمواصلات والكتب المدرسية، أما أحمد فأسرته مطالبة بدفع 18 ألفاً و550 دراهمً متأخرات سنوية، أي بإجمالي 34 ألفاً و508 دراهم عن العام الماضي، إلا أن الطالبين لديهما متأخرات عن 2007 تقدر بـ11 ألفاً و625 درهماً».
وقال مسؤولون في المدرسة إن الطالبين أحمد وريم، سوريان متفوقان في الدراسة ويعشقان العلم، ومن النادر أن يتغيبا عن الحصص، مؤكدين أنهما يهتمان بالتحصيل الدراسي ويحرصان على التفوق ومنافسة زملائهما من خلال المطالعة ومراجعة الدروس.
وتروي أم أحمد، القصة قائلة «بدأت مأساة أبنائي الأربعة مع بداية العام الدراسي، بعد أن عجز والدهم عن سداد أقساط الدراسة، بعد خسارته أمواله في مطبعة كان يديرها، إلا أن الأسرة تمكنت من حل مشكلة اثنين من الأبناء عن طريق نقلهما لمدرسة منخفضة المصروفات، فيما ظلت معاناة أحمد وريم من دون حل، لأن المبلغ المالي الذي تطلبه المدرسة نفسها يفوق طاقة الأب المالية.
وتابعت الأم «خلال السنوات الماضية لم نواجه متاعب مالية، وكانت أسرتي تعيش ضمن مستوى اجتماعي واقتصادي متوسط الحال مثل معظم الأسر المقيمة في الدولة، حتى العام الماضي، عندما نقل زوجي مقر المطبعة التي كان يديرها بسبب أعمال الطرق، فتراكمت الديون وارتفعت نفقات المعيشة وإيجار المنزل والمطبعة إضافة إلى رسوم أقساط دراسة الأولاد، التي تراكمت خلال العامين الماضيين دون أن نتمكن من سدادها».
وأضافت «إدارة المدرسة منعت أحمد وريم من مواصلة تعليمهما، بعد أن رفضت منحي شهاداتيهما حتى أدفع متأخرات الدراسة البالغة 46 ألف درهم عن سنتين».
وأكملت «تمكنت من حل مشكلة اثنين من أبنائي بعد استدانة 12 ألف درهم وتسليمها للمدرسة والحصول على شهادة ابنتي الكبرى ونقلها لمدرسة ذات رسوم دراسية اقل، كما نقلت ابني الأصغر من المدرسة نفسها، إلا أن متأخرات دراسة أحمد وريم لم أتمكن من جمعها، الأمر الذي حرمهما من مواصلة تعليمهما على الرغم من تفوقهما، إذ تدرس ريم في الصف السابع أما أحمد فيدرس في العاشر».
ولفتت أم أحمد، إلى أن «إدارة المدرسة تعاونت مع وضع الطفلين كونهما من الطلاب المجتهدين، فحاول مدير المدرسة خفض قسط الدراسة ليصبح 34 ألف درهم بعد أن كان 39 ألفاً، إلا أنني لا أملك مبلغ القسط الجديد، لأنني قبل أن أدفعه يتعين علي سداد قيمة المتأخرات التي لا يمكنني تحملها».
وتابعت «كل ما أسعى إليه الآن تأمين مبلغ المتأخرات لأحصل على شهادة أحمد وريم وأتمكن من نقلهما لمدرسة جديدة ذات أقساط اقل، حتى لا أحرمهما من الدراسة»، مشيرة إلى أن ريم وأحمد مهددان بأن يتحولا إلى أميين بسبب أزمة والدهما المالية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news