بلدية دبي تحذّر من التعامل مع الطيور البرية
حذر مدير إدارة الصحة والسلامة العامة في بلدية دبي المهندس رضا سلمان، من مغبة إطعام الطيور وإسكانها على الشرفات والردهات الخارجية للمنازل وكذلك من اللهو مع القطط والكلاب السائبة في الشوارع، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ المؤجرين وأصحاب البنايات الإجراءات المطلوبة كافة، لمنع تجمع الطيور البرية وتربيتها، مؤكدا أن تلك الممارسات غير قانونية ومنافية للشروط الصحية المعمول بها في إمارة دبي.
جاء تحذير سلمان إثر سؤال تلقته البلدية من إدارة أحد المجمعات السكنية في دبي، حول الطرق المثلى لمكافحة ظاهرة تربية الحيوانات البرية وتجمع الطيور البرية نتيجة إطعام السكان لها.
وقال سلمان إن إدارة الصحة والسلامة العامة في البلدية مخولة اتخاذ عدد من الإجراءات عند تأكدها من الإصرار على المخالفة الصريحة بهذا الشأن وعند استنفاد الجهة المسؤولة عن إدارة البنايات كل الإجراءات المعمول بها لمنع تلك الظاهرة.
وأضاف أنه يتوجب على الجهة المسؤولة توجيه إنذارات للسكان بعدم إطعام الطيور وإسكانها وذلك بالتوازي مع استخدام الوسائل المتبعة في منع الطيور من المكوث في الشرفات مثل وضع شباك خارجي أو تثبيت رؤوس مدببة على الحواف وزوايا الجدران الخارجية للمباني أو بث الترددات الصوتية الطاردة للطيور.
من جهته، اعتبر خبير الخدمات البيطرية في إدارة خدمات الصحة العامة في بلدية دبي ومستشار اللجنة المحلية لأنفلونزا الطيور الدكتور هشام أحمد السالم، أن إطعام الطيور البرية جزء من تدخل الإنسان في الطبيعة الذي يؤدي بدوره إلى اختلال التوازن البيولوجي ما يؤدي إلى انتشار كثير من الأمراض الخطرة. موضحاً أن الطعام الذي يقدمه الإنسان للطيور غالبا ما يكون عبارة عن فضلات غذائية أو مواد مصنعة تختلف عن نوع الغذاء الذي توفره الطبيعة لتلك الطيور، كما أن احتمال تلوث الغذاء بما ينقل المرض للطير ومن ثم انتقاله منها إلى الإنسان.
أمراض مشتركة
وأشار السالم إلى الأمراض المشتركة التي تنتقل إلى الإنسان من الطيور وحيوانات، مثل السلمونيلا والكلاميديا التي تنقلها الطيور إلى الإنسان ، ذاكرا منها مرض السل، والحمى، وداء الكلب، وجنون البقر، والطاعون، وأنفلونزا الخنازير، وغيرها من الأمراض المشتركة التي يتجاوز عددها الـ200 مرض. وأشار خبير الخدمات البيطرية في بلدية دبي إلى ضرورة معرفة من يتعاملون مع الحيوانات، سواء الطيور أو الكلاب والقطط البرية بالخبرة الكافية بنوع الأمراض التي ينقلها الحيوان وكيفية انتقالها. وأوضح أن مرض السلمونيلا مرض خطر، ويمكن أن ينتشر على نطاق واسع حتى بين الدواجن والطيور نفسها، مشيرا إلى انتقاله من خلال «الزرق»، وهو الاسم العلمي لفضلات الطيور.
وأكد السالم، أن المرض معقد جدا وتصعب السيطرة عليه، وأنه ينتقل لكل من الإنسان والحيوان على حد سواء، وعرف أعراض المرض، قائلا إنها تشمل الحرارة والقيء والاسهال، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة، خصوصا أن المرض غالبا ما ينتشر بين الأطفال وكبار السن، وكذلك أصحاب المناعة المنخفضة. أما عن مرض الكلاميديا فعرفه السالم بأنه جرثومة تسبب التهاب الغدد الليمفاوية، وأنه من أهم الأمراض التي تنقلها الطيور البرية للانسان، مشيرا إلى صعوبة تشخيص وعلاج المرض وأنه في حال عدم اكتشافه فإنه يودي بحياة الانسان. وحذر خبير الخدمات البيطرية في بلدية دبي من خطر الأمراض التي تنقلها الكلاب والقطط مثل «السعار» و«مرض الاكياس المائية» الذي تنقله الكلاب، وكذلك مرض «التوكسوبلازما» الذي ينتقل سريعا عن طريق فضلات القطط.
وأفاد بأن مرض الأكياس المائية يصيب الإنسان بعد انتقال دودة شريطية تعيش في جسم الكلاب من خلال فضلاتها الى عائل وسيط، مثل الخضراوات والحشائش ومن ثم الى الإنسان. وأشار الى أن تكون الاكياس المائية يحدث في مرحلة تكون اليرقة لتلك الدودة وأن تلك الأكياس في غاية الخطورة لأنها قد تتكون في دماغ الإنسان أو قلبه أو رئته، ما قد يودي بحياته بسهولة.
ولفت إلى أن مرض التوكسوبلازما سريع الانتقال من خلال فضلات القطط، وأنه يشكل خطورة على صحة وحياة الإنسان، وأنه يسبب العقم عند النساء وكذلك الإجهاض، بالإضافة إلى التسبب في انتشار الفطريات والديدان الداخلية، خصوصا في جسم الأطفال. وفي الإطار نفسه، دعا خبير الخدمات البيطرية في بلدية دبي إلى ضرورة توخي الحذر في التعامل مع الحيوانات المنزلية، مؤكدا أن طيور الزينة لا تشكل خطرا طالما أنها ليست برية، وأنها تعيش معزولة عن الطيور البرية، موضحا أن تلك الطيور تكاثرت وعاشت في الأسر وهي ذات طبيعة خاصة تشبه طبيعة الحيوانات الاليفة.
وأضاف السالم، أنه يجب التأكد من مصدر الحيوانات المنزلية مثل القطط والكلاب، وإخضاعها لفحص الطبيب البيطري واستصدارشهادة صحية لها، ناصحا بعدم تربية الحيوانات الرضيعة أو الصغيرة في السن، حيث إنها تحتاج الى استمداد المناعة والرعاية من أمهاتها، كما أوصى بضرورة اتباع إجراءات النظافة والتعقيم لبيوت الغذاء والتخلص السليم من فضلات تلك الحيوانات.